بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 يناير 2025

رهين النكبات بقلم الراقي د.اسامة مصاروة

 الجزء السابع من قصيدتي 

"رهين النكبات" المكونة من

320 رباعية

الرباعيّات من 151-175


151

حقيقةً ازدادتِ الْحَيْرَةُ

وازدادَتِ الشُّكوكُ ما السّيرَةُ؟

تساءَلتْ نفسي ولم تسْتَكِنْ

إذْ لمْ أُجِبْها ولا الجيرَةُ 

152

بعْدَ غَدٍ بانتْ رِسالَتُهُ

ومشْهَدٌ غابتْ دلالَتُهُ

كنتُ معِ الأُخوةِ في السّاحةِ

لمّا تفاقَمتْ رذالَتُهُ

153

عادَ صُراخُهُ وَيا ويْلَهُ

حقيقةً لمْ أبْغُضَنْ قبلَهُ

طيْرًا لأَنَّني أُراقِبُها

لكِنَّني لمْ أرْتَقِبْ مِثْلَهُ

154

إنَّ الطُيورَ عادةً تمْرَحُ

تسْبَحُ في الْمِياهِ أوْ تسْرَحُ

لكنَّ هذا الطائِرَ النَتِنا

يُقَتِّلُ الأَطْيارَ أوْ يَجْرَحُ

155

حقيقةً بدا لنا طبْعُهُ

مُسْتهْجَنًا أَهكَذا نوْعُهُ؟

صراحَةً أخافَني غَدْرُهُ

وَرُبَّما يُعْجِزُني رَدْعُهُ

156

يا ليْتَ شِعْري أيُّ سِرٍ لَهُ؟

إنّي أراهُ ناظِرًا حوْلَهُ

كأَنَّهُ مٌنْتَظِرٌ صُحْبَةً

أمْ أَنَّهُ مُسْتَغْرِبٌ حالَهُ

157

ثمَّ سألْتُ النَفسَ عنْ سِنِّهِ

موْطِنِهِ حتى وَعنْ وَزْنِهِ

حقيقةً أفزَعَني شكْلُهُ

أكْثَرُ ما خبَّأَ في ذِهْنِهِ

158

معْ أنَّني كنتُ أراقِبُها

أحِبُّها حتى أُداعِبُها

لوْ هاهُنا رأيْتُ أمْثالَهُ

كُنتُ على الْفوْرِ أُعاقِبُها

159

لا أنْ أُقَدِّمَ الطَّعامَ لها

إذْ رُبَّما سَبَقتْ أهْلَها

وَمَنْ أنا لِأكْشِفَنْ سِرَّها

أوْ فصْلَها أوْ رُبَّما أصْلَها؟

160

وَذاتَ يوْمٍ دون أنْ نعْلَما

ودونَ أنْ نسْمَعَ أوْ نفْهَما

حطّتْ على زيْتونتي عُصْبَةٌ

فما اسْتَطَعْنا غيْرَ أنْ نشْتِما

161

كُنّا أُناسًا بُسطاءً نرى

الطُّيورَ مِثلَ كُلِّ الْوَرى

حياتُنا أشْغالُنا لا نعي

ماذا سيَجْري رُبَّما قدْ جرى

162

لمْ ينتَهِ الأمْرُ بِزيْتونَتي

بلْ هِيَ حطَّتْ فوقَ سنْديانةِ

جارَتِنا ثمَّ إلى جارِها

وما لَديْهِ غيْرُ رُمانَةِ

163

لمْ يتَوَقّفْ سيْلُ إعصارِها

حتى وَمِنْ جميعِ أقطارِها

أمْرٌ عَصِيٌّ فهمُهُ حينَها 

لا عِلْمَ للْكُلِّ بِأَخْطارِها

164

علا الضَّجيجُ الْمُفْزِعُ الْمُرْعبُ

وانتَشَرتْ وغَدتْ تُرْهِبُ

وأصْبَحتْ منْ بعْدُ هائِجَةً

تنْهَبُ الأَشياءَ أوْ تسْلِبُ

165

تفاقَمَ الْوضْعُ وَساءَنا

ولَوَّثتْ بِسُمِّها ماءَنا

وَسَيَّلتْ دِماءَنا عُنْوَةً

كأَنَّها تُريدُ إجْلاءَنا

166

وازْدادَ عُنْفُها وَإهْدارُها

للْحقِّ بالْقَتْلِ وإنْكارُها 

أفْعالَها وما تُحيكُ لنا 

حتى نَمتْ بالسِّرِّ أوْكارُها 

167

والأمْرُ معروفٌ لدى الْغائِبِ 

حتى وقبْلَ الْحاضِرِ الغاصِبِ

لمْ ينْجُ طيْرٌ مِنْ مكائِدِها

بلْ إنَّها تغْدُرُ بالصَّاحِبِ

168

فالْعُنْفُ مِنْ أرقى غرائِزها

والْهَدْمُ مِنْ أسمى ركائِزِها

كيْفَ إذًا جاءتْ وقامتْ هُنا؟

هُناكَ داعِمٌ لِإنْجازِها

169

هُناكَ مَنْ يكْرَهُ بلْدَتَنا

وَرُبَّما يكْرَهُ جِلْدَتَنا

لمْ أَتَعلَّمْ كُرْهَهُمْ أَبَدًا

لعلَّها تَحْسِدُ قَعْدَتَنا

170

حقيقةً الأَمْرُ لي مُبْهَمُ

ولا أَعي الكثيرَ أوْ أفهمُ

مِنْ واجِبِ الْكِبارِ تفْسيرُهُ

عارٌ عليْنا قولُ لا نَعْلَمُ

171

قيلَ أَتَتْ غرْبًا وَبالْقارِبِ

والْحبْلُ مَتْروكٌ على الْغارِبِ

لا حقَّ بلْ لا عدْلَ تعْرِفُهُ

إنْ تَرَكتْ بيْتًا فكالْخارِبِ

172

قيلَ اسْمُهُ الْواقْ واقُ لا أعْرِفُ

وَعِنْدَهُ يا ويْلَتي شَغَفُ

بالْقَتْلِ والتَّدْميرِ لا يرْعَوي

وَلنْ تَراهُ حيْثُما يزْحَفُ

173

لَعَلَّهُ عَلَّمَ إبليسَ ما

أتْقَنَ مِنْ مَكْرٍ وَما عُلِّما

مِنْ فِتَنٍ قدْ فَرَّقتْ جمْعَنا

ولمْ تَزَلْ تُزيدُنا مَأْتما

174

مرَّتْ عقودٌ دونَ أنْ نرْتقي

لِفهْمِ ما يجري أوْ نلْتقي

تَفَرَّقَ الْجمْعُ على أرْضِنا

ولمْ نجِدْ في حوْضِنا مُتَّقي

175

وعِندما جاءتْ أفاعي الْعِدى

وَأَوْقَعَتْ بنا سُمومَ الرَّدى

وجدْتُ نفسي معْ أهالي الْقُرى

في غُرْبَةٍ غطَّتْ نواحي الْمَدى

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

لا تمارس معي طقوس الهروب بقلم الراقية ندى الروح

 لا... لا تمارس معي  طقوس الهروب... أنا المتشردة... المتسولة... في دروب النسيان! ترمقني غربان  ليلك البهيم... يستفزني جبروت  كبريائك المزعوم...