الجزء التاسع من قصيدتي
"رهينُ النَّكباتِ"المكوَّنةِ
من 320 رباعيةً
201 -225
وَهكذا لا تنتهي غُرْبتي
فقبْلَها كذلِكُمْ نكْبَتي
فأُمَتي يا ويْلَتي لا تَرى
مُصيبَتي ولا مَدى كُرْبَتي
202
قد أصْبَحتْ هامِدةً تجْثُمُ
في غيْهبٍ نهارُهُ مُظْلِمُ
من أجلِ ماذا يا تُرى ترْقُدُ
مِنْ أجْلِ نَذْلٍ خائنٍ يحْكُمُ
203
قدْ رضِعَ الذِّلَّةَ في مهْدِهِ
جاءَتْهُ كالميراثِ مِنْ جَدِّهِ
ويْلٌ لكُمْ عَبيدَ واقْ واقِهِمْ
أنتُمْ وَمَنْ يَجْثُمُ في لَحْدِهِ
204
ماذا ستشترونَ بالذّلَّةِ
بعدَ انْتِهاءٍ لِمدى الجوْلَةِ
يا أيُّها العبْدُ ألا أخْبِرَنْ
أَتشتري الذِلَّةَ بالدَّوْلَةِ
205
حقًا أنا لا أَفهمُ الْحاكِما
يقْبَلُهُ الْغَرْبُ فقطْ خادِما
يدوسُهُ الْكُلُّ بِأَقْدامِهمْ
ليْسَ مُهمًا دوْسُهُ طالَما
206
يَظَلُّ فوقَ عَرْشِهِ قاعِيا
بلْ لِمصالِحَ الْعِدى راعِيا
يا ربُّ فَلْتَلْعَنْ عُروشًا وَمَنْ
يقعي عليْها والْعَنِ الدّاعِيا
207
يا عَرَبُ الذُّلِّ أنا عاتِبُ
لا بلْ أنا حقيقةً غاضِبُ
لا مُسْتحيلٌ أنَّكُمْ عَرَبٌ
وكُلُّ مَنْ يلومُني كاذِبُ
208
هلْ كانَ سَيِّدي مِنَ الْعَجَمِ
أمْ عربيًا صاحِبَ الشِّيَمِ
فأيْنَ مِنكُم سيّدي ويْلَكُمْ
صِرْتُمْ عبيدًا دونَما ذِمَمِ
209
الشَّعْبُ عبْدٌ وكذا الحاكِمُ
والْحاكِمُ الْعبْدُ لَهمْ ظالِمُ
والشَّعْبُ مِنْ إذلالِهِ صامِتٌ
بلْ ميِّتٌ في ذِلَّةٍ جاثِمُ
210
يا ويْلَكُمْ يا ويْلَكُمْ يا بَني
مَنْ يا تُرى؟ هلْ نسْلُكُمْ مِن مَني
إبْليسَ أمْ مِنْ عاهِرٍ داعِرٍ
أَنْجَبَكُمْ لِخِدْمَةِ النَّتِنِ؟
211
يا نسْلَ إبليسَ ويا غَنَمُ
يا مَنْ إلهُكُمْ أجلْ صَنَمُ
لستُم بِمُسْلِمينَ لا أبدًا
حتى أَبَتْ صَفْعَكُمُ الْجِزَمُ
212
مِن غُرْبَةٍ لِغُربةٍ عابِرُ
مِنْ نكْبَةٍ لِنكْبَةٍ صائِرُ
لا أهلَ لي بلْ هُمْ أعادٍ لنا
يَسوسُهمْ مثْلَ الدُمى عاهِرُ
213
ماذا جرى يا قومُ ماذا جرى
ماذا أصابَ الْعُرْبَ ماذا اعْتَرى
ما دوْرُكُمْ في عالَمٍ جائِرٍ
أكْلٌ وَشُرْبٌ أمْ لِساني افْتَرى
214
صُمٌ وَبُكْمٌ مَنْ إذًا يهْتَدي
حتى يوقِفَ الظّالِمَ الْمُعْتَدي
عنْ غَيِّهِ جنونِه ظُلْمِهِ
فالأرضُ تبكي مَنْ هُنا يفْتَدي
215
يا أرضَنا كمْ تنزِفينَ دَما
إنَّ الدِّماءَ مثْلُ غَيْثٍ هَما
لا تنزِفي لا تصْرُخي اصْبِري
لنْ يُنْقِذَنَّ الأرضَ حُكْمُ الدّمى
216
لا الأرضُ أرضُهمْ ولا عِرْضُهمْ
لقدْ توَفَّى وَقضى نبْضُهمْ
فالأرضُ منْجَمٌ لِأَطْماعِهِمْ
بدونِهِ سيَخْتفي روْضُهمْ
217
فهلْ يُراعي العاهِرُ الفاسِدُ
أرْضًا وَللْغَرْبِ فقطْ عابِدُ
وهلْ يُراعي كذا شَعْبَهُ
والشَّعْبُ راكِعٌ لَهُ ساجِدُ
218
والْمالُ يا أعْرابُ ما دوْرُهُ
هلْ بيَدِ الشَّعْبِ تُرى أَمْرُهُ؟
وهلْ لشَعْبٍ جائعٍ مُعْدَمٍ
حظٌّ بمالٍ للزِّنى وَفْرُهُ؟
219
هلْ أَفْتري إنْ قُلْتُ أسْيادُنا
في قِمَّةِ الأهْدافِ إفسادُنا؟
هلْ طَهّروا حُكْمًا على أرضِنا؟
وَهلْ بِهمْ يفْخَرُ أجدادُنا؟
220
لا مُسْتَحيلٌ ليْسَ أجْدادُهُمْ
أجْدادَنا وليْسَ أَحْفادُهمْ
أَحْفادَنا تبًا وَسُحْقًا لَهُمْ
أَلَيْسَ للْأَغْرابِ أَجْنادُهُمْ؟
221
يا داعِمي إبليسَ ما أمْرُكمْ؟
أنتُمْ عبيدُهُ فما سِرُّكُمْ؟
مِنْ أجْلِ ماذا ترْكَعونَ له؟
هلْ عِزُّكُمْ بالذّلِّ أو فخرُكُمْ؟
222
يا وَيْلَكُمْ حُثالَةَ الْبَشَرِ
زبالَةَ التَّاريخَ والْاَعْصُرِ
مِنْ أجْلِ ماذا بِعْتُمُ عِرْضَكُمْ؟
مِنْ أجْلِ مالٍ فاسِدٍ قَذِرِ
223
مِمّن يدوسُكُمْ بِجَزْمَتِهِ
معْ أنَّهُ غارِقٌ بِأَزْمَتِهِ
لا عِرْضَ لا أصْلَ لَكُمْ أبدًا
أنتُمْ فقطْ قَشٌّ بِحِزْمَتِهِ
224
تبًا لِحكامٍ بلا قِيَمِ
مُلوكُ عُهْرٍ دونَما ذِمَمِ
بَعْرُ جمالِكُمْ تُرى أطْهرُ
مِنْكُمْ وَمِنْ سُلالَةِ الْجِزَمِ
225
سُحقًا لَكُمْ عبيدَ واقْ واقِهِمْ
يا ماسِحي بالذُّلِّ أَطْباقِهِمْ
بُعْدًا لكُمْ أنتُمْ وأبنائِكمْ
يا خدَمًا لَهُمْ وَأعْراقِهمْ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .