(قصيدة الوداع)
................................
أنفاسُ شِعري والقوافِي تَهْمِسُ
بين البحُورِ بها البيانُ يُقدَّسُ
دَوْحٌ من الحُسن البَلِيغِ وَجَنَّةٌ
فيها نَعِيمٌ تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ
فَأَهِيمُ في رَبعِ البلاغةِ جامِعًا
زَهْرَ البديعِِ على يَدَيَّ تَنَفّسُ
وكأنَّهَا بينَ الأنامِلِ بَاقَةٌ
وَرْدٌ وفُلٌّ يحتويهِ النَّرجِسُ
فَتراقَصَتْ طَربًا على أنغامِها
أنسامُ قَولِي فَاستَطَارَ اللُّوتِسُ
وانشقَّ بابُ الخلدِ عن أسفارهِ
والكونُ زَيَّنَهُ اللُّجَيْنُ الأمْلَسُ
واهتزَّتِ الأرواحُ حولَ قَصِيدَتي
قطعت دروبَ الشوقِ نحوي تأنسُ
هذا المهلهلُ والزهيرُ وزُمْرَةٌ
من أهل عَبٔقرَ أقْبلَتْ تتَحَسَّسُ
والبُحتريُّ على بِسَاطِ ربيعهِ
وَشَّى بطائِنَهُ الرقيقةَ سُنْدُسُ
وأبو فراسٍ مُسرجٌ خَيْلَ الهَوَى
وأمامه جُنْدُ الصبابةِ تَحَرُسُ
وكَذَا ابنُ زَيْدُونٍ دَعَا ولَّادَةً
والشِّعرُ ينسلُ فالرباطُ مُقَدَّسُ
وأمير عَصري وابن نِيلِي حافظٌ
شرفَ القصيدةِ بالهُدَى يَتَتَرَّسُ
وقصيدتي هَلَّتْ بثوبِ أميرةٍ
طَلعَتْ على عرشِ الفصيحةِ تجلِسُ
وَتَكَحَّلَتْ باللفظِ من قرآنها
لم يُغوِهَا إبليسُ حينَ يُوَسوِسُ
وَكَسَتْ جَوَانبَها الفرائدُ وارتدَتْ
بُرَدَ التجلي بالتخلي تَلبِسُ
وازَّينَتْ للناظرين وأذَّنَتْ
بالحج: يا أهل القصيد تنافسُوا
وتطهرَّتْ للطائفين فأقبلُوا
من كُلِّ فَجًّ والظِّلالُ نوَرِاسُ
طافوا بها سبعًا وطافتْ فَوقَهم
ترنو إلى برق العيون وتقبسُ
وقفوا على عرفات ضادي واقتفوا
أثر المدادِ بكفِّ (هاجر) يُغرَسُ
نَحَرُوا غريبَ القَولِ من أشعارهم
والله أكبرُ صيحةٌ لا تُهْمَسُ
رجَمُوا صنيعَ الإفكِ دونَ تعجُّلٍ
وعدوُّهم تحت الحجارة آيِسُ
لن يُعبدَ الشيطانُ في شِعرِ الأُلَى
حجُّوا وعادوا طاهِرينَ فأَخرِسُوا
صوتَ المكائدِ للفصيحة، وارجِعُوا
وعلى المحجَّة ـ يا رفاقُ- فأسِّسُوا
بدري البشيهي
٣/١٢/١٩٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .