السجّان
حينَ يصبحُ السجّانُ
ظلًّا تائهًا
بينَ قضبانِ الذكرياتِ
وظلامِ الزنازين،
وتتحوّلُ الذكرياتُ أشواكًا
تَموتُ لتَحيا
على أهدابِ القلبِ الحزين،
فتذبلُ الزهورُ
في حدائقِ الحُبِّ الدفين.
يكتوي الصبرُ بنارِ الغرام،
ويشربُ آخرَ نخبٍ
على آهةِ الحُبِّ الرهين،
ويدوّنُ صحوةَ الحُلمِ
وصرخةَ الجلّادِ
على رفوفٍ يكويها الأنين.
تسقطُ النجومُ
دون أن تُبصرَ القَدَرَ الآتي،
وتحنُّ للحنين،
وترفضُ أن تنحني
لسوطِ الشوقِ
وجُرحِ الوتين.
وترحلُ كلماتٌ قد أينعتْ
في حدائقٍ ورديّةٍ
تُقتَلُ عرضَ السنين،
وتشعّ عطرًا قاتمًا
من إحساسٍ
ونبضٍ دفين.
ويغرسُ القلمُ أسنانَه
بين حروفِ الشِّعر
دونَ يقين،
باحثًا عن حقيقةِ الإنسانِ
وفعلِه اللعين.
فهل يدركُ السجّانُ
أنّهُ سَرابٌ
عابرٌ…
وأنّهُ السجين؟
طلعت كنعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .