بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 يناير 2025

رهين النكبات بقلم الراقي اسامة مصاروة

 الجزء التاسع من قصيدتي 

"رهينُ النَّكباتِ"المكوَّنةِ 

من 320 رباعيةً

 201 -225

وَهكذا لا تنتهي غُرْبتي

فقبْلَها كذلِكُمْ نكْبَتي

فأُمَتي يا ويْلَتي لا تَرى

مُصيبَتي ولا مَدى كُرْبَتي

202

قد أصْبَحتْ هامِدةً تجْثُمُ

في غيْهبٍ نهارُهُ مُظْلِمُ

من أجلِ ماذا يا تُرى ترْقُدُ

مِنْ أجْلِ نَذْلٍ خائنٍ يحْكُمُ

203

قدْ رضِعَ الذِّلَّةَ في مهْدِهِ

جاءَتْهُ كالميراثِ مِنْ جَدِّهِ

ويْلٌ لكُمْ عَبيدَ واقْ واقِهِمْ

أنتُمْ وَمَنْ يَجْثُمُ في لَحْدِهِ

204

ماذا ستشترونَ بالذّلَّةِ

بعدَ انْتِهاءٍ لِمدى الجوْلَةِ

يا أيُّها العبْدُ ألا أخْبِرَنْ

أَتشتري الذِلَّةَ بالدَّوْلَةِ

205

حقًا أنا لا أَفهمُ الْحاكِما

يقْبَلُهُ الْغَرْبُ فقطْ خادِما

يدوسُهُ الْكُلُّ بِأَقْدامِهمْ

ليْسَ مُهمًا دوْسُهُ طالَما

206

يَظَلُّ فوقَ عَرْشِهِ قاعِيا

بلْ لِمصالِحَ الْعِدى راعِيا

يا ربُّ فَلْتَلْعَنْ عُروشًا وَمَنْ

يقعي عليْها والْعَنِ الدّاعِيا

207

يا عَرَبُ الذُّلِّ أنا عاتِبُ

لا بلْ أنا حقيقةً غاضِبُ

لا مُسْتحيلٌ أنَّكُمْ عَرَبٌ

وكُلُّ مَنْ يلومُني كاذِبُ

208

هلْ كانَ سَيِّدي مِنَ الْعَجَمِ

أمْ عربيًا صاحِبَ الشِّيَمِ

فأيْنَ مِنكُم سيّدي ويْلَكُمْ

صِرْتُمْ عبيدًا دونَما ذِمَمِ

209

الشَّعْبُ عبْدٌ وكذا الحاكِمُ

والْحاكِمُ الْعبْدُ لَهمْ ظالِمُ

والشَّعْبُ مِنْ إذلالِهِ صامِتٌ

بلْ ميِّتٌ في ذِلَّةٍ جاثِمُ

210

يا ويْلَكُمْ يا ويْلَكُمْ يا بَني

مَنْ يا تُرى؟ هلْ نسْلُكُمْ مِن مَني

إبْليسَ أمْ مِنْ عاهِرٍ داعِرٍ

أَنْجَبَكُمْ لِخِدْمَةِ النَّتِنِ؟

211

يا نسْلَ إبليسَ ويا غَنَمُ

يا مَنْ إلهُكُمْ أجلْ صَنَمُ

لستُم بِمُسْلِمينَ لا أبدًا

حتى أَبَتْ صَفْعَكُمُ الْجِزَمُ

212

مِن غُرْبَةٍ لِغُربةٍ عابِرُ

مِنْ نكْبَةٍ لِنكْبَةٍ صائِرُ

لا أهلَ لي بلْ هُمْ أعادٍ لنا

يَسوسُهمْ مثْلَ الدُمى عاهِرُ

213

ماذا جرى يا قومُ ماذا جرى

ماذا أصابَ الْعُرْبَ ماذا اعْتَرى

ما دوْرُكُمْ في عالَمٍ جائِرٍ

أكْلٌ وَشُرْبٌ أمْ لِساني افْتَرى

214

صُمٌ وَبُكْمٌ مَنْ إذًا يهْتَدي

حتى يوقِفَ الظّالِمَ الْمُعْتَدي

عنْ غَيِّهِ جنونِه ظُلْمِهِ

فالأرضُ تبكي مَنْ هُنا يفْتَدي

215

يا أرضَنا كمْ تنزِفينَ دَما

إنَّ الدِّماءَ مثْلُ غَيْثٍ هَما

لا تنزِفي لا تصْرُخي اصْبِري

لنْ يُنْقِذَنَّ الأرضَ حُكْمُ الدّمى

216

لا الأرضُ أرضُهمْ ولا عِرْضُهمْ

لقدْ توَفَّى وَقضى نبْضُهمْ

فالأرضُ منْجَمٌ لِأَطْماعِهِمْ

بدونِهِ سيَخْتفي روْضُهمْ

217

فهلْ يُراعي العاهِرُ الفاسِدُ

أرْضًا وَللْغَرْبِ فقطْ عابِدُ

وهلْ يُراعي كذا شَعْبَهُ

والشَّعْبُ راكِعٌ لَهُ ساجِدُ

218

والْمالُ يا أعْرابُ ما دوْرُهُ

هلْ بيَدِ الشَّعْبِ تُرى أَمْرُهُ؟

وهلْ لشَعْبٍ جائعٍ مُعْدَمٍ

حظٌّ بمالٍ للزِّنى وَفْرُهُ؟

219

هلْ أَفْتري إنْ قُلْتُ أسْيادُنا

في قِمَّةِ الأهْدافِ إفسادُنا؟

هلْ طَهّروا حُكْمًا على أرضِنا؟

وَهلْ بِهمْ يفْخَرُ أجدادُنا؟

220

لا مُسْتَحيلٌ ليْسَ أجْدادُهُمْ

أجْدادَنا وليْسَ أَحْفادُهمْ

أَحْفادَنا تبًا وَسُحْقًا لَهُمْ

أَلَيْسَ للْأَغْرابِ أَجْنادُهُمْ؟

221

يا داعِمي إبليسَ ما أمْرُكمْ؟

أنتُمْ عبيدُهُ فما سِرُّكُمْ؟

مِنْ أجْلِ ماذا ترْكَعونَ له؟

هلْ عِزُّكُمْ بالذّلِّ أو فخرُكُمْ؟

222

يا وَيْلَكُمْ حُثالَةَ الْبَشَرِ

زبالَةَ التَّاريخَ والْاَعْصُرِ

مِنْ أجْلِ ماذا بِعْتُمُ عِرْضَكُمْ؟

مِنْ أجْلِ مالٍ فاسِدٍ قَذِرِ

223

مِمّن يدوسُكُمْ بِجَزْمَتِهِ

معْ أنَّهُ غارِقٌ بِأَزْمَتِهِ

لا عِرْضَ لا أصْلَ لَكُمْ أبدًا

أنتُمْ فقطْ قَشٌّ بِحِزْمَتِهِ

224

تبًا لِحكامٍ بلا قِيَمِ

مُلوكُ عُهْرٍ دونَما ذِمَمِ

بَعْرُ جمالِكُمْ تُرى أطْهرُ

مِنْكُمْ وَمِنْ سُلالَةِ الْجِزَمِ

225

سُحقًا لَكُمْ عبيدَ واقْ واقِهِمْ

يا ماسِحي بالذُّلِّ أَطْباقِهِمْ

بُعْدًا لكُمْ أنتُمْ وأبنائِكمْ 

يا خدَمًا لَهُمْ وَأعْراقِهمْ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

نظم مهيب بقلم الراقي محمد الدبلي الفاطمي

 نَظْمٌ مَهيبٌ بِوَجْهِ الصُّبْحِ يَتّضِحُ النّهارُ ونَحْوَ النّورِ يَتّجِهُ المَسارُ تَسيرُ بنا السُّطورٌ إلى ضِفافٍ كأنّ الحَرْفَ يَحْمِلُ...