بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

مناجاة في غسق الليل).. بقلم الأديب الشاعر د. عبد العزيز بشارات

 -----------------(مناجاة في غسق الليل)----------------
ليلٌ تراهُ مع  الشتاء طويلا..........من بردِه تركَ الضعيفَ عليلا
وأطلّ نجمٌ في الدّجى متلفّعٌ..............والرعدُ زادَ سُكُونَهُ تهويلا
يا ليلُ رفقاً بالفقير فإنّه....................لم يلق للعيش الكريم سبيلا 
والمرأة الثكلى تلاصقُ طفلَها........وتلاطفُ المقرورَ والمشلولا
*
ذهبَ الرّجاءُ ولم يعُد أدراجَه......والضّيقُ صار مع الهمومِ نزيلا
كم غُصّةٍ في القلبِ أرهقها الأسى..........وتحوّلت زفراتُها تهليلا
ودموعُ موتورٍ جرت في حلقِه.........يمسي ويصبحُ مُوهَناً وكليلا
يشكو مُصاباً قد ألمّ بحالِه.............يبكي الزمانَ ويلعنُ المسؤولا 
متاففٌ كالأفعوان ونافخٌ......................وتراهُ في أفكارِه مشغولا 
*
يا ليلُ قد مُلِئت جفونُكَ حَسرةً...........أصبحْتَ مِثلي للهموم زَميلا
فتعالَ نقتسمُ الكآبةَ بيننا ..............نشفي العليلَ ونُسعِفُ المخذولا
ونُسامرُ المقهورَفي غَسق الدّجى.ونصبُّ في كأسِ الشتات حُلولا 
ما عُدتُ وحدي في الطِّبابة عالماً.....أشفِق عليَّ فقد وُلِدتُ خجولا
 *
وترى البخيلَ يَغُطُّ في سكَراتِه ..............يشتقُّ منها شِرعةً ودليلا
وَيُقلَّبُ الفتوى لترتُقَ قَدَّه.....................فينالُ فيما يرتَضيهِ وُصولا
يُمسي ويُصبِحُ غارقاً بكنوزِه .........يَهوى المديحَ ويَعشقُ التّطبيلا
ما همَّهُ نارٌ تُحيطُ بجارِه .................لو كانَ في قيدِ الرّدى مغلولاً
*
من بات شبعاناً بكسبِ يَمينِه ..........والجوعُ ينهشُ جارَه المَهزولا 
فقد افترى كَذِباً وليس بِمُسلِمٍ ......وعَصى الرسولَ وخالفَ التنزيلا
إنّ التعاوُنَ خِصلةٌ محمودةٌ ............مَن  صانها نالَ الجزاءَ جميلا
إن أنتَ أقرَضتَ الإلهَ تعفُّفاً ............تجدِ الجزاءَ مُضاعفاً وجزيلاً
***********************تم*************************
عبد العزيز بشارات/ أبو بكر/فلسطين11/12/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

على أرضفة الاحتجاج بقلم الراقي أنس كريم

 على أرصفة الإحتجاج. رأيتهم مبتسمين حالمين  متلاصقين كالأزهار تجمعهم الفرحة في الجلسة العائلية  قد تحنو عليهم لحظة حضن تنعش ذاكرتهم الحية قد...