وَ كَانَتْ أُمِّي…
وَ صُوَيْحِبَاتُهَا
يُشْبِهْنَ لَآلِىءَ نَبْعٍ
مَوْشُومَةٍ عَلَى جَبِينِ صُبْحِ الله
مَنْثُورَةٍ عَلَى طُولِ نِهَايَاتِ الفُصُول
وَ عَلَى عَرْضِ سَمَاوَاتِ الحُقُول
وَ كَانَتْ أُمِّي…
وَ صُوَيْحِبَاتُهَا
يَمْلَأْنَ كُلَّ أبْعَادِ المُسْتَحِيل
يَنْسُجْنَ مِنْ حُزَمِ الدَّمْعِ وَ الحَطَب
ضِحْكَةَ القَدَر،
وَ مِنْ غُمَرِ السَّنَابِل
يَحِكْنَ أسَاطِيرَ الفَجْر،
وَ يُطَرِّزْنَ أزِيزَ الرِّيح
بِقَصَصِ لُونْجَة، وَ زُهُورَاتِ الشَّوْكِ
وَ رَذَاذِ الحَجَر
وَ كَانَتْ أُمِّي…
وَ صُوَيْحِبَاتُهَا
كُنَّ يَمْلَأْنَ مَحَارِيبَ الحُقُولِ
غُمْرَاتِ قَمْحٍ ، وَ غَيْمَاتِ دُعَاء
هَدِيرَ ضِحْكَاتٍ، وَ رَقْصَةَ مَنَاجِل
وَ صَلَوَاتِ بُكَاء
وَ كَانَتْ أُمِّي…
مِنْ بَيْنِ صُوَيْحِبَاتُهَا
تُفَاوِضُ نَهَارَاتِ الحُقُولِ
وَ تُرَاهِنُ بَرَاثِنَ الشَّمْسِ
أن، مِنْ بُخَارِ السِّنِينِ
سَأعُود…
مِنْ وَرَاءِ مِحِيطَاتِ الفُصُول
مِنْ وَرَاءِ جَدْبِ الحِقُول
مَعَ نَدَمِ السُّفُنِ وَ المَوَانِىء
وَمَدِّ الرَّبِيعِ وَ المَرَافِىء…
***
وَ نَامَتْ أُمِّي…
عِنْدَ جَفْنِ النُّجُومِ
تَحْلُمُ بِمُلًوحَة دَمْعٍ مِنْ زَمَنٍ آخَر
بِغَدِ صِفْرِ المَسَافَات، وَ اشْتِعَالِ المُهْجَات
وَ نَامَتْ أُمِّي…
عِنْدَ غَدِيرِ الفُصُول
سَاجِدَةً تَحْتَ شَجَرَةِ زَيْتُونِ الحَنِين
نَامَتْ…
فِي بِدَايَاتِ الرَّبِيع
وَ لَمْ أصِلْ بَعْدُ
كَمَا وَ عَدْتُهَا عِنْدَ صَيْفِ الحُقُول
********
إلى روح أمي الطاهرة ، رحمها الله
ابنك الذي لا يزال يراكِ و ينتظرك…
خالد صابر
آيرلندا ، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٢
بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 17 ديسمبر 2022
وَ كَانَتْ أُمِّي….. بقلم الشاعر المبدع خالد صابر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
شرانق التوت بقلم الراقي عبد العزيز بشارات
شرانقَ التّوت . ____________ طويتُ صفحةً مُن هزيع السّراب. قلَّبتُها بحِكمة جُندُبٍ يُعاركُ خيوطَ العنكبوت .. تماوجت مُتعرجةً مع وهج شُعاع....
-
مجرّةٌ في العلياءِ: متأنِّقةٌ غصونُ الوردِ لحُلَّتِكَ لابِسة وبوُجدِ عبيرِكِ مرحٌ يترامى المَدى مِحبرةُ الشَّذا بفيضِ حُسنِكِ شَامِسة وي...
-
-- عِتابُ العِتاب -- عتاب العتاب مِنّا لكم ياأهل المحبة والسلام ياساكن الفـؤاد رأفـة لا ت...
-
اليه إلى عينيه في ليلة ٱذارية. ❤️.... .......بحرفك.ياذا النون . وكل العين في العين مقالةٌ وكل الوجد بالوجد صداحُ ؟ وذات الشّعر في بوحها صدد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .