....................... ( جُرْحٌ يَصِيحُ )
قَالَتْ : كَبِرْتَ وَلاَحَ الشَّيْبُ وَالهَرَمُ
وَأَوْهَنَ الدَّهْرُ ... عَظْمًا مِنْكَ وَالسَّقَمُ
خَارَتْ قِوَاكَ الَّتِي قَدْ كُنْتَ تَذْخَرُهَا
وَغَادَرَ الجِسْمَ عَزْمٌ .... كَانَ يَضْطَرِمُ
فَأَيُّ كَرْبٍ دَهَى .... وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ
وَالفِكْرُ مُنْشَغِلٌ ........ وَالهَمُّ مُلْتَطِمُ
كَأَنَّ كُلَّ صُنُوفِ القَهْرِ ...... مَاثِلَةٌ
فَالعَيْنُ تَهْمِي بِدَمْعٍ بَاتَ يَنْسَجِمُ
وَالآهُ تَخْرُجُ ..... مِنْ صَدْرٍ تُمَزِّقُهُ
وَيْلاَتُ حَرْبٍ لَهَا الأَكْبَادُ تَنْفَصِمُ
قَالَتْ وَقَالَتْ : وَقَدْ ثَارَتْ بِنَا غُصَصٌ
سَوْدَاءُ أَرْخَتْ ... وَمَاجَ الغَمُّ وَالنِّقَمُ
أَلَسْتَ تَذْكُرُ أَيّامًا .... لَنَا انْصَرَمَتْ
أَمْ هَلْ نَسِيتَ رِفَاقَ الدَّرْبِ كُلَّهُمُ
وَهَلْ تَتَوقُ لِمَاضٍ .... قَدْ كَلِفْتَ بِهِ
وَتَسْتَعِيدُ رَبِيعًا ....... كَانَ يَبْتَسِمُ
أَيْنَ المُرُوءَةُ .... فِي عَصْرٍ يُرَادُ لَهُ
أَنْ تَعْتَلِيهِ ... بُغَاثُ الطَّيْرِ وَالرَّخَمُ
وَأَنْ يَصِيرَ سُرَاةُ القَوْمِ فِي وَطَنِي
نَهْبًا لِجُوعٍ بَرَى .. وَالخَاسِرُونَ هُمُ
جَاوَبْتُهَا ... وَالأَسَى مَا زَالَ يَخْنُقُنِي
وَيَسْتَبِيحُ كَيَانِي ...... كُلَّمَا ظُلِمُوا
أُخْتَاهُ عُذْرًا فَمَا فِي الشَّيْبِ مَنْقَصَةٌ
إِذَا سَأَلْتِ .... وَحَامَ الشَّكُّ وَالتُّهَمُ
كَمْ مِنْ صُرُوفٍ هُنَا كَابَدْتُهَا رَهَقًا
مَضَتْ .. وَكُنَّا بِحَبْلِ اللهِ نَعْتَصِمُ
فَأَنْزَلَ اللهُ فِي قَلْبِي ..... سَكِينَتَهُ
وَالخَطْبُ مَهْمَا طَمَى لاَ تَفْتُرِ الهِمَمُ
سَقَى الغَمَامُ زَمَانًا .. ضَمَّنَا فَزَهَتْ
أَزْهَارُ عُمْرٍ .... وَتَاهَ الوَرْدُ وَالعَنَمُ
وَطَيَّبَ اللهُ أَرْضًا ....... لاَ تُمَاثِلُهَا
بِالطُّهْرِ ... إِلاَّ جِنَانُ الخُلْدِ وَالحَرَمُ
يَارَبِّ ضَاقَتْ وَإِنِّي قَدْ رَفَعْتُ يَدِي
أَشْكُو إِلَيْكَ عَظِيمَ الذَّنْبِ .. أَحْتَكِمُ
فَاقْبَلْ رَجَائِي وَمَا أُزْجِيهِ مِنْ كَلِمٍ
أَنْتَ الرَّحِيمُ ... إِذَا مَا زَلَّتِ القَدَمُ
.. رشاد العبيّد
سورية - دير الزور
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاثنين، 27 ديسمبر 2021
جُرْحٌ يَصِيحُ ) بقلم الشاعر .. رشاد العبيّد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المتبتلة في محراب الروح بقلم الراقي د.سامي الشيخ محمد
رداء الروح 68 المتبتلة في محراب الضوء سلام عليك أيتها الجريحة الذبيحة الشهيدة غزة العزة والجلال المهيب على مر العصور والأزمان سلام عليك من...
-
حِوارٌ في زَمَنِ الوَجَع زياد دبور* نَتَشارَكُ ذاتَ الهَواءِ نَتَنَفَّسُ ذاتَ السَّماءِ لَكِنَّ الفَرَقَ بَينَنا مِقدارُ رَغيفٍ أَو جُرعَةِ...
-
**مدارات متعبة* * **بقلم: وسيم الكمالي* * عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ السُّقُوطِ، وَهَفَوَاتِنَا الْمُتَكَرِّرَةِ... نَدُورُ فِي فَلَكِ الْ...
-
أمةُ العُرْبِ | أ.د. زياد دبور يا أمةَ العُرْبِ من سُباتٍ عميقْ أفيقي، فقد طال ليلُكِ في غسقْ تُراثُكِ ماضٍ، وحاضِرُكِ مُرٌّ فهل من سبيلٍ ل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .