ويصبحُ وجدُنا وجدَ الذِّئابِ شعر : د.عاطف حجازي

 ويصبحُ وجدُنا وجدَ الذِّئابِ
شعر : د.عاطف حجازي

هيَ الأيّامُ نَرجوها ولكنْ
صروفُ الدّهرِ ترنو للذهابِ

بَكاني الحرفُ لمّا لاحَ وَجدي 
وصارَ الحِبرُ لا يَسمعْ جوابي

وعندَ الليلِ نادمتُ الثريا
لأنَّ الفجرَ موفورُ العِتابِ

أراني قدْ تناسيتُ الأماسي
كأنَّ العمرَ موصولُ اليبابِ

فلا حبٌّ يدومُ ولا سهادٌ
وعشقُ البحرِ في أصلِ العذابِ

غريبٌ قد توارى بعضُ بَعضي
وحجبُ الغيبِ لا تعلمْ شرابي

بِكاسِ الصّبرِ قد صَيَّرتُ صَبري
وكاسُ السُّهدِ لا ترنو قرابي

ودمعُ العينِ نجماتُ التّمني
وآهُ البعدِ تُهديني عذابي

وبالأفلاكِ زارتني الأماني
وقالَ الليلُ عن مجرى إيابي

جزاءُ العمرِ شيبٌ معْ مشيبٍ
وسِرُّ التِّبرِ في مسرى الشبابِ

وقولُ الصدقِ منجاةُ لعبدٍ
أرادَ العيشَ في كنهِ السحابِ

سلو سلمى لماذا الحبُّ أمسى
عليلَ النفسِ والبلوى كتابي

وكيف الحلمُ يقتاتُ المنايا
وكيف الوجدُ مكلومَ الخِطابِ

سلو الآهاتِ عن أسبابِ حُزني
سلوها عَلَّها تَروي مُصابي

يضيعُ الحلمُ حينَ النارُ تعلو
ويصبحُ وجدُنا وجدَ الذِّئابِ