يَارَبَّ أَشْكُوكَ مَا الْقَاهُ مِنْ قَلَقِ
وَمِنْ هُمُومٍ وَأحِزَانٍ وَمِنْ أَرَقِ
وَمِنْ دُمُوعٍ وَآلْآمٍ أَكَابِدُهَا
فِي غُرْبَةٍ قَيَّدَتْ رِجْلِي إِلَى عُنُقِي
وَمِنْ حُنَيْنٍ وَشَوْقٍ كَادَ يَقْتُلُنِي
إلَى الدِّيَارِ وَمَا فِيهَا. مِنْ الْعَبَقِ
وَلَوْعَةٍ أَنْتَ. يَامُولِي تَعْلَمُهَا
لِمَنْ مَكَانَتُهُمْ فِي الْعَيْنِ وَالْحَدَقِ
كَأَنّهَا. شُعْلَةٌ. مَجْنُونَةٌ بِدَمِي
لَمْ تُبْقِ شَيْئًاً بِقَلْبِي غَيْرَ مُحْتَرِقِ
جِنَازَةُ الرُّوحِ فِي جِسْمِي تُشِيعُهَا
الَى الْمَقَابِرِ أَنْفَاسٌ.مِنْ الرَّمَقِ
مَنْ كُثْرُ مَاهَدّنِي شَوْقِي وَانْهَكْنِي
كَأَنَّنِي الْأَرْضُ. وَآلِهَفَاهُ. لِلْوَدَقِ
لَوْ أَنَّ لِي سُلَّمٌ ءاتِيَ مَسَاكِنَهُمْ.
مِنَ السَّمَوَاتِ أَوْ حَبْلًا الَى نَفْقِ
أزْورْهُمْ مِثْلَ طِيفٍ دُونَ أَيْ.خُطَى
فَالدَّرْبُ مُظْلِمُ وَالَاشْوَاكُ فِي الطُّرُقِ
ضَاقَتْ عَلَيْنَا رِحَابُ الْأَرْضِ وَانْقَبَضَتْ
أوتَارُ مَاكَانْ مَمْدُودًاً مِنْ. الْأُفُقِ
وَغُرَّةُ الصُّبْحِ عَنْ أَبْصَارِنَا حُجِبَتْ
وأسدل الليلُ. أستاراً. من الْغَسَقِ
فَغُرْبَةُ الْمَرْءِ سُجِنٌ فِي جَوَانِحِهِ
سَجّانُهَا وَحْشَةُ الْأيَامِ وَالْقَلَقِ
وَخَيْرُهَا صَيْدُ بَحْرٍ هَائِجٍ وَلجٍ
مَنْ خَاضَهُ قَلَّمَايَنْجُو مِنْ. الْغَرَقِ
وَكِسْرَةُ الْخُبْزِ خَيْرٌ حِينَ تَأْكُلُهَا
مِنْ كَفَّ أَهْلِكَ مِنْ لَحْمٍ وَمِنْ مَرَقِ
٠
وَخِيمَةٌ فِي رِحَابِ الْأَهْلِ تَسْكُنُهَا
خَيْرٌ مِنَ الْفُلَلِ الوضاءِ والشُقَقِ
وَبَسْمَةٌ مِنْ مُحْيَا. ثَغْرِ مُبْتَسِمٍ
تُزِيحُ عَنْكَ. غُبَارَ. الضِّيقِ وَالْحَنْقِ
كُلُّ الْبَسَاتِينِ فِي مَنْفَايْ قَدْ ذَبُلَتْ
سِوَى. بَقِيَّةِ. أَغْصَانٍ بِلَا وَرٍقٍ
ولا زَالَ مَنْجَلُ آمَالِي. تَقَومُهَا
اذَا انْحَنَّتْ.وَيُسَقِّي جَدْبَهَا عِرْقِيٌّ
حَتَّى يُفَرِّجَهَا رَبِّي. وَيُورِقَهَا
وَسَوْفَ تُثْمِرُ بِالرَّيْحَانِ وَالْحَبْقِ
يُسْرْ لَنَا دَوْلَةً يَارِبُ عَادِلَةً
وَهَبَ لَنَا وَطَنًاً خَالٍ مِنَ السَّرِقِ