بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

حين تصبح الكتابة عبئا بقلم الراقي شلال الفقيه

 "حين تُصبح الكتابة عبئًا بدل أن تكون ملاذًا"


أ.شلال الفقيه


كنتُ أُفكّر أنني فقدتُ الأملَ بنفسي..

لم أعُد قادر على كتابة أيّ شيء..

الكتابة صارت شيئًا يُتعبني بدل أن يواسيني، صارت كأنها بابٌ أثقل من أن أفتحه، وكأن كل كلمة تحتاج مجهودًا أكبر من قدرتي. لم تعد تنساب كما كانت، ولم تعد تخرج من داخلي بصدقٍ تلقائي.. صارت تشبه محاولةَ إنقاذ شخصٍ يغرق بينما أنا نفسي بالكاد أتنفّس.


الكتابة صارت تمرينًا على الألم.

كل حرفٍ يسحب من روحي شيئًا، وكل جملة تشبه خطوةً في طريقٍ طويل لا أعرف نهايته. كنت أكتب لأرتاح، أما الآن فأشعر أنني أكتب كي لا أنكسر، كي لا أختفي، كي لا أضيع في صمتي.


أحيانًا أجلس أمام القناة ولا يخرج مني شيء، لا لأن المشاعر انتهت، بل لأنني تعبتُ من حملها. وكأنني صرت أخاف الحقيقة التي تفضحها الكلمات، أخاف أن أراها واضحة أمامي. لذلك أهرب، وأصمت، وأترك قلبي مزدحمًا بما لا أعرف كيف أُرتّبه..


ومع ذلك..

هناك جزء صغير جدًا بداخلي ما زال يؤمن بأن الكتابة لن تخونني، حتى لو ابتعدت. جزء خافت، لكنه موجود، يقول لي: "اكتُب، ولو حرفًا واحدًا، فالكلمة التي تُنقذكِ ليست بعيدة، فقط تنتظر أن تمُدّي يدكِ إليها من جديد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

نصف قرن وإرادة بقلم الراقية جهان إبراهيم

 نِصْفُ قَرْنٍ وَإِرَادَة  أَرَى الْخَمْسِينَ لَكِنْ لَسْتُ أَدْرِي أَيَأْسٌ فِي الْفُصُولِ أَمْ سُرُورُ؟ فَقَدْ مَرَّ الشِّتَاءُ وَالصَّيْف...