بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 يناير 2025

مصلوب على جذع الخديعة بقلم الراقية سماء شمه

 مَصلوبٌ على جذعِ الخديعة


خَبّئيني أيّتها الريح العقيم 

من ذاكَ الإعصار المجنون 

ها هو يجتثُّ براءةَ الأوطان 

ويطوفُ بأجنحتي الباردةِ

بينَ غروبِ الروح وليلٍ ذات أحزان

ملامحُ العمرِ على صدرِ مرآةٍ من حَجر

كالنازحينَ من براثنِ الشتاء

يتَخطّفهم الموتٌ بِخيطِ القَدَر 

حقيبتي أكلها شَبَحُ الأعوام

تَشرئبُ لِأفقِ مدينةٍ حالمةٍ وإلى سَفَر

وجه شعري مرسومٌ منذ ولادتِه 

على ألواحٍ من طين

يذبلُ ويغدو أسيرَ الحَرفِ

إن داهمَته سَحابُ المطر

يحبو على حصى الأوجاع

محموماً يَنزُّ ملحَ السنين

ومارِدُ القَحطِ لايُبقي ولا يَذَر 

خَبّئني أيّها الفؤاد المخلوع

يَكمنُ في رمالِ خطاكَ زَيفٌ وبُكاء

والجَمرُ في خَدّيكَ يحرقُ عشبَ الأماني وأكواخَ العزاء

كم من ليالٍ مُدهمةٍ زاغَ عنها القمر

واكتوى النجمُ بهالاتِه السوداء

ها أنا أرى بيتَ الشمسِ يفتحُ ذراعيه لتوابيت الشهداء

ومديدٌ من صرخاتٍ تنبتُ على جِلدِ الضياع

عيونٌ تَرشُ الدمعَ من أملاحِ الحالمين

وعباءةُ النهارِ يَثقبُها عودُ الغادرين

خَبّئني أيّها الوطن المخدوع 

بين ذراعيكَ المكسورة

وبينَ طقوسكَ المهجورة

فأنتَ والفؤادُ عندي سيّان

مَصلوبٌ على جذعِ الخديعة

يَتلوّى من بَطنِ الذريعة 

فَكلٌّ مِنكما أتوجّسُ منه عيونَ الرَمَد

ها هي فجاجٌ غابَت عنها

رائحةُ الوصلِ بأوتادِ القطيعة 

لا عَطّارَ يسكبُ من يديه أقداحاً، ولا شوقاً يَحنُّ إلى وَتر

مَرَّ القطارُ على حقولِ الصبر، يُمشّطُ أهدابَ العابرين

ليسَ في مُحيّاهم رغوةُ الصبحِ أو أثر

انتحبَ الفؤادُ والوطنُ ضاع

مَقبورٌ في أزقّةِ الجلّادين

أُصبّرُ النفسَ بِمزاراتِ الأحلام

لَئِن أغواني الشوقُ يوماً

لأركَبَنَّ الموجَ الأزرق نحو أسوارِ القِلاع 

إن استفاقَ الفؤادُ من مَوتِه وتَنصّلَت الذِئاب عن أعناقِ الوطن


بقلمي /سناء شمه

العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

فارسة عربية مغوارة بقلم الراقية ام كلثوم اليمني

 🌿فارسة عربية مغوارة🌿 فارسة عربية مغوارة  و روح التحدي لهجتي لست أميرة بني عبس  ولا الخنساء أخت صخر قلمي نبض قلبي أهواه و الحبر من دمي سقي...