بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 ديسمبر 2024

يا روائع الأرض بقلم الراقي دخان لحسن

 ... يَا رَوَائِعَ الأرضِ...!


يا روائع الأرض أقبلي

            كالربيع بكِ الخاطر مجبور          

الشّمس لطيفة والبدر ساطع

        والسّهل مبتسم والنّهر مجرور

تشرق في كبد السّماء وحين

     تغرب يتبعها شفق للنقس طهور

الفلّاح حامل منجله يتقدّم

     لشِباك الحشيش والرائحة بخور

الحقول بالسّنابل مملوءة

            والغلّة قمح وشعير مطمور

الصّبح بشذى النسيم يبكي

        والورد الضّاحك بالندى مبهور

الرّاعي ينادي النايَ طَروبا

      يتداوي بأنغامه القلبُ المكسور

وأمسيّات الحداء توقع 

      العاشق في لقاء الأحبّة مسرور

هناك عيون المها في الفيافي تُشعّ

     بدل النجم، كحلها مِسك مشهور 

وقصائدي تصف بديع الأزهار

    تنعش النّفوس والتغريد شحرور

ليت قومي يستمدّون الصّفاء

       لقلوبهم فيضمحلّ فيهم الجور

مخطوط اليراع يحتوي تسبيحا 

            تصدح به المساجد والدور

حبَا الله الأرض نباتا وماء

        كل العيون لعين الحاسد تثور

إنّ الجمال في خلق الله نعمة

       بها اللّه معبود والسعي مشكور

كلّما التحفتِ الأرض العراء

     جاء الربيع ببساط الأزهار منثور

أينما حام الفراش وجد الرحيق

     نادى النحل عسله صبّار مسدور

وكلّما سطع القمر حلَى السمر

     بين السمّار والوتر ليس محضور

والقصيد يردّ الروح لِجسدٍ

    عانى شقاء النهار والأمل منظور

بلا حياء تعبث الأشواك بالحياة

          فيغسل عبثها المطر المغزور

ويسعد الأطفال بسخاء الوفاء

  للورد يروي عطشهم والماء موفور

الرضيع يناغي أمه حرّة بين

         الخوابي يملأها زيت معصور

وموج الخراف تُستدَلُ نعاجها 

       بالرائحة، والصيّاح لغز مشفور

بلا قيد يجر الربيعُ العاشقين لهواه

     لولا الأرض لتوسّد الفناء مغمور

تبتسم الأزهار وتمدّ ذراعيها 

   للحياة، لولا الشتاء أنّ الأرض بور

وتصنع من ألوانها صرخةً تضاهي

    الحرية في حبها ساحر ومسحور

قلوب الكائنات تنبض حنانا

          شرط حبّها بقاءٌ ليس مغدور

في بعدها قرب يلامس الروح

   يُسعِد لقاءَ النظرات بالدمع ممهور

أنا هنا في السّماء أغصانٌ الثمار

       ثباتي في الأرض جذر مجذور

جاء الصيف وسرق البهاءَ

      وسجن الخريفِ مزاجه مسعور

الشتاء يصرخ رعده يقاضي البرق

   لِمَ تسبق صوتي و الكون مهجور؟

ورببع لا يشكو يوما شقاءً أضناه

       ولا يعاتب لحنا جفاءه مقدور

بل تتساوى الاعمار بمتاع اللّه

     كأزهار الضفّة جوارها ماء ناعور

وذكريات من مجد القبيلة 

     الفارس والحصان لأمرها مأمور 

وتحت ماء النهر حياة 

   في أغوارها الشوق حجر محجور

هي الطبيعة متكامل حُلمها 

        بئس مَن اخطأه، حظه مأسور


بقلمي دخان لحسن الجزائر

  29.12.2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

مولاي ما الحاكم بقلم الراقية رفا الأشعل

 مولاي ما أحلاكُمْ .. مولايَ قلبي لنْ يملَّ هواكُمْ يهفو إليكمْ .. نَبْضُهُ سُكْنَاكُمْ في أفقِ عينيكم أضعتُ هويتي صرتُ الغريبَ ..ولا أر...