بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 يناير 2025

أوتظن ؟بقلم الراقية أسماء دحموني

 أَوَتَظُنُّ !؟

 


أَوَتَظُنُّ أَنَّ عِشْقِي يَتْرُكُنِي وَيُسَافِرُ مَعَكَ؟

إِلَى حَيْثُ تَأْخُذُكَ الظُّرُوفُ،

تَلْتَقِطُهُ كَأَشْيَائِكَ مِنْ عَلَى الرُّفُوفِ،

كَحَامِلِ مَفَاتِيحِكَ أَوْ شَالِكَ الصُّوفِ،

تَرُصُّهُ فِي حَقِيبَتِكَ وَتُوَدِّعُنِي كَمَا الضُّيُوفُ.


أَوَتَظُنُّ أَنَّ عِشْقِي يَتْرُكُنِي وَيُسَافِرُ مَعَكَ؟

العِشْقُ يَا سَيِّدِي لَا يَسْتَطِيعُ التَّجْوَالَ مَعَكَ بَيْنَ الجِهَاتِ،

لَا يُمْكِنُكَ التَّنَقُّلُ بِهِ عَلَى مَتْنِ الحَافِلَاتِ،

أَوْ أَنْ تَحْمِلَهُ فِي مِحْفَظَتِكَ كَأَحَدِ المِلَفَّاتِ،

وَتَأْخُذَهُ عِنْدَ ذَهَابِكَ وَوَقْتِ الرِّحْلَاتِ.


العِشْقُ يَا سَيِّدِي لَيْسَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الحَاجَاتِ،

يُرَاقَبُ وَيُوزَنُ فِي المَطَارَاتِ،

وَلَنْ تَسْتَطِيعَ أَبَدًا تَرْوِيضَهُ،

كَمَا تُرَوِّضُ الحَيَوَانَاتِ.


أَوَتَظُنُّ أَنَّ عِشْقِي يَتْرُكُنِي وَيُسَافِرُ مَعَكَ؟

هُوَ حَبِيسٌ فِي الفُؤَادِ، تُرَافِقُهُ الآهَاتُ،

مَرَّةً يَأْخُذُ مَقْعَدَكَ، وَمَرَّةً فِي المَمَرَّاتِ،

هُوَ بِقُرْبِي أَيْنَمَا انْتَقَلْتُ، دُونَ أَنْ يُصْدِرَ أَصْوَاتًا،

طَالِعًا، نَازِلًا، دُونَ كَلَلٍ أَوْ سُبَاتٍ،

وَمَرَّاتٍ عَلَى عَتَبَةِ بَابِي، يَنْتَظِرُ أَيَّامًا وَسَاعَاتٍ،

شُهُورًا وَسِنِينَ، وَكُلَّ الأَوْقَاتِ،

يَقْفِزُ، يَرْتَجِفُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِكَ وَالخُطُوَاتِ.


يَبْحَثُ عَنْ إِشَارَةٍ مِنَ الإِشَارَاتِ،

لِيَبْكِيَكَ وَيَشْكُوَ لَكَ الظُّرُوفَ وَالمُبَاعَدَاتِ،

لِيُخْبِرَكَ أَنَّهُ دَوَاءٌ لِلْحَزِينِ،

يُسْعِدُهُ فِي كُلِّ بُرْهَةٍ وَحِينٍ،

لَهُ مَكَانٌ جَمِيلٌ فِي القَلْبِ دَفِينٌ،

وَلَيْسَ عَلَى مَقَاعِدِ المُسَافِرِينَ.


أَوَتَظُنُّ أَنَّ عِشْقِي يَتْرُكُنِي وَيُسَافِرُ مَعَكَ؟

العِشْقُ يَا سَيِّدِي شَيْءٌ جَمِيلٌ، يَكْبُرُ فِينَا،

يُرْهِقُنَا، يُفْرِحُنَا، وَيُبْكِينَا،

يَفْتَرِسُ حَاضِرَنَا، وَيَرْتَوِي مِنْ مَاضِينَا،

وَيَنْتَظِرُ مَعَنَا القَدَرَ، وَمَا سَيُعْطِينَا.

أَدُمُوعٌ تُحْرِقُنَا أَمِ ابْتِسَامَاتٌ تُسَلِّينَا؟


أَوَتَظُنُّ أَنَّ عِشْقِي يَتْرُكُنِي وَيُسَافِرُ مَعَكَ؟

فَسَافِرْ أَنْتَ حَبِيبِي أَيْنَمَا تَشَاءُ،

رَبِيعًا، صَيْفًا، أَوْ شِتَاءً،

جُلَّ الأَرْضِ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ فَامْتَطِ السَّمَاءَ،

وَعِنْدَمَا تَعُودُ، سَنُلَمْلِمُ الأَشْلَاءَ،

وَنَجِدُ فِي أَحْضَانِ بَعْضِنَا الدَّوَاءَ،

وَعِشْقِي سَيَبْقَى مَعِي، وَلَنْ يسافر معك . . . 


                                💔أسماء دحموني من المغرب💔

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

يا رب بقلم الراقي مقبول عز الدين

 يا رب يا رب، حين تضيق بنا الأرض بما رحبت، وحين تصير الكلمات أثقل من أن تُقال، نرفع أرواحنا إليك قبل أيدينا، فأنت تعلم ما تخفيه الصدور، وتسم...