بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

رفعت الجلسة بقلم الراقي عمر أحمد العلوش

 ( رُفعتِ الجلسةُ )

في الربع ساعة الأخيرة، قاعة المحكمة تميل إلى ذلك الصمت ، صمت يسبق النهاية.المرافعات قُدمت والدفوع بُسطت والأعذار نُشرت ولم تعد تملك ما تقدّمه. كل الأوراق وُضعت مكشوفة، كأن العدالة حُشرت واستيقظت للربع ساعة هذه . 


القاضي جلس في سكونه العميق المهيب ، يراجع القضية بكل حيثياتها ، يوزن الحجة بالحجة ، والدليل المؤيد ، والخطأ بما يمكن أن يبرّره ، كأن في داخله محكمة أخرى ليست بهذه القاعة. اللحظة معلّقة وثقيلة أقرب إلى نبضة قلب أخيرة .


هوت المطرقة..مطرقة القاضي على منضدته ، سكون وسكوت ، 

وخشعت الأصوات ، ضربة واحدة واضحة حاسمة تحمل كل ما لم يُقل . وبإيقاعها الأخير عُرف أن الحكم صدر .. وأن الجلسة رُفعت.


هذا المشهد ليس حكراً على المحاكم وحدها.فكل إنسان له ربع ساعة أخيرة وله جلسة تُغلق دون ضجيج، وله توقيت لا يعلم متى يطرق بابه . يقين لا شك فيه ، لحظة لا ينفع فيها تأجيل، ولا تُقبل بعدها مراجعة .


ولهذا..التوبة الآن ، لا حين يُنادى المنادي ويقول : رُفعت الجلسة .


✍️ بقلمي: عمر

 أحمد العلوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

نصف قرن وإرادة بقلم الراقية جهان إبراهيم

 نِصْفُ قَرْنٍ وَإِرَادَة  أَرَى الْخَمْسِينَ لَكِنْ لَسْتُ أَدْرِي أَيَأْسٌ فِي الْفُصُولِ أَمْ سُرُورُ؟ فَقَدْ مَرَّ الشِّتَاءُ وَالصَّيْف...