بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 أبريل 2023

يا لوعة المشتاق...بقلم الشاعرة... د.عبير عيد

 يا لوعة المشتاق...

أصبحت لروحي الترياق. و سرت بقلبي نبض خفاق

 وبعيني حلم ورمشي يحرسك وسكناك في الأحداق

ألا تعرف يوما أن نار الحنين تزيد اللوعة و الإحتراق

 بركان بين الضلوع و نهر يفيض بالحب شريانه دفاق

.وأن للحياة معك وحدك أجمل  معنى و أحلى مذاق

مشتاق إليك قلبي بعنف اللهفة ولوعة الوجد  مشتاق

و .بآهات  الجوى حين تسمعها وفي البعد عنك إختناق

لا تخذل قلبي فيك فإن الخزي موت و عذابه لا يطاق

إني  تمسكت بك أنت ذورق النجاة لروحي بعد الإغتراق

فبت أناجيك في ليل الدجى  وأخشى حتما من  الفراق

اﻷميرة رقية 
د.عبير عيد

أنثى ملاك ...... بقلم الشاعر مصطفى أحمد البيطار

 أنثى ملاك  


لهفي على أيام قد خلتْ,,,

 كان الفؤادُ من رمضاءِ الشوقِ كالجمرِ..

على أميرةٍ في رياض الوردِ ,,, تميسُ تيهاً كأشعةِ البدر ..

كانتْ وما زالتْ فاتنةً نقيةً خالصةً كالتبْرِ..

شكوتُ لها الهجرَ,,, فشكاني هواها,,,

وقدْ تغلبَ أمرُها على أمري..

فقالتْ : لا تعجلْ ,,, والحزنُ يعصِرُها,,,

أنسيتَ أنَّ قلبكَ نصفين ؟,,, شطركَ مما قسمتَ وليَ شطري..

فقلتُ: لها أنتِ ,,

 تحتَ الجوزاءِ نوركِ يتجلى,,

وفي هواكِ أفنيتُ عمري ..

أنتِ كالملاكِ ,, كالكوكبِ الدري ,,

 كالشفقِ الساحرِ بألوان الطيفِ

كنفثهِ السحر  ..

أبدعَ الإلهُ برشةِ رسمكِ ,,

 فحرامٌ أنْ تكوني لبشرٍ,,

 إلا للتأمل,, و للشعر,, والنثر..

أنتِ لم تُخْلقي للشقاءِ مع العبادِ ,,,

 بل للسهدِ مع الأنجم الزهر..

مصطفى أحمد البيطار

السبت، 29 أبريل 2023

الحُبُّ يَبدأُ بالوَمى.....بقلم الشاعرعاطف حجازي

 الحُبُّ يَبدأُ بالوَمى

شعر: عاطف حجازي 


لا تَغضبي مِنّي لأنّيَ في الهوى

ينبوعُ شعرٍ لبُّهُ لبلابُ 


وأنا وقلبي صبوةٌ قيلتْ بها

آهاتُ حبٍّ لحنهُ ينسابُ 


مذْ برهتينِ إلى المشارقِ دَندنتْ

روحي وبَعضي والجَوى خَلّابُ 


يا عاذلي قوتُ القلوبِ تموسقتْ

بحنينِ وجدٍ وجدهُ غَلَّابُ 


فدعِ الملامةَ وارتشفْ ماءَ الدُّجى

وقلِ السلامةَ فالحياةُ غيابُ 


أقتاتُ نفسي كلَّما عصفتْ بنا

أعرابُ كنتُ حسبتهُم أعرابُ 


لكنَّ عُربَ اليومِ في أمصارِهم

أَعدا ويسمو فيهمُ الحطَّابُ 


والعالمُ العربيُ يقتاتُ النَّوى

لا عُرفَ يَعلو والحياةُ عِقابُ 


فدمشقُ نامتْ والعيونُ جَواحظٌ

وأباةُ صَنعا بالقلوبِ سرابُ 


بغدادُ هامتْ بالمدائنِ والنّوى

قدْ باتَ ينهشُ أعظمٌ ورقابُ 


سُوداننا.. اليومَ يغرقُ بالدُّجى

لُبناننا أسدٌ ولا أنيابُ 


وخَليجنا قد باعَ كلَّ عروبةٍ

لا سيفَ يعلو والعروشُ يَبابُ 


أجنادُ يعربَ بايعوا جلَّادَهُم

أمسى المهيمنُ فيهمُ قبقابُ 


يا سادتي.. الحبُّ يبدأُ بالومى

والشِّعرُ صرفٌ والهَوى عَرَّابُ

نَسْلُ الْكِرَامْ ).... بقلم الشاعر .. رشاد عبيد

 ........................ ( نَسْلُ الْكِرَامْ )


  هذه القصيدة مهداة إلى ابنتي الكبرى وأطفالها ..  

عربون محبـة وتقديـر .


   كَمُلَتْ مَحَاسِنُ إبْنَتِي مُـذْ أَنْجَبَتْ

                       تِلْــكَ  الْـوُرُودَ  الزَّاهِيَاتِ  بِأَيْكَتِــي


   فَازْدَادَ هَـذَا النَّسْلُ طُهْـرًا وَارْتَوَىٰ

                       مِـنْ حِجْرِهَا الدَّافِي بِفَيْضِ مَحَبـَّـةِ 


   وَمَضَىٰ يُنِيـرُ الْبَيْتَ يَنْثُـرُ فَوْقَــهُ

                       فَرَحـًـا تَنَقَّــلَ فِـي ثَنَـايَــا الْغُـرفَــةِ


   وَأَحَـالَــهُ  رُكْنـــًا  تَبَـــارَكَ  أَهْلُـــهُ

                       وَهَمَـتْ عَلَيْـهِ الْمُعصِرَاتُ وَسَـحَّتِ


   يَا مَنْزِلًا  حَفِـظَ  الْمَوَدَّةَ  وَاحتَـوَىٰ

                       أَغْلَـىٰ الأَحِبـَّـةِ فِـي الدُّنَــا بِالْغُربَــةِ


   سِــيمَا وَمَحمُودٌ ، وَطَـــهَ إِثْرَهُــمْ

                       دَرَجُـوا بَعِيـدًا فـِي خِضَـمِّ الْمِحْنَـةِ


   لَـمْ  يَعرِفُوا  حُضْنـًا  لِجَــدٍّ  رَاحِـمٍ

                       وَجَــدَ السَّعَادَةَ فِي صَفَـاءِ الْعِشْـرَةِِ


   مَا حِيلَتِي  وَأَنَـا  الْمُبَـرَّحُ  بِالنـَّـوَىٰ

                       نَادَيْتُهُمْ  فَقَضَى  الزَّمَـانُ  بِفُرقَتِـي 


   يَرْعَاهُـمُ  قَلْبِـي  وَيَبْقَـىٰ  ذِكْرُهُـمْ

                       أَبـَــدًا  يُؤَرِّقُنِـي  وَيُنْكِــرُ  حِيرَتِــي


   سِـيمَا  الْأَمِيرَةُ  بِالْجَمَـالِ  تَفَـرَّدَتْ

                       وَسَـبَتْ  عُقُـولَ  النَّاظِرِينَ  بِطَلْعَـةِ


   قَمَـــرٌ  تَجَلَّــىٰ  لِلْعِبـَــادِ  بِظُلْمَـــةٍ

                       وَأَنـَــارَ  دَرْبَ  الْمُدْلِجِينَ  لِحُجَّـــةِ


   مَحمُودُ  يَا شِبْلًا  تَوَثَّـبَ  بِالْحِمَى

                       فِيـكَ  الفَصَاحَةُ  بِاللِّسَـانِ  تَبـَـدَّتِ 


   كُنْ خَيْرَ عَـوْنٍ فِي الْحَيَاةِ وَجُنَّـةٍ

                       لِلْوَالِدَيـْـنِ  إِنِ  الْحَـوَادِثُ  جَـلَّــتِ


   سُبْحَانَ مَـنْ أَعطَىٰ لِطَــهَ حُسْـنَهُ

                       فَتَزَيَّـنَ  الْوَجْــهُ  الصَّبُوحُ  بِفِطنَـةِ

                       

   يَلْهُــو  وَيَلْعَـبُ  بِالْفَنـَـاءِ  مُغَــرِّدًا

                       كَالطَّيْرِ يَشْـدُو فِي الرَّبِيـعِ لِرَوْضَـةِ

       

   يَا أُمَّ  مَحمُــودٍ  إِلَيـْـــكِ  تَحِيـَّــةً

                       مِــنْ عِنــْـدِ مَكْلُـومٍ يَهِيــمُ بِحَسْرَةِ


   قَــدْ هَــزَّهُ شَـوْقٌ يُنَاجِي طَيْفَكُـمْ

                       مَـا لَاحَ بَـــدْرٌ فِـي السَّـمَاءِ لِمُخْبِتِ 


   وَجَرَىٰ الْفُرَاتُ وَقَدْ تَخَضَّبَ مَاؤُهُ

                       بِــــدَمٍ  زَكِـــيٍّ  لِلْأُبـَـــاةِ  بِدِيرَتِــي


   يَارَبِّ  فَاجْمَعْنِي  بِمَـنْ  أَرجُو  لَهُمْ

                       عَيْشًا رَغِيدًا فِي الرُّبُوعِ بِصُحْبَتِي


   وَالْطُفْ بِنَـا وَاجٔعَلْ عَوَاقٓبَ أَمْـرِنَا

                       عَمَـلًا  يَقُـودُ  إِلَى  رِضَـاكَ  وَجَنـَّـةِ


   أَنْتَ الرَّحِيمُ إِذَا الصَّحَائِفُ فُتِّحَتٔ

                       تَعفُــو وَتَغْفِــرُ بِالْحِسَابِ خَطِيئَتِي  


                           .. رشاد عبيد

                         سورية ـ دير الزور

لأول مرة... بقلم الشاعرة هيام عبدو

 لأول مرة

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

سأعيد وإياك

قطار الزمن رجوعاً

سأعود بروحي معك

حيث ألتقت بك 

لأول مرة....

يوم استعرت 

داخل حنايا قلبي منك

أول جمرة.....

يوم نظرت إلي

خجلت أهدابي

نامت عند سفوح المقل

فأعتلت وجنتيّ

الكثير... الكثير من الحمرة...

ومددت يديك تصافحني

احتار القلب

واختلط عليه الامرَ....

أيمدّ ذراعاً..

يلقي سلاحاً

يرمي في أحضانك

روحاً قفرة..؟

أم يجري... يسابق ريحاً

يتركك وابتسامة

تعزف دنيا من فرح 

فوق الثغر

ويرحل... ويرحل عنك 

ولا يعيد الكرّة

مرّ الزمن بنا كالبرق 

وثوانٍ لحقتها أخرى

فوجدت الروح هائمة

في حب أدخلها 

دنيا مسرّة 

عدت وقطار الزمن ذاك

أيقظ دفئاً

أشعل داخل جسدي

نفس الجمرة...

لأجد نفسي أحدق في عينيك 

وكأني أحبك ...

ولأول مرة....

لا ينفك لقاك ذاك

يراود أحلامي

يغتاب حياتي ليأخذني

حيث أجمل ذكرى ....

يوم لقاء صار

لروحي محراباً

حجّاً أقصده ...

وأحلامي... 

تباغتني.... تخطفني إليه 

حيث أقيم هناك

طقوس العمرة

بقلمي

 هيام عبدو-سورية

الغواني ▪️هيثم محمد النسور

 الغواني
▪️هيثم محمد النسور 
هَـيَّـا نَـهِـيْــمُ  بِـنَـشْــوَةِ الْأَنْـخَــابِ
مِنْ غَـيـرِ إِثْــمٍ أَوْ عَـسِـيْـرِ حِـسَـابِ
وَنَـعُــبُّ مِـن رَاحٍ تَـعَـتَّــقَ شَـهْــدُهُ
وَرَحِـيْـقُــهُ يُـجْـنَـى مِـنَ الْأَعْـنَـــابِ
حَيْثُ الْـغُـصُـونُ  تَـمَايَلَتْ أَعْطَافُهَـا
لِـتَـضُـوْعَ مِـنْـهَا نَـفْـحَـةُ الْأَطْـيَــابِ
صَـفْـرَاءُ فِي الْأنْخَابِ  تَفْعَلُ بِالْحَجَى
صِـنْـوَ الْـحِـسَـانِ تُـطِـيـحُ بِالْأَلْـبَـابِ
يَـشْكُـو لَهَا الْقُمْرِيُّ شَـجْـوَ مَوَاجِدِي
وَكَــآبَــةِ الْأُوْجَــاعِ مِــلْءُ إهَــابِـــي
فِي جَـلْسَـةٍ كَـانَ الْـعُـقَـارُ رَفِـيـقَـنَـا
دَارَ الْـكَـــلَامُ بِـهَـا عَـنِ الْأحْــبَـــابِ
وَالْكُـلُّ شَـمَّـرَ لِلْـحَـدِيـثِ  لِـسَـانَــهُ
مُسْتَـغْـرِقًـا بِـالْـبَـوْحِ فِـي إطْــنَــابِ
وَتَـنَـاثَـرَتْ عُـقَـدُ الْـكَـلَامِ بِـبَـوحِـنَـا
وَدُمُـوعُـنَـا ثَــرَّتْ نَـزِيـفَ سَــحَـابِ
وَالْـكُــلُّ يَـنْـدُبُ لِلـنَّـدَامَـى حَـظَّــهُ
نَـدَمَ الأَسِـيـفِ وَخِـيـفَـةَ الْـمُـرْتَـابِ
آهٍ لَـيَـالِـي الْأُنْـسِ كَــمْ رَاقَــتْ لَـنَـا
عَـهْـدٌ تَـقَـضَّى فِي  صِـبًـا وَتَـصَـابِـي
تَـاهَـتْ بِـصَحْرَائِي النُّجُـومُ فَمَزَّقَـتْ
بُـرْدَ الْـعَـفَـافِ لِـتَـرْتَـدِي جِـلْـبَـابِـي
وَالْلَـيْـلُ يَـسْـتُـرُ نَـفْسَـهُ مُـتَـخَـفِـيًـا
فَـالـصُّـبْـحُ فَـضَّـاحٌ لـِكُـلِّ حِـجَـابِ
وَعُـرَى الْأَوَاصِـرِ فُـتِّـقَـتْ أَوْصَـالُـهَـا
حَـتَّـى اسْـتَـوَى الْأحْبَـابُ بِـالْأَغْـرَابِ
أَوَ مَـا كَـفَانِي مَا احْتَمَلْـتُ مِنَ النَّوَى
وَتَـقَـطَّـعَـتْ مِن هَـجْرِكُمْ أَسْـبَـابِـي
فَـمَـتَـى تَـجُـودُ بِـقُـرْبِـكُـمْ أَيَّـامُـنَــا
فَلَـعَـلَّ كَـفَّ الدَّهْـرِ  يَـرْحَـمُ مَا بِــي
لَوْ كَـانَ لِـي أَمَـلَ الْـفِـرَارِ مِنَ الْأسَـى
لَطَـوَيْـتُ عَــرْضَ الْأَرضِ دُوْنَ إِيَــابِ
حُلْـمِي مُـسَجَّى فِي حُـرُوْفٍ صِغْتُهَـا
لَـمْ تُـبْصِرِيْهَـا فِـي سُـطُـورِ كِـتَـابِـي
وَلَقَدْ سَأَلْتُـكِ مَـا الَّذِي طَعَنَ الْهَـوَى
لَـكِـنَّ سُـؤْلِــي ظَـــلَّ دُوْنَ جَـــوَابِ
يَـا لَـوْعَـتِـي لَـمَّـا رَأَيْــتُ لِـحَـاظَـهَـا
دَبَّـتْ دَبِـيْـبَ الـنَّـارِ فِـي أَعْـصَـابِـي
شُـرُفَاتُ فِرْدَوْسِ الْجِنَـانِ عُـيُـونَـهَـا
لَـكِـنَّـهَـا مَــقْـــفُــولَــةَ الْأَبْـــــوَابِ
وَالنَّـرْجِـسُ الْـوَسْـنَـانُ  فِي آمَـاقِـهَـا 
قَـدْ دُثِّـــرَتْ بِـسَــتَـائِــرِ الْأَهْـــدَابِ
نَقَشَتْ شُـمُـوعُ الْحُسْنِ فِي وَجَنَاتِهَا
كَـلـِمَـاتِ سِـحْـرٍ  صَـعْـبَـةُ الْإِعْـرَابِ
وَكَـأنَّـنِـي وَالـنَّـارُ تَـسْـرِي فِـي دَمِـي
ظَـمْـآنُ يَـجْـرِي خَـلْفَ وَهْمِ سَـرَابِ
ثَـلْــجٌ وَنَـــارٌ فِـي الْـفُــؤَاد ِتَـلَاقَـيَــا
جَـــالا بِـبَـيــتٍ مُـرتَــــجِ الْأَبْـــوَابِ
يَا آسِــرِي مَـا هَـكَـذَا شَـرْعُ الْـهَـوَى
رَشَـأُ الْـمَـهَـا يُــرْدِي أُسُـودَ الْـغَـابِ
وَعَجِبْتُ كَيفَ سَمِعْتِ قَوْلَ حَوَاسِدِي
يَسْتَهْزِئُـونَ  وَمَـا سَـمِـعْـتِ عِـتَـابِـي
مَـا أَسْعَفَتْنِـي فِي الْقَرِيضِ  قَرِيحَتِـي
وَخَـلَا مِن الـدُّرَرِ الْـحِـسَـانِ جِــرَابِـي

تَاهَتْ ذِكْرَيَاتِي..... بقلم الشاعرة نسرين بدر


------------
تَاهَتْ ذِكْرَيَاتِي
************الْوَافِر
هِـىَ الـدُّنْيَـا ولــو قَــلَّ الـوفـاءُ
مِـن الْعَـيْنَيْنِ يُشـفِـيـنيْ الدَّوَاءُ
يُلَامِـسُ كَـفَّـهَـا كَـفِّـي فَأَغْـفُــو
وَيلْـمـسُــنـي بِكَـفَّـيْــهَا الـهَـنَـاءُ
لجـأتُ لهَا لِأُشْـعِـلَ نَارَصَـمْـتِـي
فَضَـاقَ الْوَجْـدُ وَانْسَكَـبَ الْإِنَاءُ
وَتَاهَـتْ ذِكْرَيَاتِي فِي دُمُـوعِـي
يُظْـلِّلُنِي  ويَحْـرُسَـنِـي المَـسَـاءُ
فَلَيْتَ الْجُرْحَ يَنْـدَمِلُ اصطِـباراَ
يُنادِمُــنـي إذا خِـفْــتُ الضِّـيَـاءُ
وقَـد سَـكَنْتْ بِنَافِذَتِي عُــيُــونٌ
بِـنَـظْـرَتِـهَـا يُـوارِيـنِـي الحَــيَـاءُ
وَهَـانَتْ دُنْيَـتِي إِذْ لَـسْـتُ حَـيًّا
تُصَارِعُـنِـي الْقَـوَافِي والـحِـداءُ
أُعَاتِبُ قِصَّتِي فِي الْبُـعْـدِ عَـنِّي
تَنَاسَــتْـنِـي وَأنْـكَـرَنِـي الـثَّـنَـاءُ
تَدَلَّى السَقْـفُ فَـوْقِي إِذْ تَهَـاوَى
وَهَـــلْ لِلْـــمَـــوْتِ رَدٌّ وَانـثِـنــاءُ
فَـسَـلْ عَـنِّي نُجُوماً أَيْقَظْـتْـنِـي
فَلَـسْــتُ مُـحَـكَّـمـاَ فِي مَاأَشَـاءُ
وَتَاهَ الْوَجْدُ حتَّى ضِـقـتُ ذرعاً
وَمَاسَـعْـدِي سَـيُـدْنِـيـهِ الْـهُــرَاءُ
فَـهَـبْ لِي يَاإلَـهَ الْكَـوْنِ صَـبْــرًا
إذا ماضِـقْتُ تُسعِـفُـني السَـماءُ
الشاعرة نسرين بدر

أأرد.على الحزن بأمل ام بألم.... بقلم الشاعر الأديب مصطفى أحمد البيطارب

 أأرد.على الحزن بأمل ام بألم ؟ ادع الحزن واوقظ الأمل  .


(عادتْ الروحُ والقمر) 

ذكرتكِ مع هباتِ النسيم وقت السَّحر..

وافتقدتُك عدة أمسياتٍ فأصابني الضَجر..

فتفجرتْ ذكرياتٌ..

تُهمي رذاذ مَطر ..

وتُفرحني في بقايا صُور..

ضاقَ الكونُ في ناظري .. لماَّ غابَ القمر..

فأسعفني طيفكِ ..

فرحلتُ إلى بحرِ عيونك لأتوسدَ أهدابك ..

 وأغفو بِحذر..

أمّا شاطئ الجفونِ ..

 احتضنني بصدرٍ حنون..

ولم يدعني لليأس

 والظنون ..

فمِنَ الغفوةِ صحوتُ..

بعد أن حلمتُ في حدائق الانتظار..

وأمسيتُ أسامرُ طيفك..

 حينما يبتلعُ الليلُ ضوءَ النهار..

وأتطهرُ للوضوء بماءِ عطرك المدرار..

دعي طيفكِ بسَيْفه يُطاردُ الضَجر..

فأنتِ من بهاء وجهكِ يَغارُ القمر..

ومن ثغركِ براعمُ الوردِ تستحي بخَفر..

والشفاهُ وردٌ جوري

له في دمي لهبٌ مُسْتعر..

والشَّعرُ يُهفهفُ مسدولا على الوجهِ والنَحر..

لما صحوتُ تذكرتُ أن الربيعَ عاد..

بموكبه واكتستْ الأرضُ

 وتزينتْ

كعروسٍِ مُرصعةٍ بدُرر..

مصطفى أحمد البيطارب

الشهيدُ النِّدّ --- بقلم الشاعر الأديب عبد العزيز بشارات

------------------- الشهيدُ النِّدّ -------------------
سأكتبُ ما تَحقَّقَ أو أميلُ ...............وأنجزُ عُهدَتي أو أستقيلُ 
سأبقى الندَّ ما بَقِيَت حياتي ............فإن زالَت فحقّي لا يزولُ
أُغرّبُ فوقَها  فأنالُ مَجداً ..........فإن شَرّقتُ تذكُرُني السّهولُ
فأرضي ما بَقِيتُ بها ستَبقى.....ولـن تُجدي مِن الغَربِ الحلولُ
دمائي قد رَوَت غَرسي وزرعي ..ومِـن جَفنيَّ تنتعشُ الحُقول
وروحي رفرفَت فوقَ المَعالي .وهل روحُ الشـهيد سُدىً تزولُ
ويا تاريخُ سجّل ذِكرياتي .............سيكشِفُها منَ الأحـفادِ جيلُ
محالٌ أن يُزيلَ الحقَّ غدرٌ ...........ولن يُفنِي الثباتَ المستحيلُ 
تثا ءَب بين أفيائي دخيلٌ .............وأُفلِتَ تحتَ جُنحِ الليلِ غولُ 
ودمّر واستطال على الروابي .............ويزعمُ أنّه فيها أصيلُ
ففتّش عن بلادٍ كنتَ فيها ................فأنتَ بأرضنا عِلجٌ هزيلُ 
ولن تُجديكَ أسوارٌ تعالَت...........ومَهما عِشتَ يَجذِبُكَ الرّحيلُ
طرَدنا قبلَ مَقدِمِكَ الأعادي ..........وجُندُ الرومِ يردفُها المغولُ
فلا تغترّ  بالبُنيان يهوي ..........وحرقِ الطفلِ يندُبُهُ العويل 
سيخرجُ من تُراب الأرضِ حُرٌّ ..ويدحَـرُ ما ادّعيتَ  وما تقولُ 
وينبُتُ من دماء الطفلِ ألفٌ ...............لهم بأسٌ شديدٌ لا يحول
ستعرفُ حينَها أنّا عتاةٌ ..............لنا الأحـرارُ تهتفُ والفُحولُ
صلاحُ الدين في حطّينَ حيٌّ .............أرى أجنادَه فيها تَصولُ
أذلَّ الكفرَ فاندَحَرَ الأعادي...........وأُخرِسَتِ المدافِعُ والطُّبول
فكيف تسودُ شِرذمةٌ تمادت ........على الإسلام يدعَمُها العميلُ
وإن سَمِعَت صفيرَ الريح يعلو.............ففي أثوابها هَلعاً تبولُ 
بحاضنةِ الربيبِ علت وسادت.كما مالت على الضرع العُجولُ
فإن جَفّت ضروعُ الأمّ يوماً ............فليس لـها مُغيثٌ أو مَقيلُ
لقد خسرَ الرهانَ دُعاةُ غدرٍ ...........أصـابَهمُ لِما رأوُا الذّهول 
وحارَ لبيبُهم والخلُّ ولّى .........وطـارَت من جَماجِمِها العقول
فكيف لفِتيةٍ أن يستفيقوا ...............وليس لَهم مُعينٌ أو بديل؟
هو الإسلامُ رايتُهُ جهادٌ ..................وخيرُ الأنبياءِ له رسولُ
سينقشعُ الظلام ولو تمادى...وسيفُ الحقِّ في المَسرى طويلُ
--------------------------تم-------------------
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين
25/4/2023

الجمعة، 28 أبريل 2023

العلمُ يأتي فى البدايَــةِ هـادِيا .. بقلم الشاعرإبراهيم سمير

 ( المشاركة الأولى)


العلمُ يأتي فى البدايَــةِ هـادِيا  .. 

وبقِـيّـةُ الأدوار تأتـي ثانيَا


هو طـاقـةٌ إمَّـا عزمتَ تقدُّما .. 

نحو الرقيِّ وكنتَ حقا ناويَـا


فهـو الأداةُ لمَـن أرادَ تحضُّرا ..

وهو السبيلُ لمَن أرادَ مَعـالِيا


وهو السلاحُ إذا رعَيتَ حقوقَه .. 

 أو كنتَ للنصرِ المؤزَّرِ ساعيا


و هو المَكانةُ إن أردتَ مكانــةً ..

و هُو الطَّبيبُ إذا ابتغيتَ تَداوِيَا


إنّ البنـاءَ و إن تَعـاظَـمَ شأنُهُ ..

من غير علمٍ سوف يُصبحُ خاوِيـا


بل كلُّ زحفٍ في اتّجـاهِ تطَـوُّرٍ  ..

من غير علمٍ سوف يَهوِي ثاويـا


و جميعُ أمـركَ إن بَـدا مُـستَعجَـلا ..

لا لن يكونَ مُـناظِرا ومُسـاوِيـا


⁦🖋️⁩إبراهيم سمير

(أجملُ ورطة)..... بقلم الشاعر صهيب شعبان

 (أجملُ ورطة)


قالت كلامُكَ يا صهيبُ أونطَة

يأتي  لعقلِ  الأمنياتِ  بجلطَة


أحببتهُ وأنا أخافُ  من الهوى 

فغرامُكَ المعسولُ أوّلُ  غلطَة 


ورّطتني بالشعرِ في فخِّ الهوى 

والحبُّ بالأشعارِ  أجملُ ورطَة


لمّا أسأتُ الفهمَ قلتُ معاكسًا

حالًا سأطلبُ للئيمِ  الشُّرطَة 


لكنَّ قولَكَ في الغرامِ أذابني

وأنا لعمركَ في المشاعرِ قِطّة


قتّالُ  حبُّكَ  شاعري  فكأنّهُ

بنبونُ قد مزجوا حلاهُ بشَطّة


سِر هادئًا في الحبِّ لا تعجلْ بنا

فقطارُنَا  يحتاجُ  ألفَ  محطّة


دوّنتُ حبَّكَ في الفؤادِ وفي الحشا

ووضعتُ في سطرِ النهايةِ نُقطَة


زدني من الأشعارِ حبًّا صادقًا 

فأنا الفقيرةُ  والغرامُ  الحِنْطَة


لمّا رأيتُ البنتَ تطلبُ هاتفي

وهمستُ قد نجحتْ لعمري الخُطّة


أيقنتُ   أنِّي  صادقٌ في حبّهَا

مالي على حكمِ المشاعرِ سُلطَة


وسبحتُ منتشيًا بنهرِ عيونها

وطلبتُ موعدهَا فقالت (قِشطة)


لكنْ  وربّي  كلُّ  حسنٍ   قلتَهُ

قطعَ الكآبةَ والشجونَ  ببلطَة 


وربطتَ قلبي بالأماني كلهَا

يا شاعري أجملْ بها من ربطَة


فأجبتُها يا  حُلوتي  إنَّ الهوى

ما احتاجَ في ضوءِ الحقيقةِ وسطَة


لم أجتهدْ حسدًا  لكلِّ  مكانةٍ

يكفي المكافحُ للوصلِ الغِبطَة


قد كنتُ دهرًا في الحياةِ مهمشًا

حتّى أخذتُ مع النجومِ الّلقطَة


أنا شاعرٌ لولا القصيدةُ لم يكنْ

في الحسنِ زادتهُ القصائدُ بَسْطَة


بقلمي/ صهيب شعبان

من أجلكِ ...... بقلم الشاعر د. علي المنصوري

 من أجلكِ ..
سلكت دروبا لا تعترف بالهدوء
كتبت أشعارا 
هذبت القوافي 
تغنيت بألحان عزفها ناي مجنون 
أو مزمار ينشد الخلود 
بوابات تقود لللا معقول 
وصفتكِ في أبهى كلام 
حروفا تنشد الإلهام 
ترتدي فستان من جلنار 
من أجلكِ ..
غدوت للنهر ماءً
لغيت من قاموسي كل النساء 
وجردت عينيّ من أقمار السماء 
طوبى لعينيّ رؤية من تسكن الأعماق  
هامت بين كفيكِ صورا من انبهار 
ناضجة كأنكِ ثمارا لا تحتاج لأشجار 
سقيتها من شرايين فؤادي والوتين
أينما تكوني ..
تأكدي أنا لكِ في الانتظار ..
أحبكِ ..
ولا أبالي ..
يا شيئا لا يعاني ..
حبكِ لا يموت .. 
بل توسدته المعاني ..
أحبكِ ..

د.علي المنصوري

كن لي ملاذا آمنا..... بقلم الشاعرة رنا عبد الله

 كن لي ملاذا آمنا

كن لي سكونا للوطن

كن لي أنا فدونك أنني

تهت انتمائي

فمن أنا اكون

أو لمن...

كن لي سماءأ عالية

كن لي بحارا عاتية...

كن لي كناي عازف...

لصوته دوما أحن...

يامالكا كلي وكلك أرتجي

نحيا الحياة أو

نفارقها سوياً 

نحن معا...

كن لي جسورا

كن لي كما الفرسان...

لا تعقهم عن الهوى

كثير أسوار

أو شديد من حصن

كن لي كما أهواك...

محبوبي الذي...

... وتر أنا

بيده وهو بي

عازف

للحب أنغام اللحن...

أنا لا أبالي...

إن كان حتفي فيك 

ولا أبالي... إن كان عقلي

حاضرا بالحب

أو فيك أجن...

فأنا أذوب ببحر حبك...

كأجزاء ثلج بكأس غرامك

قد ارتمن ...

كن لي ختام روايتي...

كن لي كراو حكايتي 

أو كاتب لسردها 

وبالوصف حسن...

كن لي كحبر للقصيدة...

عانق الصفحات شوقا

وسار بصحراء السطور

فصار منها وفيها عالقا...

كن لي كغص واقف

يرعى زهور صباي فما

أحلى الزهور

إذا مارتمت

بأحضان الغصن...

كن لي كصدر للقصيدة

أو عجزها...

أو كن لها بالنظم

همسات الوزن...

كن لي كأركان العقيدة

فالحب عقيدة العشاق...

و أركان حبي 

بك صار  ثابتا...

كن حرف اسمي...

إذ صاحوا به 

أو دعني أكن لاسمك...

متبوع لك وأنت

لي كن  تابعا


بقلم: رنا عبد الله

الخميس، 27 أبريل 2023

فرحةُ العيد..... بقلم الشاعر الأديب عبد العزيز بشارات

 ------------------(فرحةُ العيد )----------------


عدتَ يا عيدُ وفي القلب أنين... حسَراتٍ في قلوبِ الكادِحين

ودموعٌ هاطلاتٌ في الدُّجى..........تَشتَكي  لله ظُلمَ الظّالمين

في رحابِ القُدس ندعو ربَّنا......أن يَفُكّ الكربَ عنّا أجمعين

أيها العيدُ تريَّث إننا..................في مسيراتٍ نَزِفُّ الراحلين 

فانظُرِ الرّاياتِ تبكي حسرةً..رفرفَت فوقَ جموع الحاضرين

كيف تحلو فَرحةُ العيد لنا...ودمُ الأحرارِ في الأقصى سخين

جبلُ النار يواري حُزنَه.............هالَهُ الموتُ وأشباحُ المَنون

صبرُ جنين تراءى مَثلاً.............. وأريحا شعبًها لن يستكين

أيّ عيدٍ للصّبايا يُتّمَت............والثَكالى في سُجونِ الغاصبين

كم تمنَيْنا وفِينا لوعةٌ ..............أن نعيشَ الدهرَ دوماً صائمين

فاحتِمالُ الصوم من عاداتنا.....قد عرفناهُ صديقا في السجون

فرحةُ العيد إذا مرّت بنا.............. جدَّت السّيرَ ومالَت لليمين

فابتَعِد يا عيدُ قد أحرَجتَنا..................ما لدينا فُسحةٌ للزَّائرين

عيدُنا نصرٌ على أعدائنا...........يومَ في القُدسِ نُصَلِّي فاتحين

--------------------------تم ------------------

عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين

بَريدُ العُشّاق .!؟ ).... بقلم الشاعر. محمد الحسون

 ..............( بَريدُ العُشّاق .!؟ )

                            ** شعر محمد الحسون 

هَبَّ النسيمُ بعطرِها .... أدناني
                       وأصابَ قلبي لحظُها .. فَرماني
وكأنها السّحرُ المُطلُّ على الندى
                       يُبدي جمالَ الوردِ في البستانِ
ناديتُها ... أصغَتْ لِتسمَعَ مابَدا
                      منّي كلاماً .... صَحَّ في التِبيانِ
ورَنتْ برفقٍ كَي ترى مَنْ ذا الذي
                      أوحى لها من أعذبِ الألحانِ .؟
فشَعرتُ أنّي قد مَلكتُ فؤادها
                      لكّنَّ سهمَ العينِ ... قد أرداني
ورأيتُ طَيفاً كالملاكِ يسودني
                     ويطيرُ بي عبرَ الفضا .. بثوانِ
بعيونها ... لونُ البحارِ وحولهُ
                    شَفَقُ الغروبِ .. بأجملِ الألوانِ
عبَرَتْ على أفقِ الخيالِ بنظرةٍ
                     مثل البريقِ ...... بقَدِّها الفَتّانِ
تُبدي التحيةَ للغرامِ ورَوعهِ .!
                      كأصيلةٍ في العشقِ منْ أزمانِ
حَمَلَتْ إليَّ رسالةً قالت بها :
                       عُذراً فحُبكَ قدْ أصابَ كياني
فأجبتُها : هذا الغرامُ أمانةٌ
                       فخُذي إليكِ أمانتي .. بأمانِ
مَنْ كانَ مثلكِ لا تَخيبُ شِباكهُ
                       بالصدقِ بالإخلاصِ والإيمانِ
قَسماً بربكِ والعيونُ شَواهدٌ
                      لَأصونَ وُدَّكِ ماحَييتُ زماني
ماهَمَّني بالعُمرِ غيرُ حبيبةٍ
                       تَسعى لِحفظِ الودِّ والعِرفانِ
فأنا الذي باقٍ على عَهدِ الهوى
                      مادُمتُ أحيا رَهنَ مَنْ تَهواني
--------------------------------------------------------

قد هزم الشوق... بقلم الشاعرة أسماء الزغبي

 قد هزم الشوق 
كغصن ذبل الورد فوقه 
وهو صامت لا يطلب الماء 
كشمس حائرة السطوع
بين جموع السحاب
كظل شجرة شامخة 
يختفي كلما أقبل عليه الليل
كيف أفرغ ذكريات أصابها الشجن
من خيال تعدى سماء الكون ، 
سماء الوطن
كيف أتلف الحكايات المريرة
وأستغفر من آثام الود
الذي احترق في جهنمك
كفاك عذرا مذبذبا
قد طال عبر الزمن
فإن أوجاعي المزدحمة
قد زلزلت كل وتد صلب
بنيت عليه أحلامنا
سقط كل شعور
كان يعلو سقف الروح
في قعر خيبة غير متوقعة
وأرخت النفس يديها كي لا تحمله
لم يعد لغصن يرغب البقاء في غابتنا
جميعها متعبة 
جميعها خلدت 
في أحراش الماء الشحيحة
ضاقت في تلك المساحات الفسيحة
وسقطت آخر حبة في عنقود غابتنا
التي هجرتها الطيور
ولعنتها كل النجمات 
التي كانت تسبح فوقها
كنت أزعم أنك النور الذي لا يأفل
ولا ينتهي ولا يزول
لكنك أفلت
وقفلت وراءك ألف باب 
دون أن يعبرني ندم
أو قلب يحن
تزلزلت المشاعر
ربما ليأخذ القلب مكانه الصحيح
فقد كان يلهو في بر السذاجة
خارج نطاق الحذر 
وكأن ليلا تعمد أن يلج في كل صباحاتي
وكأن ثوب الأمنيات أطلته
حتى يطول احتراقي
فقد بات الحب حجرا
يجثم على سوسنة في أرض ربيع
أسماء_الزعبي

أحلام الشوق.... بقلم الشاعر عاطف خضر

 أحلام الشوق 

.......

ساكنة قلبي والروح 

في عينيك أذوب من نظرة 

ومن كلمة منك تداوي قلبي

من كثرة الآهات والجروح

على الأرض أنت وأعلم مكانك وزمانك

وكلي أمل أن يحين وقت وصالك

اتدثر في ليل الشتاء الطويل بنبض قلبك

وفي قيظ الصيف يسحرنى نسيم عطرك

وفي خريف الأيام تتساقط أوراق الفراق

ويولد في الربيع براعم أمل حب جديد 

 ومن هنا الكون تغيرت معالمه

وطريقي إليك معطر بالورود

معبدا بأجمل أحلام الشوق 

في انتظار الوعد الموعود

ألقاك وأتيك ولو زحفا

كل شئ لأجلك يهون 

أخوض الصعاب والمنايا وإن يكن !

خير لي بالبقاء على حافة الجنون

هي لحظات أو بضع لحظات أحظى بها

وأكن بين يديك على شرف المثول

كم مر بي من قسوة أيام الجفاء

ودنيا الغربة و الإغتراب وانقطاع الخلان والأحباب

ما بقي من عمري قليل ولن يطول

سأسافر إليك وأسابق الرياح

عندك تنتهي معاناتي

 وتبدأ من جديد أول صفحات حياتي 

عاطف خضر

( للعروبة يد واحدة) بقلم الشاعر.

 ( للعروبة يد  واحدة)
---------------------------
 يا إخوتي في عسرةٍ  وفي يٌسرَى
دم   العروبة    لا يباع   أو  يشرى
                 ----------
هي الأصابع  في  أطراف   قبضتنا
إن جُمِّعت لاوسطى تُثنى أوصغرى
                  ----------
عروبتي - صدر في كل ذي  صدر
عروبتي - كَفٌّ في  بطنه  الأخرى
                  ---------
لا أدري - ايّ الكفين  بادرت  ضَمّا 
أباليمين   الضمُّ  ام  هي  اليسرى                  
                  ---------
لا فرق  بينهما - (طولا ولا قصرا)
كلاهما  في ذراعىَّ  ذاتها  الأخرى
                  ----------
عروبتي  (قلبٌ )   والدّمُّ   دورته
وما    بقلبي   إلا    نبضةٌ    تترى
                  ----------
ومن رَحى قلبي كل الدِّما  تَجري
وما بغير الشرايين  الكُلِّ   تُجرى 
                 ----------
وإن به -  يُؤتَ  شريان فلا يعني
أنّ  الدِّما    مدفوعةٌ   له    قسرا
                 -----------
وإنما  هي   (دفقات   ورجعات)
تُؤتى  كبيرها   لتُغتذي  الصغرى
                
           *********
 عروبتي   ( كبدٌ )  مُكابد   فينا
إن سُمٌّ  في دورة   الدماء طَرى
            -----------
ولا لدمٍ  غنى  عن ذا  وعن ذاكَ
فليس حيٌّ   عن  روحه   يَعرى
           ----------
كذا العروبةُ - إن ظلّت  بلا قلبٍ
فلا دمٌ  يبلغ الصغرى أو الكبرى
           -----------
يعصى على قوم في وجه وحدتنا
أن يلطموا  كفا  أو يقضموا  ظفرا
---------------------------------------
بقلمي( عبدالحليم الشنودي)

الأربعاء، 26 أبريل 2023

ربيع القلب✴.... بقلم الشاعر.مريم المسعودي/قرطاج/تونس

 ربيع القلب✴

هل زهورُ اللوزِ تُغري

أم زهورُ الأقحوانْ ؟

أم تُرى الجوريُّ أبهَى

مُزهِرٌ في كلِّ آنْ؟

في انتظارٍ لَرَبيعي

كي يُدانى بالحَنانْ

وربيعُ القلبِ يَبدو

مُفعماً لكنْ مُصانْ

و مَدى الأزمــانِ أَهفو

لِخليلي أنْ يَبانْ

وخريفُ العُمرِ يَدنو

بتَجاعيدِ الزمانْ

وشِتائي مَلَّ مِني

ومَصيفي اللامكانْ

فَتَنَ الزهرُ الغَواني

وامتطى عشقَ الحِسانْ

وأنا اخترتُ رَبيعاً

ولَهُ عندي الأمانْ

هو حبي وحياتي

جنـتـي بل جنـتـــــانْ

كم مدحتُ الحبَّ فيهِ

بيَراعي واللسانْ

وأنا لونُ فُصولٍ

سِحرُها حَبُّ الجُمانْ

يا رَبيعي فلْنُغَني

عِشقَنا (ياليل دانْ)

ولْتُخَضِّبْني بعِطرٍ

عَرفُهُ كالزعفرانْ

وارتَشِفْ مِن نَبعِ ثَغري

وامتَلِكْ مِني الجِنانْ

رَتِّلِ الأشواقَ سِحراً

واقرأِ السبعَ المــــثـــانْ

واستَمِعْ في الشِّعرِ بَوحي

آنَ للوَصلِ الأوانْ

خُذ ورودي وجِناني

في رِضَىً أو عُــنـفــوانْ

مريم المسعودي/قرطاج/تونس

"هذيّة المحال״: ▪️بقلم نافلة مرزوق العامر

 "هذيّة المحال״:

▪️بقلم نافلة مرزوق العامر

مع مونولوج الوشم

في سيولة الوهم

وضياع الحلم

في ضوعة القلم


إحتواء جزئيّ لأبعاد 


"هذيّة المحال".. 

كما يروق لي أن أعنون معلّقة قيصر الحروف الفذّ الشّاعر الأميز  


""عماد أحمد  ""


ألا وهي:


"نقشٌ على الماء "

قراءتها  المركزيّة في بعدها  الواقعيّ التّشاؤميّ

‏Realistic Pessimism


"نقشٌ على الماء .."

نقشٌ على الماء هذا الوَشْمُ ما صمَدَا

ما أبْقَتْ الريحُ خلفَ الباب منكَ صَدَى


لا قاعَ في القاع أقْصى ما ركَسْتَ بهِ

لا وقتَ للوقت في ترميمِ ما انْسَرَدا


من كوَّةِ الحائطِ المرصوصِ من قلَقٍ

ومن فضاءات ضاقَتْ فسْحةً ومَدَى


أطَلَّ نسْغُ حياةٍ لا حياةَ بهِ

ما ساوَرَ الجفنَ حتّى شافَهَ الرَمَدا


من بينِ قوسَيْن ما تنفكُّ تحصرُهُ

من قهْرِ قيْدَين ما انحلّا وما انعقَدا 


ما قيمةُ الناتجِ المجهول لو شبَحَتْ

أُرجوحةُ الخوفِ بسْطًا والمقامُ رَدَى


أَفِقْ من الوهمِ لا تخدَعْكَ بزَّتُهُ

خلفَ القناعِ اهْتِراءٌ لو إليك بَدَا


بعضٌ من الضوء لا يعني اختزالَ رُؤَى 

حتّى مع الضوء يُفضي سيرُنا قدَدَا


هذا الضجيجُ بصدري نَغْزُ أورِدَةٍ

فيها من المَوْر ما يستهلكُ الجَسَدا 


فيها من التيْه ما بالتيْه من فَرَقٍ

ومن مساراتِ خوْضٍ أورثَتْ كمَدَا


رِفْقًا بخفّاقِكَ المشبوبِ من وَلَهٍ

بهِ من النبضِ ما بالماءِ لو رَكَدَا


مازالَ يجْفُلُ لو ناغَتْهُ خيبَتُهُ

مازالَ يركسُ لو شوقٌ بهِ صعَدَا


هذا المُرَتَّقُ ملحُ الدمع ضمَّدَهُ

وروَّفَتْهُ مواويلٌ تحوكُ رِدَا


ما روَّضَتْهُ مآلاتٌ تنُزُّ أسىً

ولا سلاهُ دخانٌ فتَّتَ الكَبِدَا


يغفو وفكرتُهُ الحمقاء توقظُهُ

ويستفيقُ ولكنْ نبضهُ رقَدَا 


هذا المُلَغَّمُ من عشرين يذرعُها

ظامٍ ويصدرُ لو وشْلًا بها ورَدَا


هذا الذي لو حباهُ الليلُ حالكةً

لَأسْرَجَ الواهنَ الموجوعَ فاتَّقَدَا


هذا الذي أفحَمَ الترياقَ نازفُهُ

وناكفَ العاصفاتِ الهُوجَ فاخْتَضَدَا


بهِ من الشَجَنِ المَكبوتِ خارطةٌ

حدودُها بابُهُ المخلوعُ لو وُصِدَا


حالُ اللِحاءِ وعاثَتْ فيه مقتَلَةٌ

ماذا سَيَدرَءُ جِلْدٌ فارَقَ الجَلَدَا


مامن سبيلٍ وهذا التِيْهُ ليسَ بهِ

صدرٌ لرَأْسِكَ إمّا مالَ فاسْتَنَدَا


ما غيرُ خدِّكَ لو سالَتْ سيَحفُظُها

تلكَ الدموعُ إذا أُوّارُها احتَشَدَا


أوغَلْتَ في خوضِكَ المجهولِ ياوَجِلًا

رغمَ ارتِعادِ يقينٌ فيه ماارتَعَدَا


تلك النهاياتُ ما وافَتْكَ جيِّدَها

قبضًا من الريح هذا الكفُّ لو حصَدَا 


فاقْفلْ لخطِّ شروعٍ ما شرَعْتَ بهِ

إلّا وصبرُ بناتِ الدهرِ قد نفَدَا


أنا وسينُ سؤالي كُنْهُ غائِرَةٍ

وخطوةُ الألفِ قد تستَنْزِفُ الأَمَدَا


حاولتَها فتماهى الخوفُ في خَلَدِي

خوفٌ يشلُّ ضميراً ما يشلُّ يَدَا


الآن بعدَ انكسارِ الضوءِ مُنكَفِئٌ

روحاً وقلباً وتهوى السيرَ مُنْفَرِدَا


الآن يخذلُ كالمعتادِ غايتَهُ

عزمٌ تراخى ومن يأْسٍ بهِ قعَدَا


لا لن أُرَبِّتَ كتْفًا خانَ ساعدَهُ

ذنبُ العيونِ إذا دمعٌ بها جمَدَا


ذنبُ الشموعِ ومن جهلٍ بها احتَضَنَتْ

ذاكَ الفتيلَ فذابَتْ كلَّما اتَّقَدَا


خلفَ السرابِ تلاشى نسْغُها ظمَأً

وأقفَلَتْ من سُدىً كي تنتهي لِسُدَى


لهفي عليه توارى خلفَ إصبعِهِ

حُلمٌ وقبلَ بلوغِ الحِلمِ قد وُئِدَا 

................................


تململ الفكر وأسدل الجفون  ثمّ طأطأ هامته  ونفث زفرة حارة من ثقل دهشة وحيرة انتابتاه ساعة ولج معلقة القيصر محلّلا مستنبطا معانيها الغارقة في خوابي اللّحن المثمل!

دهشة وحيرة نعم !فكيف يحتوي غلال بيادر لوحته الشّعرية وكيف يعبّر عمّا بسط من أوجاع شاعر جاءت من تقرّحات روح جرحها واقع موجع نعم إنّها الواقعيًة الشّعريّة (PoeticRealism)تنهش في نخاع القصيد في هيكله وفي مبناه ومعناه! قصيد في الإخبار عن أخبار ما سرّت عدوّ ولا حبيبا سرت آثارها في شريان الإبداع والحسّ فصقلها الشّاعر بكلمات ليست كالكلمات وطرح أزمته شرّ الأزمات.فما أصعبها من حالة من مجتمع يترنّح كزقّ  على سطح الماء لا حول له في  تحديد اتجاهاته ولا جدوى في جهود الرسوّ مهما  كثرت اللّهمّ سوى أمنية تتحقّق تحقِّق نقش وشم ٍ على ماء أو شبع وعاء مثقوب من رواء!?


قال سوفوكليس Sophocles في تراجيديّته الخالدة

"أوديب”

‏“How terrible to see the truth when the truth is only pain to him who sees"

بترجمتي "كم هي مريعة رؤية الحقيقة حين تكون الحقيقة ألما فحسب عند من يرى".

طرح شاعرنا مأساته في معلّقة ترصّعت برصف  نغميّ لفظي ّصواني وبلاغة مخمليّة وفصاحة متنبّية  لسانها أبلح  صريح وأسلوبهامباشر واضح.في مونولوج تقريعي من صوت مأزوم دراماتيكي صارخ في الأجواف يخاطب الشّاعر نفسه المرهفة المكلومة  حتّى الثّمالة  من هول ما يحيطه من واقع قاس مظلم  ,كيف لا والموضوع هو وأد حلم وضياعه وهل أشدّ شؤما من ذلك !فالحلم هو جنين النّهار ومجداف الإبحار .يطرح شاعرنا نظرته بأنّ احتمالات التّحسّن والتّقدّم في مجتمعه  تقارب الصّفر رياضّيا وتشابه نقشا على ماءمنطقيّا  وتعيش كينونة الحلم واقعيا وإبداعيّا.


سنرى عند الوقوف على أقسام المعلّقة كيف أوغل في الغلوً والمغالاة شاعرنا الأريب ونعم ما فعل فمعهود في الكتابة الإبداعيّة النّاقدة والمتشائمة اتّباع تكنيك المبالغة أو ما يسمّى ب hyperbole وهو المبالغة في الوصف التّشبيهات والإستعارات لأهمّيّة الموضوع وخطورته وطلبا لإثارة الدهشة والمشاعر في نفس القارئ هو اسلوب قد اعتمد ليشد ذهن القارئ وينبهه ويضغط عليه ليأخذ الأمر مأخذا أكثر جدّيّة بل ليتضامن مع رؤية الشاعر ورنّة النّبرة الحادّة لعله يحوّل فكره إلى عمل ملموس في أرض الواقع .من هنا نرجع ونقول إنّ أسلوب المغالاة هو أنسب ما مواضيع فلو جئنا لتحليل كلمة واقعيّة بالانجليزي realism لوجدنا جذرها الصفة real نحن بصدد مأساة من نوع آخر  نوع فيه شكوى من استحالة تحقيق وكل حقيقة لا تحتمل اللّولبة  بل تكون صريحة واضحة مباشرة ومختصرة.

فمرّة أخرى سنرى مأساة ضياع الحلم  قد جاءت بأسلوب تهكّم قدح وندب  وتنبيه وتوبيخ فالموضوع في المحال وعدم الجدوى يلفّه جوّ دراماتيكي عتبي تشاؤميّ كئيب .

برإيي فإنً القصيدة  

تنقسم خطابيّا  إلى خمسة أقسام وهي وحدة عضويّة 

 معنويّة متلاحمة بتسلسل وتلاصق معنوي منطقي  أو مايسمّىcohesiveness وبوضوح فصيح coherence ممّا يسهّل على القارئ عمليّة التركيز وملاحقة أفكار الشّاعر وبالتّالي فهم واستيعاب معاني القصيد دون ضياع أو تشتت ذهن فبلاغة الكتابة من براعة وعمق الشّاعر ولا بدّ وتثمر بلاغة قراءة  وفهما

ألأقسام هي كالتالي:

الأوّل مغالاة في الرّصد والنّظرة حتّى البيت السادس

ألثّاني مغالاة في الطّلب التًبرير والإقناع حتّى البيت الثّاني عشر

إلثّالث"هذيّة  المحال"أو ذروةالمغالاة في التّشاؤم حتّى البيت العشرين

ألرّابع ذروة الذّروة في  اليأس والسّوداويّة حتّى البيت السادس والعشرين

ألخامس الإنكسار والنّهاية التّشاؤميّة أو خلاصة القصيد

العنوان:

"نقشٌ على الماء"

في الإيجاز إعجاز قد تغرف جملة وحيدة محيط معان لا عرفه كتاب بأكمله ولا حاز !لهذا تعرف القصيدة من عنوانها وقد شاء شاعرنا طرحه في صورة "مائيّة "وسيولة  liquidity في غلوّ يصل لاحقا الإثيريّة وهو تصوير قمّة في التًجريديّة وأكبر بهكذا تصوير فيه تلفظ المخيّلة أفكارا في لوحة شعريّة تكاد تنطق وتتكلًّم!فالمائيّة تعبّر عن صعوبة الأحتواء كما يصعب احتواء الماء الجاري ومن أخرى على الخير والتّدفق كتدفّق رسومات الشّاعر ويحضرني هنا العظيم الرّسام Da Vinci دا فينشي حين قال "إنّ الرّسم هو شعر مرئيّ أكثر منه محسوس والشّعر هو رسم محسوس أكثر منه مرئيّ"ونحن في العنوان نرى رسما في مخيّلتنا ونشعر به في إحساسنا  ونكاد نعترف أنّه مرئيّ.فقد برع الشًاعر في  وصف حلمه "

"بالمتواري "وكلّ مجهود  في سبيل تحقيقه لا جدوى منه وهو محتوم فشله تماما كمن يريد رسم وشم على ماء !فقد قال في البيت الأوّل :ونقشٌ على الماء هذا الوَشْمُ ما صمَدَا

ما أبْقَتْ الريحُ خلفَ الباب منكَ صَدَى


إذا  هي تراكمات صغوطات تقولبت في رسم على  رسم  كدخان سيتفرّق في السّماء  تماما كجهدٍ أتت ثمرته موؤودة في عتمة الرّجاء كيف لا والشّاعر يعتقد  أنّ وشمه أو إبداعه أو أمنيته  أو حتّى "تسميته للأمور "ستتحقّق في الواقع كما يصمد النّقش على سطح الماء لو صمد!تحدّث  في السَيولة مضيّعة العمل ثمّ انتقل إلى الرّيح أو الأثيريّة ناسفة الأصوات وقالعة الأبواب

صورة عملاقة في المجرّد بحجم البليّة المحسوسة  حقّا برع شاعرنا في وصف الحالة الواقعة بواقعيّة ترجمت شدّة خطورتها وتشاؤميّة بالغة ولكم أصاب شاعرنا باختياره هذا التّصوير المحبط المنذر بسؤ العاقبة فبعض المغالاة تأتي لاجتناب الشَر والفشل وإيقاظ العقول الجامدة والهمم الكسلى

فكأنّه يرد دروب اليأس ليخلق الأمل وهو رأيي وتقويمي الشخصي للأمور…كما قال بعضهم الشعر ليس تعبيرا عن الواقع بل هروب منه أحيانا.

فها هو يضاعف جرعة المبالغة في وصف مرارة الواقع ويستعمل أسلوب تكرار  الكلمة وليست أيّة كلمة  للتّوكيد على موقفه ويقينه  فكلمة "قاع " هي عكس "علو" وكلمة "وقت" كبيرة كبيرة تسع الحياة بأكملها ويا لهول الكلمتين فهو يريد أن يقول بأنّ الأمور لن تصل قاعا أكثر انخفاضا وأن الوقت ذاته يعجز عن ترميم ما فسد!

 لا قاعَ في القاع أقْصى ما ركَسْتَ بهِ

لا وقتَ للوقت في ترميمِ ما انْسَرَدا

حقّا هو إدراك لهول المصاب ويحضرني هنا قول هوميروس في الياذته الشّهيرة"لقد صرخ الإله مارس بقوة صرخة تسعة أو عشرة آلاف رجل" وهذا ليس كذبا مقصودا والمقصود ها هنا هو تعظيم التّشاؤم بوصف مبالغ فيه لشدّ الآذان والأذهان اعتبارا لحدّة البلاء فالتّشبيهات والإستعارات والأوصاف الخياليّة تتجرّد من حجمها لحظة إدراك بواعثها ومراماتها.

 ثمّ يلج الموضوع مباشرة  طارحا نظرته التّشاؤميّة تاركا الباب مغلقا لأي اعتراض أو نقاش.شاعرنا في الواقعيّة  العارية من كلّ مجاملة هذا هو الواقعي التّشاؤمي  الذي  أدرك عمق  الجرح وانتابه الحزن فجاء موقفه السّلبي  معدما كل أمل في التّغيير والتّأثير  فيقول  شاعرنا السّامق في صورة هندسيّة في تعرّجات النّفي ومتاهاتها:

من كوَّةِ الحائطِ المرصوصِ من قلَقٍ

ومن فضاءات ضاقَتْ فسْحةً ومَدَى


أطَلَّ نسْغُ حياةٍ لا حياةَ بهِ

ما ساوَرَ الجفنَ حتّى شافَهَ الرَمَدا


إذا فهو نسغ "حياة العدم والعبثيّة"ما يتحدّث عنه شاعرنا.لقد شخّص شاعرنا الفيلسوف المرض ووقف على أسبابه ونتائجه 

في صورة محسوسة يشقّ على ريشة رسمها فكيف ترسم الألوان وتجسّد "جدار قلق" وكيف ينطق قلم "بإطلالة نسغ" وكيف تخفي لوحة حالة من انعدام اللّون والطّعم لا بل وكيف ببلاغة جارفة تقنع فكر وحسّ المتلقّي بجميع تفاصيل هذا الوضع بدفقة إبداعيّة خالدة يلفظها اللّسان وتراها عيون القلب ويحتضنها بعد الوعي والإستلهام من أنفاس التوعيّة وإن وخزت وكوت واستفزّت!

هو بمعنى آخر براعة الفصاحة في بلاغة الوصف والتّوصيل والتّأثير الأدبي ما أنجزه ها هنا قيصر الحروف الفصيح.

هي كوَة الجهل والتّجهيل من نفوس قلقة لا تقدر على صناعة حياة مستحقّة ما يشكوه شاعرنا .وصف ترصّع بجماليّة التّصوير في جّو يثير الشّعور بالإختناق كيف لا وإطلالة الحياة فسحتها فضاء ضيّق يعزّ على خيطان النّورفيه اختراقا!!

لإنّه:

من بينِ قوسَيْن ما تنفكُّ تحصرُهُ

من قهْرِ قيْدَين ما انحلّا وما انعقَدا 

تصوير رياضي منعش يرادف معادلة واقعيّة في حالات التّقييد والخنق.يشرح شاعرنا    واقع الحال في  نسغ حياة يقيّده موت لكل مظاهر الحياة الطبيعية نسغ بزغ من مستنقعات الجهل  نعم واقعي مدرك عمق الجرح وعمق الضعف والبؤس  .!

معادلة نتيجتها سلبيّة في إشارة السّلب فماذا ينتج عن وعي يكبّله الخوف ويحكمه الموت كأنّني بالشاعر يقول:خوف من مجهول وقيد يصفّد الحرية نتيجته سلب للحياة أو الموت

لإنّه:

ما قيمةُ الناتجِ المجهول لو شبَحَتْ

أُرجوحةُ الخوفِ بسْطًا والمقامُ رَدَى

يأخذنا في "جدلية معنى  الحياة " متشائما وكأنّه يقول موجب زائد موجب ينتجان سالبا كيف لا وهو ينتقل ظاهريا لإعطاء بوادر حلّ ٍ هو حلٌّ عظيم يتجسّد بالإيقاظ والإستنهاض  فهو ينتقل لأسلوب الطّلب الإيجابي ولكن حذار من التّوهم فالإخبار سلبي يتلاءم وروح القصيد التّشاؤميّة فنحن لا زلنا في أفق غياب الحول في القدرة على اليقظة حتى قبل القدرة على العمل .هو التّشاؤم فى أوضح صوره وأبلغها.إذا بادر حلّ لكسر قيد العتمة ففعل "أفق"وليس كلمته والفرق شاسع بين فعل ومفعول ينبئنا بوجع لن يفارق وبأنّ الشّاعر على شفا انبعاث وانتعاش لأنّه يطلب الإستيقاظ  ولكن هيهات فالإنزياح الدّلالي بالمرصاد والإنزياح ها هنا  أيضا تركيبي نحويّا وبديعيا   أتى في انضباط نبض التّهكم السّخرية والتّوبيخ لأنّ الوهم هو الخديعة التي جاءت خلف قناع يطوي عكس ما يريه!!نعم إنّ بيان القيصر لسحر!

لا بدّ هنا من قول كلمة حقّ لصالح شاعرنا فقد أبدى في تعبيره عن الواقع هروبا من الواقع وإيقاظا للنّفوس بأسلوب حادّ في النّقر على الرّوح المخدوعة بلفظ وتعبير شعريّ محسوس لطمته في النّفس أشّد وأوجع من ضربة مهنّد كيف لا والمهنّد هو حرفه

!

شاعر ينطق وجع مجتمعه بتجديد معنويّ لفظيّ منزاح عن كلّ ما هو متوقّع!ليتنا نذكّر أكاديميّاتنا بزهور إبداعيّة تنمو وتعبق في أرض الأدب لربّما فاقت قدرة كلّ من تحتضنهم وتزركش كتاباتهم بحقنات توهيميّة تجعلهم أبطال ثقافة وحضارة وفي بطونهم ينمو العشّب الفكري الضّار!

شاعرنا أغدق علينا بعده الرّابع في تخطّي حدود الزّمان بوصف متفرّد لقيود ثقافة المكان!

إذا "أفق من الوهم"

والوهم قناع الخداع اللّئيم!

 أَفِقْ من الوهمِ لا تخدَعْكَ بزَّتُهُ

خلفَ القناعِ اهْتِراءٌ لو إليك بَدَا

وكيف يقنعنا:


بعضٌ من الضوء لا يعني اختزالَ رُؤَى 

حتّى مع الضوء يُفضي سيرُنا قدَدَا

يختصر قدرة الضّؤ القليل على فهم  وتوضيح الواقع وتنوير وإيضاح  السّبل للخطوات السّائرة!


هذا الضجيجُ بصدري نَغْزُ أورِدَةٍ

فيها من المَوْر ما يستهلكُ الجَسَدا 

حتّى نبضه ضجيج وليس نغمات إيقاع حياة  

يا لسوداويته!كم يعشق أن يكره الحياة!


ففي أوردة الحياة "تيه":

فيها من التيْه ما بالتيْه من فَرَقٍ

ومن مساراتِ خوْضٍ أورثَتْ كمَدَا

أنظر المغالاة والتّكرار والتّوكيد !

فالتّيه هنا تضليل وتعالي  وضياع وكلّ ما تحمل من معاني الهلاك الرّوحي.

مفردة جاءت موزونة على عيار الدّقة لتناسب كلّ معاني التّواري والتّشاؤم كحبّة ذهب زينت على كفّة الدّقة المتناهية!

أنظر التّصوير المحسوس يسقط على الرّوح لمسة مؤنّبة ومؤلمة

وهنا تتجلّى قدرة التّعبير الخارقة وبراعة الرّصف الإستثنائية ولا أغالي لو قلت هذا فالأصل مطروح  والفصل قاطع والكلمات بيّنة بائنة لا تقبل الإنكار!

ثم ينتقل الى ما يشبه التّرويح فالأسلوب يقطر بالإنزياحات وكسر التّوقّعات  لإنّ "الرّفق "أدناه ما هو ضرب  إلّا على النّفس وضرب من ضروب التّهكم!


رِفْقًا بخفّاقِكَ المشبوبِ من وَلَهٍ

بهِ من النبضِ ما بالماءِ لو رَكَدَا


فالنّبض الهادئ مفعم بالعكر والكدر وإن ركد مراوغة لا صفاء وشفافيّة!

لأنّه:

مازالَ يجْفُلُ لو ناغَتْهُ خيبَتُهُ

مازالَ يركسُ لو شوقٌ بهِ صعَدَا


كلّما أفاق من خديعته سييدرك عمق وقعته وركسته وخيبته

لاحظ تعبير ناغته خيبته وكأنه اجتماع أضداد oxymoron للسّخرية وتوكيد المحنة! فالمناغاة عذبة  تأتي في مشهد عذب والخيبة مرّة علقم!

يريد أن يقول لا تتوقّع خيرا كيف لا وهو المتشائم!

ثمّ ينتقل بنا أستاذنا إلى ما أسمّيه فرط المغالاة وذروتها excessive pessimism وذلك في هذيّة مزلزلة ترسم واقعه بسواد مفرط يكاد يقطع نياط الوتين رهبة وأوتار الفكر رؤية  فهو يكاد يحعلنا نتمنى لولم نولد ولا خلقنا!

فهنا نشرف على حلكة القصيد أكثر توغّلا وانصداما ممّا يذكرّني بقول الكاتب الكبير كونراد J.Conrad  في روايته الخالدة The herat of darkness أي قلب العتمة وبترجمتي بؤرة العتمة فقال يصف صدمته  وهو المثالي المتفاءل ممّا رآه من ظلم للأفارقة على يد المستعمر :لقد توغّلنا أعمق وأعمق في قلب العتمة" والعتمة استعارة للظّلم الوحشيّة الإستغلال والتّعذيب وكافة جوانب المعاملة الغربيّة للشعوب المستعمرة.لن أبالغ لو قلت أنّه نفس الفستان ألبسه شاعرنا لواقع الحال في بلاده لربّما اختلف في اللّون والنّقش وهويّة الحاكم المتسلّط!

ونعود إلى قول  ابن الرّومي:

كم مقلة  بعده عبرى مؤرقة

كأنما كحلت سما على رمد

في هذا التّصوير للهيب الألم الذي ينطفى بلهيب المعاناة وكلاهما لهيب حارق

ينبأنا بوجع لن يفارق !ليقابله في هذيّة القيصر هذا البيت:

هذا المُرَتَّقُ ملحُ الدمع ضمَّدَهُ

وروَّفَتْهُ مواويلٌ تحوكُ رِدَا


ريع يكتنف جوّ الوصف وخوف وترهيب فالمصاب جلل والقلب هو هذا المضنى  وتتكسّر مرآة" هذا"لتشمل في دلالاتها القلب ،الشّاعر ،القريحة ،الفكر، المجتمع "والأنا" العالمية ف"هذا"هو كل إنسان يائس مكبوت مكلوم غارق في ظلمة المعاناة وتحت طائل العادات والحالات الإنسانيّة المعتمة والظروف الوجوديّة التي تخنق براعم الرّغبة في حياة أفضل

فالقلب نضج ما عادت تنطلي عليه خدع التّجربة:

ما روَّضَتْهُ مآلاتٌ تنُزُّ أسىً

ولا سلاهُ دخانٌ فتَّتَ الكَبِدَا


وهذا الفكر غط في سبات التّجمّد

يغفو وفكرتُهُ الحمقاء توقظُهُ

ويستفيقُ ولكنْ نبضهُ رقَدَا 


 وهذا الكيان الإنساني  ملً وعودات الأمل ورتق حبال الكذب

هذا المُلَغَّمُ من عشرين يذرعُها

ظامٍ ويصدرُ لو وشْلًا بها ورَدَا


وهذا المجتمع يمتطي أكتاف الجهل والرّجعية ويهدر نحو الهاوية المحتومة.

هذا الذي لو حباهُ الليلُ حالكةً

لَأسْرَجَ الواهنَ الموجوعَ فاتَّقَدَا


وهذا الوجود تعوّد الظلمة كخفّاش يؤلمه رذاذ النّور لو خرج

فلو كان النور علاجا لأفحمه الظّرف البائس.

هذا الذي أفحَمَ الترياقَ نازفُهُ

وناكفَ العاصفاتِ الهُوجَ فاخْتَضَدَا


 ويعود لقلبه شاعرنا ويشكو ثقل الإحساس والشجن المكبوت الذّي لا حدود له :

بهِ من الشَجَنِ المَكبوتِ خارطةٌ

حدودُها بابُهُ المخلوعُ لو وُصِدَا


نعم هو كحال القشرة اليابسة

لا يصدّها عن السّقوط شيء:

حالُ اللِحاءِ وعاثَتْ فيه مقتَلَةٌ

ماذا سَيَدرَءُ جِلْدٌ فارَقَ الجَلَدَا


 يصر شاعرنا على التّصعيد أو تصعيد التّصعيد ليؤكّد نظرته التّشاؤميّة في ضياع الحلم ولا يبخل علينا في ضوعة القلم وما أعذب الأدب المتأرجح ما بين قسوة العلم وعذوبة القلم !

فيقول:

مامن سبيلٍ وهذا التِيْهُ ليسَ بهِ

صدرٌ لرَأْسِكَ إمّا مالَ فاسْتَنَدَا


ما غيرُ خدِّكَ لو سالَتْ سيَحفُظُها

تلكَ الدموعُ إذا أُوّارُها احتَشَدَا


أوغَلْتَ في خوضِكَ المجهولِ ياوَجِلًا

رغمَ ارتِعادِ يقينٌ فيه ماارتَعَدَا 

وييصعد درجة في التشاؤم

تلك النهاياتُ ما وافَتْكَ جيِّدَها

قبضًا من الريح هذا الكفُّ لو حصَدَا 


فاقْفلْ لخطِّ شروعٍ ما شرَعْتَ بهِ

إلّا وصبرُ بناتِ الدهرِ قد نفَدَا

وما بين "ما من سبيل " 

حتّى "أقفل!"

تعيش حياة الموت ويزدهر  نبض التّشاؤم ويكون الرّد عن كل جهد لاسترجاع ما فقد من فردوس في صدّ!

فالرّأس لن يجد مخدّته  والخدّ وطن دمعته المحتكَر واليقين هو يقين في مجهول لن ينال ولن يُعرف والنّهايات كمن قبض في كفه ريحا!

.شاعرنا متهكّم ساخر حتى الإيلام لكنّه فيلسوف ويحمل مسؤلوليّة الكلام وفعل الكلام فينتقل بليونة إلى أسلوب التّوضيح وتبرير رؤيته للأمور ويعترف بأن في صدره "سؤال" والسّؤال هو ضمير الشّاعر وموقفه ثم بخفّة يرجع لانزياح الخيبة فيقول أنه حتي هذا السّؤال لا زال جنينا في أولى خطواته وقد يستزف صقله أبدا!


أنا وسينُ سؤالي كُنْهُ غائِرَةٍ

وخطوةُ الألفِ قد تستَنْزِفُ الأَمَدَا


حاولتَها فتماهى الخوفُ في خَلَدِي

خوفٌ يشلُّ ضميراً ما يشلُّ يَدَا


فهو حاول بصفته صوت نفسه وصوت مجتمعه أن يطرح حلولا للمآزق ويخرج من أزمته لكنه فشل!

 وانكسر:

الآن بعدَ انكسارِ الضوءِ مُنكَفِئٌ

روحاً وقلباً وتهوى السيرَ مُنْفَرِدَا


برأيي فأنّ  كلمة انكسار هنا تحتمل أيضا الدًلالة للفشل وليس فقط لانكسار الضؤ أصلا ما انكسار الضؤ الا لاصطدامه بالوعاء الصلب فينكسر تحت قوّته ويُسلب صفة التّحليق بحرّيّة في فسحة المدى

وكأنّه يقول أنً نقش القصيد لجمهور غاب وعيه وعلمه يحتّم موته ساعة ولادته !

 ويتابع شاعرنا في وصف تبعات الانكسار وأسبابه:

فالعزم واهن

الآن يخذلُ كالمعتادِ غايتَهُ

عزمٌ تراخى ومن يأْسٍ بهِ قعَدَا


والعيون مذنبة بفقدانها إرادتها والرّمز والإشارة لفقدان البشر النّظرة السّليمة والتّحليل الصائب للأمور،

لهذا فشاعرنا سوف لن يرحمهما.

لا لن أُرَبِّتَ كتْفًا خانَ ساعدَهُ

ذنبُ العيونِ إذا دمعٌ بها جمَدَا


 وأكثر فهو يشبّه المجتمع بشمعة قبلت في جوفها فتيلا

كما يقبل الناس بينهم المفسدين والظّلاميّين .حقّا فكم من شعوب نصّبت طغاة عبثوا ثرواتها وأفرادها وأوردوها سبل المهالم والدّمار!

ذنب الشموعِ ومن جهلٍ بها احتَضَنَتْ

ذاكَ الفتيلَ فذابَتْ كلَّما اتَّقَدَا


و يعود بنا شاعرنا الفذّ ألى المحسوس والأثيريّات فيصف الحياة بالسّراب المتلاشي في سراب

هي رصفة الزّفرة في رسمة الدّخان المتطاير أو حتى الحلم المتسامي إلى العدم ما برع فيه شاعرنا وأبدع حتى أثمل

أنظر كيف جاور سين السّراب وسين السّدى ليشير إلى تقاربهما  وكيف تطبق الأسنان على بعضها حين لفظها كما يطبقها الفيلسوف حين يخيب رجاءه في معرفة الجواب!

خلفَ السرابِ تلاشى نسْغُها ظمَأً

وأقفَلَتْ من سُدىً كي تنتهي لِسُدَى


 رصفة حروف ينهيها بلهفة خيًبتها الظّروف وأذبلتها وغيّبتها القصيدة في قسوة الإجابة فالحلم قد وئد قبل الإغماضة  وقد يكون البلوغ هنا هو سن البلوغ الذي ما وصله حلم وضاع جيل في متاهات انعدام السّعادة!

لهفي عليه توارى خلفَ إصبعِهِ

حُلمٌ وقبلَ بلوغِ الحِلمِ قد وُئِدَا 

.........................لقد اخترق شاعرنا جدار الرّتابة والاجترار وغاص في معاني التّشاؤم فكأن ما صار في استمرار وصدق وصفا وشرحا وقد يحتار القارئ ما بين قابل لهذا المسار في روحه المتّقدة على جمر العذاب وما بين عاتب وطالب لنبرة تشافه التّشاؤليّة لو بات التّفاؤل ضربا من السّخف والجنون في هذا الحطام!.

الكثير من كلمات الحب بقلم الرائعة جوزفين غونزاليس

الكثير من كلمات الحب  وليس أي منهم صحيحا  الكثير من الوعود الكاذبة التي تُنسى في ثوانٍ  الكثير من الأكاذيب التي تصطدم ببعضها البعض  هناك الك...