بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 ديسمبر 2025

نافذة عند آخر الليل بقلم الراقي. حسين عبدالله الراشد

 نافذةٌ عندَ آخرِ الليل


في آخرِ الليل، حين يهدأ كلُّ شيء،

وتتخفّفُ الأرواحُ من ضجيجها،

تبقى نافذةٌ صغيرةٌ لا تُرى…

هي التي تُنقذُ القلبَ من عتمته،

وتدلُّه على الضوءِ المختبئِ في داخله.


(القصيدة رقم 6 من ديوان المدى)


سَيمضي اللَّيلُ… لا صوتٌ يُؤانسُهُ

ولا نَفَسٌ يَمسحُ الجُرحَ الذي انْسَدَمَا


ويَعبُرُ الصمتُ في أرجائِهِ مُتعبًا

يجرُّ خلفَ خُطاهُ خيبةَ القِدَمَا


وتبقى المقاعدُ… لا زائرٌ يَدنُو

سِوى ظِلالٍ تُنادي مَنْ مَضى وفَنَى


والبُعدُ يَعبُرُ في الأركانِ مُرتعشًا

كأنَّهُ دَمعُ شِعرٍ لم يجدْ قَلَمَا


والليلُ يطوي سِتارَ الشوقِ مُرتحِلًا

يَكسو العيونَ بوِشاحٍ ثِقْلُهُ أَلَمَا


فتُغمِضُ العينُ أعمارًا على وجَعٍ

وتحرسُ الذِّكرَ خوفًا أن يضيعَ هُمَا


لكنَّ في آخرِ الإظلامِ نافذةً

تسقي الرُّوحَ عِطرًا يَبعثُ النَّسَمَا


وتجمعُ النبضَ إن بانَت جِراحُهُ

وتُنهِضُ القلبَ لو نامتْ بهِ الهِمَمَا


وما خَبَتْ في دُجى الأرواحِ بارِقَةٌ

إلا وأوقدَها شوقٌ إلى القِمَمِ


فالضوءُ في القلبِ — مهما ضاع — نعرفُهُ

يعودُ يومًا… إذا ما استيقظتْ هِمَمِي


فالليلُ جُرحٌ… ولكنَّ الضيا شَفَقٌ

يمتدُّ فينا إذا ضاقتْ بنا الظُّلَمَا


والصبرُ إن جفَّ، أعطتهُ السماءُ يَدًا

تُحيي الفؤادَ، وتُنسي ما بهِ أَلَمَا


هكذا نُقاومُ أنواءَ الحياةِ كما

تُقاومُ السُّفنُ إعصارًا إذا عَصَمَا


فمَنْ يُفتِّشُ في الأرواحِ مُنكسِرًا

يَجِدْ شموعًا تضيءُ الدربَ مُعتزِمَا


ويجعلُ الليلَ — مهما طالَ مُهلِكُهُ —

جسرًا إلى الفجرِ… يمضي لا يرى نَدَمَا


---


الشاعر حسين عبدالله الراشد


✍️ ولكلِّ عقلٍ طريق، وهذا طريقي بين النقوش،

حيثُ تلتقي الحروفُ بالعاطفة، ويولدُ من الحنينِ ربيعًا. 🌿


#ديوان_المدى #ديوان_المهابة #ديوان_القصيد #حسين_الراشد #أشعار_أبو_علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

نصف قرن وإرادة بقلم الراقية جهان إبراهيم

 نِصْفُ قَرْنٍ وَإِرَادَة  أَرَى الْخَمْسِينَ لَكِنْ لَسْتُ أَدْرِي أَيَأْسٌ فِي الْفُصُولِ أَمْ سُرُورُ؟ فَقَدْ مَرَّ الشِّتَاءُ وَالصَّيْف...