بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 يناير 2022

مرثيةٌ العام الجديد ) بقلم الشاعر د. جاسم الطائي

 ( مرثيةٌ العام الجديد )
عامٌ يمرُّ وعامٌ بَعدَهُ يَترى 
مُمَزّقَ الحُلمِ صَبراً يا دُنى صَبرا
عامٌ يمرُّ وما زالَت رواحِلُنا
تشكو الهجيرَ وقيضَ الجَمرِ في المسرى
وكلُّ بابٍ على الأعتابِ موصَدَةٌ 
أينَ الملاذُ فيا أرواحَنا عُذرا
عامٌ يُسطّرُ تأريخاً لكبوتِنا 
وليسَ يكتُمُ تأريخٌ لنا سِرّا
فَكَم نَنوحُ وبعضُ النوحِ مَرحَمةٌ 
وكم نداوي جِراحاً تصطلي سُعْرا
وكَم نهيمُ على ذكرى تمرُّ بنا
وواقعُ الحالِ قفرٌ يكتَري قَفرا
مِن أينَ أبدأُ والفوضى بِخاصِرتي 
كما الخناجرِ لم تَتركْ لها طُرّا
مِن أينَ أبدأُ يا قلبي وأنتَ لها
حَملْتَ نَبضكَ مخنوقاً فيا بُشرى
جيشُ الرزايا له في كلِّ ناحيةٍ 
سهمٌ أيا رميةً في الروحِ لا تَبْرا
فمن يرُدُّ سرايا الموتِ إنْ هجَمَتْ؟
ومن يَشقُّ لطوفانِ الأسى مجرى؟
دارٍ وأهلٍ وخلانٍ وقد رحلوا
يا ليتَ للدارِ في هجرانِهم أمرَا
كالسِّربِ تحصُدُهُ ريحٌ وقد عَصَفَت
تسطِّرُ البؤسَ ديواناً فمن يَقرا؟
وتُكرِمُ الجمعَ ممن ضمَّ محفلُنا
فهل يَجوعُ فقيرٌ يَقتري شِعرا !
كم كان للشِّعرِ مِن زَهوٍ مفاخرةً
حينَ احتدامِ الوغى إذ يَرسمُ النصرَا
واليومَ تلفُظُه الأقلامُ مُكرهةً
فمن سيشْريهِ أمْ من يرفعُ السِعرَا
أعيَت قوافيهِ سيفَ الحقِّ فانتصرَتْ
وراقَها الغِمدُ مطواعاً لها شُكرا
أمْ مَن يلملمُ أشلاءً تَقاذفُها
كفُّ النوائبِ حُمراً تكتسي حُمرا
دع المآذن يعرو صوتَها وجلٌ
فصاحبُ الأمرِ يخفي دونها أمرا
وصاحب الأمر معطاء لسائلهِ
هرْجٌ ومَرْجٌ وخُدّامٌ بغوا أجرا
وما نزالُ نداري سوأةً عَرَضَتْ
وصفحةُ الغيبِ تمحو غيبَها سِرّا
عن مشرقِ الشمسِ قد غابَتْ مباصِرُنا 
وما تزالُ بهِ أرواحنا أسرى
تلك الفصولُ على أعقابِها رِممٌ
تدورُ مثلَ رحى تجرُّنا جرّا
مهما تعاقبت الأنواءُ كان لها
فيضٌ من الغيظِ كأساً ناقعا مُرّا
وقد تشققَ حضنُ الأرضِ يبلعُنا
فيستحيلُ على أجسادِنا قَبرا 
---------
د٠جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

القصيدة بقلم الراقي أدهم النمريني

 القصيدة "إنَّ القوافي جيـادٌ ليسَ تبلغها  إلّا اذا عُقـِدَتْ فيهـا نواصيهــا" كن أنتَ في ساحةِ الأشعارِ فارسها كي تبلغَ ...