بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 يناير 2025

الشخصية المصنعة بقلم الراقية د ناهد شريف

 الشخصية المتصنعة


لا تكن متصنعًا فتفقد نفسك ولايرضى عنك غيرك

و ُتُعد الشخصية المتصنعة ظاهرة اجتماعية ونفسية مشينة ،هي بالفعل شخصية متعددة الأقنعة 

 ويشير هذا المصطلح إلى نوع من الشخصيات التي تظهر سلوكيات وأقوالًا غير نابعة من جوهر الشخص ذاته، بل تأتي نتيجة للتأثيرات الخارجية أو محاكاة للآخرين بهدف الحصول على قبول اجتماعي .

 وكل تصرفات مدفوعة بالرغبة في الظهور بمظهر معين لتلبية توقعات اجتماعية أو شخصية. ومحتمل أن تكون هذه الظاهرة نتيجة لضغوط اجتماعية أو قلة الثقة بالنفس، فإن أهم خطوات العلاج تتضمن تعزيز القبول الذاتي والشفافية، بهدف الوصول إلى حياة أكثر صحة وصدقًا.

وغالبًا ما تكون هذه الشخصيات بعيدة عن أصالتها، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالتناقص الداخلي أو الازدواجية بين ما يظهره للعالم وما يشعر به داخليًا.

ولظهور هذه الشخصية عدة أسباب:


1.الضغوط الاجتماعية:

   قد يضطر بعض الأفراد إلى تبني سلوكيات أو مواقف معينة بناءً على الضغوط الاجتماعية أو لتلبية توقعات المجتمع من أجل الحصول على القبول

وفي كثير من الأحيان، يشعر الفرد أنه إذا لم يتصرف بالطريقة "المتوقعة"، فقد يواجه عزلة أو رفضًا من الآخرين.

2. الرغبة في التميز:

   بعض الأشخاص قد يظنون أن تقليد سلوكيات أو مواقف معينة ليست فيهم بالفطرة ،سيمكنهم من تحقيق النجاح أو التفوق في مجال معين. فيسعون إلى تقديم صورة مثالية لأنفسهم، حتى وإن كانت هذه الصورة مزيفة لا تعكس حقيقتهم.

3. الخوف من الفشل:

   قد يكون لدى بعض الأشخاص خوف شديد من الفشل أو من رفض الآخرين لهم. ولذلك، يقومون بتصنع الشخصية التي يعتقدون أنها ستجلب لهم القبول أو تمنحهم الأمان الاجتماعي.

4. قلة الثقة بالنفس :

   الأفراد الذين يعانون من ضعف في الثقة بالنفس قد يلجأون إلى التصنع بهدف إخفاء ضعفهم أو لتكوين صورة أقوى أمام الآخرين. هذا التصنع يمكن أن يكون وسيلة للتعويض عن الإحساس بالنقص 

أو عدم القدرة على التعبير عن الذات بشكل طبيعي.

هناك سمات تتسم بها الشخصية المتصنعة مثل

1. الازدواجية:

   يتميز الشخص المتصنع بكثرة التغيير في سلوكه أو مواقفه وفقًا للظروف أو الأشخاص الذين حوله. يظهر بصورة معينة مع مجموعة معينة بينما يظهر بشكل آخر مع مجموعة أخرى.

2. الافتقار إلى الأصالة:

   قد تلاحظ أن الشخص المتصنع لا يتحدث أو يتصرف بناءً على ما يؤمن به في أعماقه، بل يتبع آراء أو سلوكيات الآخرين.فهو مذبذب الشخصية

3. القلق والتوتر :

   يعاني الشخص المتصنع غالبًا من قلق داخلي مستمر نتيجة التناقض بين ما يفعله وما يشعر به. هذا الصراع الداخلي يؤدي إلى شعور بعدم الراحة وقد يسبب اضطرابات نفسيةتحتاج لعلاج.

4. إظهار مواقف مزيفة:

   يظهر الشخص المتصنع مواقف وآراء قد تكون بعيدة عن حقيقة مشاعره أو آرائه الشخصية. وقد يكون هذا بهدف التأثير على الآخرين أو للحصول على مكاسب معينة.ويميل إلي انتقادالآخر وسرد عيوب غيره.

 والشخصية المتصنعةثؤثر على الفرد والمجتمع

بالنسبة الفرد: 

يؤدي التصنع إلى تدهور الصحة النفسية، حيث يشعر الشخص بعزلة داخلية وتباين بين الذات الحقيقية والصورة التي يعرضها. كما يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى الاكتئاب والقلق المزمن

اما تاثيرها على المجتمع: 

فقد يساهم في تعزيز بيئة من عدم الصدق وفقدان الثقة بين الأفراد، حيث يصبح التواصل بين الناس محملاً بالرياء وعدم الوضوح.

ويمكن تدعيم الشخصية المتصنعة من خلال 

التشجيع على قبول الذات: فيجب تشجيع الأفراد على تقبل أنفسهم كما هم ،دون الحاجة للتصنع أو التظاهر بشخصيات مختلفة من أجل التكيف مع المجتمع.  

-وتعزيز الثقة بالنفس فيمكن أن تساهم زيادة الثقة بالنفس في تقليل الحاجة إلى التصنع، وذلك من خلال التقدير الشخصي وتفهم الفرد لقدرته على تحقيق النجاح بناءً على شخصيته الحقيقية.

و تشجيع الأفراد على التعبير عن آرائهم ومشاعرهم بصدق وشفافية و تقليل ظاهرة التصنع، يخلق بيئة أكثر أصالة وتعاونًا.فيرقي المجتمع وينتشرالحب والسلام والوئام بين أفراده.ونرقي نحن بين الأمم.


ا.ناهد شريف 

مصر المحروسة

دمياط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

فارسة عربية مغوارة بقلم الراقية ام كلثوم اليمني

 🌿فارسة عربية مغوارة🌿 فارسة عربية مغوارة  و روح التحدي لهجتي لست أميرة بني عبس  ولا الخنساء أخت صخر قلمي نبض قلبي أهواه و الحبر من دمي سقي...