جسر الحنين ق.ق.ج
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
صعدتُ الجسر الخشبي عند الغروب، لأرى المدينة التي تتقن ترتيب نفسها: ماءٌ هادئ، جسورٌ تلمع، عائلات تضحك، وكلبٌ يملك حديقته الخاصة ورخصته.
لكن الجمال - حين يكتمل - يدعو الذاكرة لاستحضار نقيضه.
قفز إلى رأسي الحي الشعبي: الشوارع المتكسّرة، الضوضاء التي لا تنام، والبيوت التي تتشارك الجدارن.
وقفز معه السؤال القديم:
كيف صار الآخرون مثالًا.. وصارت أقدامنا غارقة في الحفرة نفسها؟
لم أصل لإجابة.
كل ما عرفته أن الحلم اختُزل في كلمة واحدة: جواز سفر.
ومع ذلك، في اللحظة التي انطفأ فيها الشفق، شعرت أن قدميّ - رغم كل شيء - تشتاقان إلى الضوضاء التي هربتُ منها..
كطائرٍ يجرب الطيران مع سربٍ غريب، ثم يعود، مترددًا، إلى عشّه الأول.
طارق الحلوانى
ديسمبر ٢.٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .