إلى التّقاعد
عمر بلقاضي / الجزائر
هذه القصيدة تصوِّر انطباعات ومشاعر أستاذ مقبل على التقاعد
***
أسَلِّمُ المِشعَلَ الوَهَّاجَ مُبتهِجاً
فقد سئِمتُ من التَّشويشِ والشَّغَبِ
الجيلُ أفلسَ لا تَعنيهِ مَوعِظَةٌ
قد صارَ من أخطر الآفاتِ والنِّكبِ
والمُكثُ في الضرِّ والبلوى بلا أمَلٍ
قد يوقعُ العقلَ في الأمراضِ والعَطَبِ
ما عادَ ينفعُ نُصْحُ الجيلِ في زمَنٍ
أجْلَى مَظاهِرِهِ الإخْباتُ للنُّصُبِ
الجيلُ يَنبُتُ في الإسفافِ من صِغَرٍ
يقفو الألى كفروا طيشًا بلا سَبَبِ
فلا يميلُ إلى علمٍ يُحرِّرُهُ
ولا يميلُ الى دينٍ ولا كُتُبِ
كم صارَ يُتعِبُنا غرْسٌ بلا ثمَرِ
فالعقلُ والنَّفسُ قد خَرَّا من التَّعبِ
الجيلُ دمَّرهُ غَرْبٌ أحاطَ بِهِ
قد باتَ يتبعُه زحْفًا على الرُّكَبِ
قد غاصَ في فِتنةِ الأهواءِ مُحترِقاً
يبدو بِلُجَّتِها نوعًا من الحَطَبِ
ما عاد يُصلحُه دينٌ ولا أدَبٌ
أمُسلمٌ يَهجُرُ القرآنَ يا عجبي ؟
***
أسلِّمُ المِشعلَ الوهَّاجَ مُبتهِجاً
للحسنِ والنِّورِ والإيمانِ والأدبِ
دَلائلُ النُّبلِ تبدو في مَلامِحِها
نُبلٌ من الدِّينِ في نُبْلٍ من النَّسَبِ
طبيبةُ الرُّوحِ تهدي الجيلَ حانيةً
تَحمي الجوانِحَ من زيغٍ ومن رِيَبِ
لها نشاطٌ بِدربِ العِلمِ بَارَكَهُ
ربُّ الوجودِ فنالَ السَّبقَ في الرَّحَبِ
حَنونةُ القلبِ لا تقسو على أحدٍ
بالحِلمِ تُطفئُ جمْرَ الغيظِ والغَضَبِ
كلامُها دُرَرٌ لمَّا تَفِيضُ بِه ِ
يُحْيِي المَواتَ كَمِثلِ الغيثِ في السُّحُبِ
فَيْضٌ من اللُّطفِ إنْ في قِسمِها صَدَحتْ
تهدي وتنصحُ مثل السَّادَةِ النُّجُبِ
وتبْعثُ الجِدَّ في جيلٍ أطاحَ بِه ِ
رغمَ المَهالك داءُ اللَّهوِ واللَّعبِ
تَسْعى وتكدحُ في صِدقٍ وفي أمَلٍ
لكي تُزيلَ ظلامَ الغَيِّ والحُجُبِ
لو كان مِنْ مِثلِها من علَّموا وهَدَوْا
لما تفاقمَ غيُّ الجهلِ في العَرَبِ
***
أُسلِّمُ المِشعلَ الوهَّاجَ مُبتهجاً
إني نجوتُ من المستنقعِ اللَّجِبِ
لكنَّ فُرْقَتنا تُدمِي جَوانِحناَ
فالقلبُ مُنقبضٌ والشِّعرُ في صَبَبِ
إني قضيتُ هُنا عُمْرًا سعِدتُ بِهِ
كم كان يُؤنِسني الإخوان في كَرَبِي
فالودُّ يَغمُرُني بالأمنِ يُشْعِرُني
من أنفُسٍ لمعتْ كالماسِ والذَّهبِ
اللهُ يحفظكمْ من كلِّ ضائقةٍ
يُعلي مكانتكمْ في أرفع الرُّتَبِ
واللهُ يُسعدكمْ دنيا وآخرةً
بالعِزِّ والفوزِ والإكرامِ والرَّغَبِ
من كان تُعجبُه فحوى تَواصُلنا
فليسلكِ النَّتَّ دربَ الوَصْلِ في طَلَبِي
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاثنين، 5 ديسمبر 2022
إلى التّقاعد عمر بلقاضي / الجزائر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
لغة الصمت بقلم الرائعة جيداء محمد
لغة الصمت حين يكون الصمت لغتي وأفقد النطق فأنا أناجي نسائم الروح فيك بأنفاس من عبق يا من دخلت القلب وصنعت من تمتمات الياسمين زورقاً ل...
-
مجرّةٌ في العلياءِ: متأنِّقةٌ غصونُ الوردِ لحُلَّتِكَ لابِسة وبوُجدِ عبيرِكِ مرحٌ يترامى المَدى مِحبرةُ الشَّذا بفيضِ حُسنِكِ شَامِسة وي...
-
خوابي الزمن المعتقة زياد دبور حينَ أفتَحُ بابَ البَيتِ القَديمِ لا أجِدُ البَيتَ أجِدُ الوَقتَ مُكَسَّراً كَمِرآةٍ والذِّكرياتِ تَمشي حافِي...
-
-- عِتابُ العِتاب -- عتاب العتاب مِنّا لكم ياأهل المحبة والسلام ياساكن الفـؤاد رأفـة لا ت...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .