ربيعٌ أنتظرُه —
~~~
لم يأتِ الربيعُ بعد —
لكن ظلاله تمرُّ قرب نافذتي-
كطيفٍ يختبرُ هشاشة الأيام،
ويهزُّ ستائر العمر—
ثم يمضي دون أن يباغته الضوء-
أشعر به
يتربّصُ عند المنعطفات-
يسترق السمع لخطواتي—
كأنه يعرفُ كم مرّة
وصلتُ إليه ولم أصل—
أمشي نحوه
وفي كفّي خفقٌ أرهقته السنين-
أحملُ أغصانًا جفّت-
قبل أن تُسقى بنبضٍ صادق—
وحقولًا من الأمنيات
تشقّقت من طول الانتظار-
تلوّح لي أغصان على طول الطريق-
كأنها تعتذر
عن مواسم كثيرة-
أزهرت في غير قلبي-
وعن زهورٍ تساقطت
قبل أن تتعرّف إلى اسمي-
يا ربيعًا يتأخّر
كضيفٍ يعرف أن البيت
يحتاجه أكثر من أي وقت-
تعال خفيفًا…
خفيفًا- كأنك عودة الروح وشغفًا
أفتح نافذة واحدة
في ليلٍ طال حتى صار
يشبه عمرًا آخر-
مرّ على كتفي
همسًا يقول إن الفرح-
لم يكن وهْمًا...
وأن الأرض التي ضمرت من الصبر-
بوسعها أن ترتدي خضرتها
مرة أخرى-
وان الفراشات تتنظر فساتينها المزركشة-
يا ربيع انتظره
أناديك …
لعلّ قلبي يستعيد صوته-
ولعلّ الأمنياتٍ التي حملتها طويلًا
تتنهّد أخيرًا في صدري-
يا ربيعًا طال انتظاري لك…
لا تأتِ منتقمًا-
بل كما يأتي الضوء-
حين يربّت على جرح
لم يعترف يومًا بأنه مؤلم ،،
" ندي عبدالله "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .