بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 يناير 2025

انا ابنك يا ابي بقلم الراقي الطاهر الصوني

 أنا ٱبنك با أبي / الطاهر الصوني 


قد جــنَّ يا أبتــي الظَّلام و أبْحَــرَتْ

في عتمـة ٱللَّيل المَــراكبُ و ٱرتــدى

ظِلِّي السَّــواد ٱلْمُـــــدْلَهِمَّ و أوْرقَــتْ

أحــزان قلـــــبي و الســـــلام تبَدَّدا

و وقفت وحدي ممسكـا رؤيـاك في 

أعماق أنفــاسي لأبـحث في المدى 

عــن وجهك الأحلى و دمعي قد جرى

بالخــد و ٱختنــق الفــــــؤاد مردِّدا

أغنيـَّــــةَ الحـــزن ٱستبَـــدَّ ببَيْتِنــــا،

أبكــــي و أمـِّـــــي صبـْـرُها به يُقْتَدى 

لــم يبق في الشط الكبير سواي يا 

طَعـْـم ٱلحياة وَ لمْ يغِبْ عنُّي النِّدا 

أبتي! و ينكسر الصدى ، أبتــي! و ما

في الكون من حب سواك و ما ٱهتدى

قلبـــــي لغيْرك مذْ رحَلْتَ و راحَ في 

كنف الليالي منـك حبك ما ٱغتدا

أبتــي، أنا ٱبنـك يا أبـي، فلِمَ ٱلجَفا؟

أبتـي لِمَ ٱستعصت دموعك و ٱرتدى 

قلبي المواجع و ٱنتهى ما كان من 

شـــــيء جميـــــل منك يوم ترددا

في بيتنــا صوت الصَّريخ؟ فأرعدت

أجواء حب كــــــان منك مجــــــوَّدا

تبَّتْ يــــداه قــــد ٱسْتـَــــزلَّكما على 

مــــا كان من حـــــب جميل يُــفتدى

رجع الجميــــــع و لم تعد أبتي إليْ

فحمــلت في قلبي همـومي مجْهَدا

و جلسـت في ركن وحيـدا لو ترا 

نــي كنـت تعلم كمْ قسوتَ و كـمْ بَدا

منْك الفراق معذِّبـي، فالقلب مـــــن 

شــــوق إلى شـــوق يرفُّ تـــــودَّدا

طــــال ٱنتظـــاري يا أبي لِمَ لمْ تعد ؟

لمَ مات هذا الحب و ٱنقطع الصدى ؟

أبتـــي تغيــــر كل شــــــيء بيننا

بقِيَتْ شمــــائلك الجميلة كالمـــــدى

تمتـــــدُّ في الآفـــــاق، أُلْبِسُها تـَــلا 

حِينـِــي أناشيـــدًا بأنفــــــاس الرَّدَى

و بقيتُ منتظـــرا قـــدومك يــا أبي

و الجـــوُّ بـــرْدٌ و الشتــاء تــــوسَّـدَ

جسمي النحيلَ، فمن يدفِّيني؟ و من 

بالقــلب أُسكِنُــه فيمنحــني الهــدى؟

أبتــي أنا لا زلت فـي الشط الحزيـ 

ــــن أعانق الأطيــــاف لــن أتـــردد

لازلــت أنتظـــــر النـــــوارس علَّهــا 

تأتــي فتحملنــــي إليك مجَــــدَّدا

           

                        الطاهر الصوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

لا تمارس معي طقوس الهروب بقلم الراقية ندى الروح

 لا... لا تمارس معي  طقوس الهروب... أنا المتشردة... المتسولة... في دروب النسيان! ترمقني غربان  ليلك البهيم... يستفزني جبروت  كبريائك المزعوم...