بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

الصورة بقلم الراقي عبد الرحيم جاموس

 الصورةُ :

التي تشبهُ بلادًا ....

نصٌ بقلم : د .عبدالرحيم جاموس 


تلكَ صورتُها…

لكنّها ليست صورة،

هي رائحةُ ترابٍ

نجا من صراخِ القرون،

وظلُّ أرضٍ

تبحثُ عمّن

يُعيد رسم ملامحِها

في الذاكرة.


***

وحينَ تمرّ…

تنتفضُ الجهاتُ الأربع،

كأنّها تتذكّرُ

أنَّ لها أمًّا بعيدة،

وأنّ الريحَ

تعرفُ الطريقَ

إلى قلبٍ واحدٍ

منذ الأزل.


***

لها مَشيةُ مدنٍ

ضاعتْ في الليل،

وتنهيدةُ أحجارٍ

حُمِّلت أكثر

مما تحتمل،

وصوتُ نهرٍ

كان يعلّم الطفولةَ

كيف تنامُ

دون خوف.


***

ليست امرأةً…

بل خريطةٌ

خُفيَتْ حدودُها

كي لا يُدركَ الغُزاةُ

إلى أين يبدأ

سرُّ المكان،

وأين تنتهي

قدرةُ الأرضِ

على النهوض.


***

وحين تقتربُ…

يسري في التراب

نبضٌ قديم،

وترتفعُ العصافير

كما لو أنها

تستعيدُ مقطعًا

مفقودًا من نشيدٍ

كان يُقالُ للسماء.


***

وفي أثرها…

يُزهرُ الشوكُ،

ويستعيدُ الجدارُ

ذاكرةَ اليدين

اللتين بدأتا الحكاية،

ويبدو الهواءُ

أكثر امتلاءً

باسمٍ

لا يُنطق،

لكن الجميع

يعرفونه.


***

تلك صورتُها…

لا تسكنُ في الورق،

بل في الحنينِ

الذي يرفض أن يموت،

وفي الخطواتِ

التي تمشي نحوها

ولو من وراء

قرنٍ من الرماد.


***

وإذا غابتْ…

تبقى الندبةُ

تلمعُ في الروح،

كأنَّ الغيابَ

طريقةٌ أخرى للبقاء،

وكأنَّ مَن لا يُسمَّى

هو الأكثر حضورًا

في القلب.


د. عبدالرحيم جاموس

الرياض 2/12/2025 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

نصف قرن وإرادة بقلم الراقية جهان إبراهيم

 نِصْفُ قَرْنٍ وَإِرَادَة  أَرَى الْخَمْسِينَ لَكِنْ لَسْتُ أَدْرِي أَيَأْسٌ فِي الْفُصُولِ أَمْ سُرُورُ؟ فَقَدْ مَرَّ الشِّتَاءُ وَالصَّيْف...