بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 6 ديسمبر 2024

اغضب واغضب واغضب بقلم الراقي سامي يعقوب

 ( اغْضَب و اغْضَب و اغْضَب ) .


الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيم :


نَفَسُ الحَق .


سَقَطَت الرِيحُ فَوقَ هَاوِيَةِ التِلَالِ تَكْنِسُ أَورَاقَ الخَرِيف ، لَم يَرَهَا أَحَدٌ غَيرَ الشُرُوقِ و أَنَا ، شَارِدُ الذِهْنِ كَيفَ بِالخَفِيفِ أَصْنَعُ حَتْفِي ...

عَصَفَت بِمَا تَبَقَى عَلَى الأَشْجَارِ مِن أَورَاقٍ ، تَلُفُهَا فِي دَوَامَةٍ تُشْبِهُ صُدَاعَ رَأسِي ، يُعَاقِبُ صَمْتِي مَا وَجَدَ لِي مَعَهُ وَصْفِي ...

إِنِّ افْتَقَدْتُهُ أَو افْتَقَدَنِي يَأتِ إِلَيَّ مُتَأَمِلًا ، و لَا أُعَاتِبُهُ عِنْدَمَا خَيَالَهُ يَطُولُ أَمَامِي جَاءَ مِن خَلفِي ...

لَا أُحَاوِرُهُ فَصَمْتًا صَامِتًا لَا يَقُولُ و لَا يَسْأَلُ ، يُرِيحُنِي مِن سُؤَالِ كَيْفَ أَنْتَ !؟ ، و أَنَا مَا عَرَفْتُ كَيْفَ كَيْفِي ...

و إِذَا أَشْغَلَتْنِي فِكْرَةً أَبْقَى أَجْتَرُّ بِهَا تَعْتَصِرُ الرُوحَ ، أُدَاعِبُ أَنَامِلِي بِعُنْفٍ و أَضْرِبُ كَفًا بِكَفِّ ...

هُنَاكَ أَعْتَزِلُ نَفْسِي عَن مُبْتَغَاهَا لَيلًا ، إِلَى مَا بَعْدَ أُفُولِ الفَجْرِ وَحِيدَ وِحْدَتِي و صَمْتِي تُرَانِي عَنِّيَ سَأَخْتَفِي ...

أَرحَلُ عَنِ المَكَانِ بَعْدَ تَغْرِيدِ الدُورِيِّ مُنَبِهًا ، يَتَوَجَبُ أَن أَعُودَ لِمَكَانِ الجَسَدِ ؛ سَرِيرَ آلَامِي بِتَلَهُفِي ...

ذَاتَ صَبَاحٍ ضِجْتُ لِمَعْرِفَةِ اليَومِ و السَاعَةِ عَائِدًا ، سَأَلتُهُ لَمَّا صَارَ يُحَاذِينِي فَرَدَّ مُتَشَوِفًا نَفْسَهُ بِتَعَجْرُفِ ...

سَاءَنِي سُؤَالِي لَا نَبْرَةَ مَن أَجَابَ السُؤَالَ ، وَصَلْتُ أُصَارِعُ السَرِيرَ مُسْتَاءً مِن نَفْسِي نَفَسَ تَأَفُفِ ...

خَلَفْنَا السَلَفَ و مَا قَالُوهُ دُونَ البَصِيرَةَ ، فَتَفَرَقْنَا عَلَى امْتِلَاكِ الحَقِيقَةِ ؛ سَبَبَ سُقُوطِنَا عُقُودَ تَخَلُفِ ...

تَأرِيخٌ يَخْدِمُ خَلِيفَةَ كُرسِيٍّ جَلَسَ بالدِينِ المُسَيَّسِ ، قَبْلَ الحَجَاجَ أَو بَعْدَهُ ، ضِعْنَا نَبْحَثُ عَنِ الهُوِيَّةِ نِدَاءَ مُتَأَسِفِ ...

هَذَا مَا وَجَدنَا عَلَيهِ آبَاءَنَا طَوَائِفَ ؛ شِيَعَ ، لَا تَجْمَعُنَا فِطْرَةُ اللهِ فُطِرْنَا عَلَيهَا أَحْرَارًا مُتَسَاوِينَ و كُنَّا صَفَاءً لِصَفِي ...

نَحْنُ كُنَّا أَسْبَابَ فُرقَتِنَا قَدِيمًا قَبْلَ الغَربِيِّ ، زَارَنَا مُتْعَبِينَ و مُتْعِبِينَ نَشْكُو لَهُ الهُمُومَ ، عَن جَهْلٍ و ضَعْفٍ و هَذَا مَا يَقْتَفِي …

نَصَبَ لِإِبْعَادِ الخِلَافَةِ الإِسْلَامِيَّةَ بِالهَيمَنَةِ عَلَينَا ، لِيَصْنَعَ الفُرقَةً فِي دَوَاخِلِنَا مِن بَعْضِنَا نَارًا لِلآنَ بَينَنَا لَم تَنْطَفِي …

مَنُّوا عَلَينَا اسْتِقْلَالًا مُشَوَهًا و زَرَعُوا جِسْمًا خَبِيثًا ، بَعْدَ رَسْمِ خُيُوطِ الحُدُودِ وَطَنٌ مَسْخٌ يُجَاوِرُ آخَرَ يَحْكُمُهُ مَسْخٌ و يَحْتَفِي …

و يُشْغِلُونَا دَاخِلَ بِيُوتِنَا حُرُوبًا لَا نَاقَةَ لَنَا فِيهَا و لَا جَمَل ، أَفْرَعُونَا طَوَائِفَ مُتَنَازِعَةً عَلَى كُلِّ شَيْءٍ و لَن يَفِي … 

صَارَ الوَاحِدُ مِنَّا يَهْرِفُ بِمَا لَا يَعْرِفُ و الدُعَاةُ شُرُوا مِنَ السُلطَانِ لِدَوَامِ النُبَاحِ عَلَى ثَوَابِتِ الدِينِ اخْتَلَفُوا و بالدُولَارِ يَا ضَمَائِرِ اعْتَلِفِ …

إِن زُنْدِقْتُ كُنْتُ سَأَقُولُهَا و إِن هَاجَ و مَاجَ دُعَاةُ المَنَابِرِ و لِلسُلطَانِ مَنَاشِرٌ ثَارُوا بِتَكْفِيرِي ، أَلَّبُوا بَعْضَ أَتْبَاعِهِمُ أَن أَثِيرُوا : شَنَقَنَا بَعْدَ كُفْرٍ صَدَرَ عَن خَرِفِ …

و قُولُوا مُزَوِرِينَ الحَقَائِقَ خَالِفُوا و اعْتَرِفُوا ، هَذِهِ الدُنيا لَكُمُ و لَنَا الأُخْرَى فَكَفَاكُمُ مَا سَتَنَالُونَ دُونَ تَكَفْكُفِ …

و إِن بَقَيتُمُ عَلَى بَيعِكِمُ دِينَ اللهِ رَبَكُمُ و كَلَامَهُ فِي عَزِيزِ الكِتَابِ ، سَوفَ يُسَلَطُ عَلَى لِسَانِ كَذِبِكُمُ مَا لَم مِن قَبْلِ يُألَفِ .


سامي يعقوب . / فلسطين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الغياب بقلم الراقي محمود البقلوطي

 الغياب في دائرة الوهم تلفّ الأيام، صدى الغياب يرنو بألحانه. تتساقط أحلامي كأمواج البحر، في بساتين اللقاء تذوب أمانيها. تتراقص الأشواق كظلال...