بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

حكايا صمت بقلم الراقية دنيا محمد

 "حِكايةُ صَمْتٍ"


الصَّمْتُ كائِنٌ مِنْ زُجاجٍ داخليّ،

يَراني بشِفاهٍ مَزمومة،

ويَجرحُني بعَيْنَيْن خانَهُما النُّطق.


يَمكُثُ في صدري

غَيْمَةً مُثْقَلَةً بالأسئلة،

ويَترُكني في الهُوَّة،

مُعَلَّقًا بَيْنَ الفَهْمِ والانكسار.


أيمكن أن يكون فراغًا؟

أو كأنَّهُ لامعنى

فَراغٌ يَفيضُ حتّى يملأني بالتصدُّع.


ثَمّةَ شَقٌّ في الوَعْي… في الذّاكرة،

يُؤكِّدُ لي أنَّ الحَصادَ بالمنجَل

ليس إلّا حَزًّا لرؤوسٍ نَبَتَتْ في الصِّياح.


حِكايةُ الصَّمتِ تَهرِسُ الغياب،

وتُطعِمُنيهِ حَنْظَلًا

يَضِجُّ بمرارةِ اللاجدوى.


فأمتلئُ أكثرَ بالرغبةِ في الصُّراخ،

ويتعمّقُ الصَّوتُ المَرجوّ،

كألمٍ لا أريده أن يَشفى،

أو ذَنبٍ تأخّر عنه الغُفران.


يَتْرُكُنا الصَّمتُ… ويَتْرُكُ الإلحاحَ معنا،

فنَمُرُّ على حافَّةِ أَنْفُسِنا،

ونَنزَلِقُ بلا مُبالاة نحو الحقيقة…

حَقيقةِ أنَّ لا أحدَ يُعْنى بالمُنكسِرين.


بقلم دنيا محمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

قارئة الفنجان بقلم الراقية ياسمين عبد السلام هرموش

 *قارئةُ الفنجان* بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش  "هل انتهيتَ من قهوتِكَ؟ أعطني فنجانَكَ…" قالتها الغجريّةُ التي بزغتْ من العدم، كأ...