بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

ذكرى ولقاء بقلم الشاعر الأديب د/رضوان الحزواني

 .               ذكرى ولقاء
  -   ألقيت في مهرجان حلب
            2/3/1990 

تـنـهّدُ القـلـــبُ إذْ ذكّـرتُــــــهُ حلَبــــا
وَطــارَ يســبقُني لهفـــانَ مـلتهبــــــا

ودفترُ الذّكرياتِ الخضــــرِ هَدْهَدَني
ورفرفَـــــتْ بيـدي أوراقُـهُ قشـبـــــا

طــــرّزتُ فيهـا مواعيدَ الهوى كــرزاً
مـا بـالُ أحرفِهـــــا قـد أثـمرَتْ عنبـا

وطـالعـتْنـي منِ الـحُبِّ القديمِ رؤىً
يـا ليتَ ســاعاتهـا تمـتـدُّ بـي حِقَبـــا

ذيّاكَ مجلسُنا في" الروض"رفَّ شذاً
وفي "السبيل" خطانا أمرعَتْ عشـبا

وههنا لـم تزلْ في الكرمِ " فسـتقـةٌ"
دلَّـتْ عنـاقيـدَهــا معقــودةً ، ذهبـــا

تفتّـقَتْ لهفـــــةً حبـّاتُهـا وارتـمَـــــتْ
في حِجْرنـا تـنـثـُرُ الأقمارَ والشـهبـــا

هـذي على جذعِهــا نقـوشُ أحرفِنــا
كـأنمّــا حفظَـتْ عــــن وجدِنــا كتُبـا

أصغَتْ إلينـا كأنّ الحــــبَّ خامرَهــا
فـلانَ منـهـا مـع الأنســامِ مـا صَلُبـــا

و في الحفيــــف وشـايـاتٌ مطيّــبة
تـعـيدُ منْ همسِنا المعسولِ مـا عَذُبـا

ولم تزلْ تحتها الأحـــلامُ تنسجُهــــا
كفُّ الظّلال فتُصبي بالرؤى الهدبــــا

ذكراهــــمُ عذبــــةٌ تنــدى بها شفتي
ودفتـرُ الشِّـعــــرِ غنّـاهـا ومـا تَعِبــــا

على شــهيّ المـنـى وافيتُ أجنحتي
تودُّ لو عصرَتْ من شـوقِهـا السُّحبــا

وافـيتُ من بـابـلٍ من أرضِ أنـدلـسٍ
مـنْ مُنحنى يُنبتُ الخطّيَّ والقُضُبــا

وبين جنبيّ من عاصي حمــاةَ  ندىً
أمـا ترَوْنَ على أكوابكــــمْ حَبَبــا ؟ ؟

أتيتُ ناعــــورةً تشـــدو مواجدَهــــا
يمضي الزّمانُ وتمضي رِقّــةً وصِبــا

أتيتُ أسمعُ من حبيّ القديــمِ صدىً
وأسـتـــردُّ مـنَ الأيـّــامِ مــا ذهبــــــا

يـا حُبّـيَ الأوّلَ الغـافــي كـزنبقــــــةٍ
بينَ الجوانحِ هـذا مـوعـدي اقـتربــا

آذارُ أقبـــلَ والشّــهبـــــاءُ تجمعُنـــــا
طابَـــــتْ زمانـاً وطابَــتْ منزلاً رَحُبا

رضوان الحزواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

انا للأرض بقلم الراقي مروان كوجر

 " أنا للأرض " كلما هممت ببوح حزني أخجلني قول ربي                                      وبشر الصابرين خجول النفس من صبر جفاها     ...