بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 ديسمبر 2025

يا ناقتي بقلم الراقية ياسمين عبد السلام هرموش

 *يا ناقتي… أتبصرينَ ظلَّ فارسي؟*

بقلمي: ياسمين عبد السلام هرموش 


جاءتِ البدويّةُ تتهادى على مَهَلٍ،

كأنّ رملَ البيداءِ يحملُ خُطاها في صمتٍ خفيّ،

وتهبطُ نحو ناقتها في هدأةِ الفجر،

ووشاحُها الأسودُ يخفقُ على كتفيها

خَفْقَ جناحٍ يأبى المهانة،

كرايةِ قومٍ لم تُدنَّسْها الهزيمةُ في يومٍ جريءٍ أبيّ.


وإذا مالَ الوشاحُ، انكشفَ محيّا

تلمعُ نُضرةُ الخدِّ كقَطْرِ غيمٍ نديّ،

ولشفاهِها بريقُ رُطبٍ جنيّ،

وعيناها شاردتان كسكونِ ليلٍ خمدتْ رياحُه،

وقوامُها مستقيمٌ كسيفِ فارسٍ لا يَنثني لدهرٍ عصيّ.


وأقراطُها تهتزُّ مع كلِّ نبضٍ من خافقِها،

فتهتفُ كرنينِ شاعرٍ رفَعَ بيتَ عشقٍ

على وتَرٍ لا يخبو صداه.


ثم قالت، والشوقُ يخنقُ صوتَها الشجيّ:

"يا ناقتي… أكلَّ البُعدُ روحي؟

وغابَ الفارسُ الذي بهِ تعتزّ خُطوتي

ويأنسُ قلبي الخليّ؟


ومنذُ غاب،

والليلُ يفترسُ أنفاسي،

والوَسَنُ يأبَى أن يَدنوَ من حافّةِ الجفن."


فأحنَتِ الناقةُ رأسَها،

وهزّتِ الرملَ بخُفّها هزّةَ عهدٍ قديم،

كأنّها تُقسِمُ أنَّ الفارسَ عائدٌ،

ولو أطبقتِ الأرضُ أبوابَها،

وغيَّرتِ الأفلاكُ مسارَها،

وأشرقتِ الشمسُ من غربِها،

فما بينَ قلبِها وقلبِه

إلّا قِيراطُ شوق 

لا يُطفئُه البُعدُ

ولا ينقضُه عهد*يا ناقتي… أتبصرينَ ظلَّ فارسي؟*

بقلمي: ياسمين عبد السلام هرموش 

بريشة: Ehsan F Fahed 


جاءتِ البدويّةُ تتهادى على مَهَلٍ،

كأنّ رملَ البيداءِ يحملُ خُطاها في صمتٍ خفيّ،

وتهبطُ نحو ناقتها في هدأةِ الفجر،

ووشاحُها الأسودُ يخفقُ على كتفيها

خَفْقَ جناحٍ يأبى المهانة،

كرايةِ قومٍ لم تُدنَّسْها الهزيمةُ في يومٍ جريءٍ أبيّ.


وإذا مالَ الوشاحُ، انكشفَ محيّا

تلمعُ نُضرةُ الخدِّ كقَطْرِ غيمٍ نديّ،

ولشفاهِها بريقُ رُطبٍ جنيّ،

وعيناها شاردتان كسكونِ ليلٍ خمدتْ رياحُه،

وقوامُها مستقيمٌ كسيفِ فارسٍ لا يَنثني لدهرٍ عصيّ.


وأقراطُها تهتزُّ مع كلِّ نبضٍ من خافقِها،

فتهتفُ كرنينِ شاعرٍ رفَعَ بيتَ عشقٍ

على وتَرٍ لا يخبو صداه.


ثم قالت، والشوقُ يخنقُ صوتَها الشجيّ:

"يا ناقتي… أكلَّ البُعدُ روحي؟

وغابَ الفارسُ الذي بهِ تعتزّ خُطوتي

ويأنسُ قلبي الخليّ؟


ومنذُ غاب،

والليلُ يفترسُ أنفاسي،

والوَسَنُ يأبَى أن يَدنوَ من حافّةِ الجفن."


فأحنَتِ الناقةُ رأسَها،

وهزّتِ الرملَ بخُفّها هزّةَ عهدٍ قديم،

كأنّها تُقسِمُ أنَّ الفارسَ عائدٌ،

ولو أطبقتِ الأرضُ أبوابَها،

وغيَّرتِ الأفلاكُ مسارَها،

وأشرقتِ الشمسُ من غربِها،

فما بينَ قلبِها وقلبِه

إلّا قِيراطُ شوق 

لا يُطفئُه البُعدُ

ولا ينقضُه عهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

دهاليز الغفران بقلم الراقي طاهر عرابي

 «دهاليز الغفران»  قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي دريسدن – كُتبت في 11.05.2025 | نُقِّحت في 08.12.2025 لقد دخلتُ هذه الدهاليز. لكنني لم أك...