قُلّ لِيْ بِرَبِّكَ عَنْ عَمِيْقٍ أَحْزَنك
احْتَلَّ قلبكَ بِالأسَى و استوطنك
و أسْتَلَّ نَصْل العُمْق دوماً يطعنك
أدمى حروفك بالمدى وأستزمنك
قُل لي بربك ما حقيقةِ دَيْدَنَك
هذا عميق النصل كي يستحسنك
دون الخلائق عُمْق جرحك أدمنك
لو لم يكن ذهباً أصيلاً معدنك
عزفٌ فريدٌ نبض قلبك دَنْدَنَك
طبعٌ رقيقٌ كَلّا كَلّا أخشنك
و شذىً فريدٌ عَرْف زهرة سوسنك
ما كنت أعبأُ ما الحكاية مَرْطَنَك
أو كنت أدعو الله ربي طمأنك
فهرعتُ نحوك دونما أستأذنك
أرجو عميق الحزن عنْكَ أضمنك
فأنا بِحَدْسِي كيف لي لا أفطنك
أثبتتُ مذ أني أنتهيتُ أُبَرْهِنَك
و أثمِّن الشيء الذي قد أثْمَنَك
و نظمتكَ الشعر الذي قد أتقنك
بحر القوافي مرفئَاً يتحيّنك
و عزفتك العود الذي قد لحّنك
لحناً يليق العود أن يتفنّنك
و رسمتك الورد الذي قد زَيّنَك
من علبة الزيت الفخامة تَدْهَنَك
قُلّ لِيْ بِرَبِّكَ عَنْ عَمِيْقٍ أَحْزَنَك
قُلّ لِيْ بِرَبِّكَ كيفما قد أمْكَنَك
&&&&&&&&&&&&&&&
( د.أحمد سعيد النوبان )
