عِشْقُ الرُّوح
(القصيدة رقم ١٠ من ديوان المدى)
«حين يتقدّم الإحساس على اللقاء، ويصير الغياب طريقةً أخرى للحضور.»
---
أَحْبَبْتُها وَالدَّهْرُ لَمْ يَجْمَعْ لَنا سَطْرًا
لَكِنَّ رُوحِي إِلى رُوحِها سافَرَتْ دَهْرًا
لا المَوْعِدُ المَرْسُومُ لاحَ وَلا المَدى اقْتَرَبَ
غَيْرَ النِّداءِ الخَفِيِّ في صَدْرِي إِذا هَدَرَ
ما بَيْنَنا صَمْتٌ طَويلٌ لا ضِفافَ لَهُ
لَكِنْ في الصَّمْتِ أَسْرارٌ تُرى جَهْرًا
كَأَنَّنا الْتَقَيْنا عَلى غَيْرِ المَدى جَسَدًا
وَالرُّوحُ سَبَقَتْ مَدى الأَجْسادِ وَالفِكْرَا
إِنْ قِيلَ: هَذا هَوَى الأَوْهامِ قُلْتُ لَهُمْ
بَعْضُ الحَقيقَةِ لا يُقاسُ وَلا يُرى
كَمْ غائِبٍ حَضَرَ في نَبْضِ مَحَبَّتِهِ
وَكَمْ قَريبٍ عَلى أَبْوابِنا انْدَثَرَا
لي في غِيابِكِ ما يُغْنِينِي عَنِ الوَعْدِ
وَفي حُضُورِكِ ما يُرْبِكُ كُلَّ ما انْتُظِرَا
إِنْ كانَ حُبُّكِ لُغْزًا لا حُلُولَ لَهُ
فَالْغَيْمُ يَعْشَقُ رَغْمَ الشَّكِّ وَالمَطَرَا
لا تَسْأَلينِي كَيْفَ جِئْتِ القَلْبَ مِنْ عَدَمٍ
فَالْبَحْرُ يَأْتي بِلا تَفْسيرٍ لِلشَّطَرَا
أَنا وَأَنْتِ هُنا رَغْمَ المَسافَةِ بَيْنَنا
نَحْيا اتِّصالًا إِذا ما الظَّاهِرُ انْفَطَرَا
وَيَقُولُ قَوْمٌ: أَيُعْقَلُ الحُبُّ في عَمًى؟
قُلْتُ: القُلُوبُ تَرى الحَقيقَةَ أَبْهَرَا
ما كُلُّ مَنْ أَبْصَرَ المَحَبَّةَ شاهِدٌ
بَعْضُ البَصائِرِ يُولَدُ القَلْبُ إِذْ جَرَى
لَسْنا حَكايا عِشْقِ ضَعْفٍ وَانْكِسارٍ
نَحْنُ الَّذينَ إِذا تَعَثَّرَ حُلْمُهُمْ زَهَرَا
نَمْضِي وَلَوْ ضاقَتْ عَلَيْنا دُرُوبُنا
فَالْعَزْمُ فينا لا يَهابُ وَلا انْكَسَرَا
---
✍️ حُسَيْنُ عَبْدُاللهِ الرَّاشِد
ولِكُلِّ عَقْلٍ طَريق، وَهذا طَريقِي بَيْنَ النُّقُوش،
حَيْثُ تَلْتَقي الحُرُوفُ بِالعاطِفَةِ وَيُولَدُ مِنَ الحَنينِ رَبيعًا. 🌿
#المدى #ديوان_المدى #ديوان_ال
قصيد #ديوان_المهابة #أشعار_أبو_علي #أشعار_حسين_الراشد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .