الجزء السابع من قصيدتي
"رهين النكبات" المكونة من
320 رباعية
الرباعيّات من 151-175
151
حقيقةً ازدادتِ الْحَيْرَةُ
وازدادَتِ الشُّكوكُ ما السّيرَةُ؟
تساءَلتْ نفسي ولم تسْتَكِنْ
إذْ لمْ أُجِبْها ولا الجيرَةُ
152
بعْدَ غَدٍ بانتْ رِسالَتُهُ
ومشْهَدٌ غابتْ دلالَتُهُ
كنتُ معِ الأُخوةِ في السّاحةِ
لمّا تفاقَمتْ رذالَتُهُ
153
عادَ صُراخُهُ وَيا ويْلَهُ
حقيقةً لمْ أبْغُضَنْ قبلَهُ
طيْرًا لأَنَّني أُراقِبُها
لكِنَّني لمْ أرْتَقِبْ مِثْلَهُ
154
إنَّ الطُيورَ عادةً تمْرَحُ
تسْبَحُ في الْمِياهِ أوْ تسْرَحُ
لكنَّ هذا الطائِرَ النَتِنا
يُقَتِّلُ الأَطْيارَ أوْ يَجْرَحُ
155
حقيقةً بدا لنا طبْعُهُ
مُسْتهْجَنًا أَهكَذا نوْعُهُ؟
صراحَةً أخافَني غَدْرُهُ
وَرُبَّما يُعْجِزُني رَدْعُهُ
156
يا ليْتَ شِعْري أيُّ سِرٍ لَهُ؟
إنّي أراهُ ناظِرًا حوْلَهُ
كأَنَّهُ مٌنْتَظِرٌ صُحْبَةً
أمْ أَنَّهُ مُسْتَغْرِبٌ حالَهُ
157
ثمَّ سألْتُ النَفسَ عنْ سِنِّهِ
موْطِنِهِ حتى وَعنْ وَزْنِهِ
حقيقةً أفزَعَني شكْلُهُ
أكْثَرُ ما خبَّأَ في ذِهْنِهِ
158
معْ أنَّني كنتُ أراقِبُها
أحِبُّها حتى أُداعِبُها
لوْ هاهُنا رأيْتُ أمْثالَهُ
كُنتُ على الْفوْرِ أُعاقِبُها
159
لا أنْ أُقَدِّمَ الطَّعامَ لها
إذْ رُبَّما سَبَقتْ أهْلَها
وَمَنْ أنا لِأكْشِفَنْ سِرَّها
أوْ فصْلَها أوْ رُبَّما أصْلَها؟
160
وَذاتَ يوْمٍ دون أنْ نعْلَما
ودونَ أنْ نسْمَعَ أوْ نفْهَما
حطّتْ على زيْتونتي عُصْبَةٌ
فما اسْتَطَعْنا غيْرَ أنْ نشْتِما
161
كُنّا أُناسًا بُسطاءً نرى
الطُّيورَ مِثلَ كُلِّ الْوَرى
حياتُنا أشْغالُنا لا نعي
ماذا سيَجْري رُبَّما قدْ جرى
162
لمْ ينتَهِ الأمْرُ بِزيْتونَتي
بلْ هِيَ حطَّتْ فوقَ سنْديانةِ
جارَتِنا ثمَّ إلى جارِها
وما لَديْهِ غيْرُ رُمانَةِ
163
لمْ يتَوَقّفْ سيْلُ إعصارِها
حتى وَمِنْ جميعِ أقطارِها
أمْرٌ عَصِيٌّ فهمُهُ حينَها
لا عِلْمَ للْكُلِّ بِأَخْطارِها
164
علا الضَّجيجُ الْمُفْزِعُ الْمُرْعبُ
وانتَشَرتْ وغَدتْ تُرْهِبُ
وأصْبَحتْ منْ بعْدُ هائِجَةً
تنْهَبُ الأَشياءَ أوْ تسْلِبُ
165
تفاقَمَ الْوضْعُ وَساءَنا
ولَوَّثتْ بِسُمِّها ماءَنا
وَسَيَّلتْ دِماءَنا عُنْوَةً
كأَنَّها تُريدُ إجْلاءَنا
166
وازْدادَ عُنْفُها وَإهْدارُها
للْحقِّ بالْقَتْلِ وإنْكارُها
أفْعالَها وما تُحيكُ لنا
حتى نَمتْ بالسِّرِّ أوْكارُها
167
والأمْرُ معروفٌ لدى الْغائِبِ
حتى وقبْلَ الْحاضِرِ الغاصِبِ
لمْ ينْجُ طيْرٌ مِنْ مكائِدِها
بلْ إنَّها تغْدُرُ بالصَّاحِبِ
168
فالْعُنْفُ مِنْ أرقى غرائِزها
والْهَدْمُ مِنْ أسمى ركائِزِها
كيْفَ إذًا جاءتْ وقامتْ هُنا؟
هُناكَ داعِمٌ لِإنْجازِها
169
هُناكَ مَنْ يكْرَهُ بلْدَتَنا
وَرُبَّما يكْرَهُ جِلْدَتَنا
لمْ أَتَعلَّمْ كُرْهَهُمْ أَبَدًا
لعلَّها تَحْسِدُ قَعْدَتَنا
170
حقيقةً الأَمْرُ لي مُبْهَمُ
ولا أَعي الكثيرَ أوْ أفهمُ
مِنْ واجِبِ الْكِبارِ تفْسيرُهُ
عارٌ عليْنا قولُ لا نَعْلَمُ
171
قيلَ أَتَتْ غرْبًا وَبالْقارِبِ
والْحبْلُ مَتْروكٌ على الْغارِبِ
لا حقَّ بلْ لا عدْلَ تعْرِفُهُ
إنْ تَرَكتْ بيْتًا فكالْخارِبِ
172
قيلَ اسْمُهُ الْواقْ واقُ لا أعْرِفُ
وَعِنْدَهُ يا ويْلَتي شَغَفُ
بالْقَتْلِ والتَّدْميرِ لا يرْعَوي
وَلنْ تَراهُ حيْثُما يزْحَفُ
173
لَعَلَّهُ عَلَّمَ إبليسَ ما
أتْقَنَ مِنْ مَكْرٍ وَما عُلِّما
مِنْ فِتَنٍ قدْ فَرَّقتْ جمْعَنا
ولمْ تَزَلْ تُزيدُنا مَأْتما
174
مرَّتْ عقودٌ دونَ أنْ نرْتقي
لِفهْمِ ما يجري أوْ نلْتقي
تَفَرَّقَ الْجمْعُ على أرْضِنا
ولمْ نجِدْ في حوْضِنا مُتَّقي
175
وعِندما جاءتْ أفاعي الْعِدى
وَأَوْقَعَتْ بنا سُمومَ الرَّدى
وجدْتُ نفسي معْ أهالي الْقُرى
في غُرْبَةٍ غطَّتْ نواحي الْمَدى
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .