بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 ديسمبر 2024

اتقوا الله بقلم الراقية تغريد طالب الأشبال

 الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق

……………… 

(إتقوا الله)

من ديواني(كلمة حق في حضرة ظالم)

(قصة واقعية عن نظرة الجهلاء للمتقين حولتها إ لى قصيدة شعرية ليستعذبها المتلقي)  

………

قالتْ لهُ زوجتهُ

التقيةُ النقيةْ

باكيةٌ أسيةْ

تَنظرُ لِي تِلكَ عصافيرُ الدارْ

برِيبَةٍ واستهتارْ

مِن فوقِ عالي الأشجارْ

وإنَّني خجولةً نقيةً تقيةْ

فَاقتلعَ الأزهارَ من جذورِها

 ثمَّ أتى' مُقتلِعاً

لِشامخاتِ الأشجارْ

مِن حينِها قَد غادرَتْ 

بلابلٌ وأطيارْ 

وحينَ جاءَ غَفلَةً لبيتهِ

أذهلَهُ ما قَد رأى'

مِن منظرٍ للفُجّارْ

زوجتُهُ في حُضنِها

ذاكَ العَشيقُ المغوارْ

فَفَرَّ مِن مَنزِلِهِ

كَهائِمٍ مُقَرِّراً للتِرحالْ 

 تَنَقُلاً وَأسفارْ

بَرَّاً وجوَّاًعابِراً للبحارْ

حتى' أتى' مدينةٍ

أُناسُها مُنشَغلينَ كلّهُمْ

بالبحثِ والإستفسارْ

عَن مُجرمٍ مُحترفٍ

وسارقٍ للكُحلِ تحتَ الأنظارْ

قالَ لَهُمْ ما بالُكُمْ؟

قالوا لهُ كنزُ المَلِكْ

مَسروقُ منهُ خِلسَةً

في وضحٍ بالنهارْ

أشارَ أنَّ المُختَلِسْ

شخصٌ تقيٌ وَرِعٌ

مِن ثُلَّةٌ هُمْ أبرارْ

رَأيتَهُ

يَمشي على' أطرافِهِ

سَألتَهُ: مُعَوَّقٌ؟

قالَ :أخافُ أرجُلِي

أنْ تُؤلِمَ التُرابَ تُؤذي الأحجارْ

راحوا لهُ

فَحَقَّقوا ودَقَّقوا

قالَ التَقيُّ :إنني

مُعترِفاً

بِأنَّني قَد ارتَكبتُ للعارْ

التَفَتوا لَضَيفِهمْ قالوا لهُ: 

كيفَ عرفتَ إنَّهُ

مَتَّهَمٌ وسارقٌ وغَدّارْ

قَصَّ عَليهمْ ما رَأى'

مِن زوجِهِ التقيّةْ

قِصَّتها والأطيارْ

وذاكَ العِشقُ الجبارْ

وقالَ: إنِّي ناصِحٌ

لا تَأمنوا لِكُلِّ مَن تَرَونَهُ

 بِرَّاً تَقِيّاً حامِلاً

لِمَكرَماتِ الأخيارْ

فكُلُّهُمْ هُمْ فُجّارْ

لا يا أخي

ما هكذا يَستَخدِمُونَ المِعيارْ

إنْ خانَتْ الزوجَةُ

لا يَعني بِأنَّ أمَّكمْ وأختَكمْ وابنتَكمْ

يَعِشنَ هُنْ باستهتارْ

إنْ سَرقَ اللِّصُ

فلا يَعني بأنَّ أهلَكمْ وجارَكمْ

وكلَّ مَن يخصَّكمْ

هُمْ ثُلَّةٌ مِن أشرارْ

تُقاتُنا يا صاحِبي

هُمْ عَمَدُ لِلأديانْ

بِدونِهمْ أديانُنا سَتَنهارْ

وَيَنخَذِلْ مُحَمدٌ 

نبيُّنا الصادِقُ ذاكَ المُختارْ

يا أخي ما تَظُنَّهُ سوءٌ

وسوءُ الظنِّ حَتمَاً للنارْ

فالخائنونَ واللِّصوصَ ثُلَّةٌ

يُبَرقِعون شُخوصَهمْ

بالدِينِ بَلْ بِالأخيارْ

إنَّ الَّذينَ آمنوا هُمْ بُرَآءْ مِنهمُ

والفاسدونَ زَوَّروا وجوههُمْ

واستتروا بثوبِ ناسٍ أطهارْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أتظن يا ليل بقلم الراقي علاء فتحي همام

 أتظن يا ليل / أتظن أيا ليل شفائي وزوال جُروحي أيا جَوى يُكابد كبريائي وطموحي قذفتني أمواجها وأغرقت صُروحي  وخيالها يُغازلني في مرايا وضوحي ...