بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

جدي سليم بقلم الراقية.نور شاكر

 جدي سليم

بقلم: نور شاكر 


جدي رغم رحيله المبكر، كان يشبه نافذةً تُفتح في الذاكرة كلما ضاقت بنا الحياة 

لم أعش معه سنواتٍ طويلة، كنتُ صغيرةً حين ودع الدنيا صغيرةً حد أنني لم أفهم معنى الموت، لكنني فهمتُ معنى الفقد حين رأيتُ كيف خَفت صوت البيت في ذلك اليوم

كنتُ أظن أن الذكرى تحتاج وقتًا طويلًا لتكبر، لكنني اكتشفتُ أن بعض الأشخاص يولدون كبارًا في القلب… وجدي كان واحدًا منهم

لم أحتفظ بملامحه كاملة، فقط ظلالٌ من ابتسامة، ورائحة الحلويات التي كان يحملها معه الينا ونحن صغارًا، وصوت خافت يشبه دعاءً يتردد بين الغرف.

ومع كل عامٍ يمر، يكبر حضوره بدلًا من أن يخفت

نستعيده في جلسات المساء، في الحكايات التي تُروى بصوتٍ مبلل بالشوق، في كلمةٍ قالها، في مسارٍ علمنا أن نسير عليه، وفي تلك الطيبة التي تركها ميراثًا لا يُباع ولا يُنسى

رحل جدي… لكنه لم يغب، ظلّ مقيمًا في تفاصيلنا الصغيرة، في تربيتةٍ على الكتف لم تكتمل، في ضحكةٍ تُحكى ولا تُسمع، وفي حب صافٍ لا ينطفئ مهما ابتعد الزمن

رغم أنني كنتُ صغيرة يوم فقدته، إلا أن قلبنا جميعًا ظل يُناديه بمحبةٍ لم يغيرها الغياب، وكأن رحيله كان بابًا جديدًا لذكراه، بابًا نطرقه كلما اشتقنا للطمأنينة التي كان يحملهـا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

نصف قرن وإرادة بقلم الراقية جهان إبراهيم

 نِصْفُ قَرْنٍ وَإِرَادَة  أَرَى الْخَمْسِينَ لَكِنْ لَسْتُ أَدْرِي أَيَأْسٌ فِي الْفُصُولِ أَمْ سُرُورُ؟ فَقَدْ مَرَّ الشِّتَاءُ وَالصَّيْف...