هَمَسَاتُ الهِجْرَانِ
كَالثَّلْجِ الَّذِي لَا يَذُوبُ، كَانَتْ وَحْدَتِي،
كَبَاحِثَةٍ عَنِ الأَمَلِ
فِي دُنْيَا الغُرُوبِ،
كَانَتْ وَحْشَتِي.
كَحُلْمٍ ظَلَّ الطُّرُقَاتِ،
كَانَتْ غُرْبَتِي،
وَالهِجْرَانُ يَكْتُبُ
عُنْوَانَ قَصِيدَتِي.
أُفِيقُ لَيْلًا فَلَا أَرَاكَ،
فَتَفِيضُ فِي دَاخِلِي
مِيَاهُ حَسْرَتِي.
وَحِيدَةٌ… وَحِيدَةٌ
فِي دُنْيَا الضَّيَاعِ،
تَدُورُ فِي دَوَّامَةٍ مَشَاعِرِي
وَمُهْجَتِي.
أَيْنَ أَنْتَ الآنَ؟
أَيْنَ الذِّكْرَيَاتُ؟
أَيْنَ اللَّمَسَاتُ؟
كَلِمَاتٌ فَقَطْ
فِي أَوْرَاقِ دَفَاتِرِي.
أَيْنَ الحُبُّ؟
أَيْنَ لَيَالِينَا الحَمْرَاءُ؟
يَا لَوْعَتِي… يَا لَوْعَتِي.
أَمُدُّ كَفِّي لِلصَّدَى،
فَيَعُودُ نَاحِبًا
يُسَائِلُ عُمْرِي:
هَلْ مَا زِلْتِ تَذْكُرِينَ؟
أَمْشِي عَلَى أَطْيَافِنَا
خُطًى مُتَثَاقِلَةً،
كَأَنَّهَا تَجُرُّ مَا بَقِيَ
مِنْ ثِقْلِ أَزْمَتِي.
وَيَا رُوحَ مَنْ رَحَلْتَ،
تُحَاصِرُنِي نَفَحَاتُكَ
فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ،
يَخْفِقُ اسْمُكَ
كَجُرْحٍ يَرْفُضُ
أَنْ يَلْتَئِمَ فِي دَاخِلِ دَفْتَرِي.
أَمُدُّ خُطَايَ نَحْوَ ظِلِّكَ،
فَيَتَبَعْثَرُ الطَّرِيقُ
كَأَنَّهُ يَخْشَى
أَنْ يُوَاجِهَ حَقِيقَةَ غِيَابِكَ.
أُلَمْلِمُ نَفَسِي
كَمَنْ تَسْتَرِدُّ بَقَايَا قُوَّتِهَا،
فَكُلُّ لَيْلٍ يَمُرُّ
يُرَدِّدُ اسْمَكَ
فِي صَدْرِي المُتْعَبِ.
يَا مَنْ تَرَكْتَ فِي نَبْضِي
أَلْفَ سُؤَالٍ،
كَيْفَ تَمْضِي؟
وَمَا زَالَتْ خُطُوَاتُكَ
تُشْعِلُ أَرْضَ ذَاكِرَتِي.
أُصَافِحُ صَمْتِي
كَأَنِّي أُهَدِّئُ عَاصِفَةً
تَهُبُّ فِي دَاخِلِي،
فَأَسْمَعُ خَطْوَتَكَ
تَتَدَحْرَجُ فِي أَرْوِقَةِ الغِيَابِ
مِثْلَ طَيْفٍ يَأْبَى
أَنْ يَتَبَدَّدَ فِي ذَاكِرَتِي.
وَأَرْتَجِفُ…
لَيْسَ مِنْ بَرْدِ اللَّيْلِ،
بَلْ مِنْ شُعُورٍ يَشُدُّنِي إِلَيْكَ
رَغْمَ كُلِّ مَا انْكَسَرَ،
رَغْمَ كُلِّ مَا انْطَفَأَ،
وَرَغْمَ أَنَّ قَلْبِي
مَا زَالَ
يُنَادِيكَ
فِي كُلِّ لَحْظَةِ سَكِينَةٍ
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .