بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 16 ديسمبر 2021

(نـــــــــــداء) للشاعر المتألق صهيب شعبان

 (نـــــــــــداء)

تعالي نرسمُ الأيامَ وصلاً في تلاقينا وفي الهجرِ

تعالي ننتقي شعري
 لنعرفَ أين يسكنُ عطر هذا الحب في حبري

مضى زمنُ الضبابِ وظلَّ  شوقي ناصعًا في الكونِ كالبَلورِ في ساعةِ العصرِ

تلوّنت الطبيعةُ في عيونِ الخلقِ أشواقًا وهجرانًا    وقامت كالفراشِ تطيرُ في جوٍ سماويٍ 

تُلاعبنا كما الأطفالِ تُخفَى عن نواظرنا وتلبسُ للورى فستانَها الزهري

صَفا الأحبابُ مثلَ صفائِهم في آخرِ العمرِ

تعالي يا معذبتي وملهمتي وفاتنتي  فما عندي لأجلِ الحبِ إلا خفقةُ القلمِ

أنا يا غادتي رجلٌ من الأريافِ لا 
يَقوى على كسرِ المشاعرِ والخواطرِ والقلوبِ التي تُشْفِي من الألمِ

أنا كالشمسِ في وقتِ الغروبِ وقد برتَها أعينُ القمرِ

كفاني كسرُ أقنعتي ، كفاني أنني أمشي وفي وجهي
بقايا من صدى الندمِ 

رهيفٌ أنتَ يا قلبي
 تَرى في غربتي
 ماءً وأنوارًا   
وأحلامًا محققةً 
وفجرًا ضاحكًا 
من بينِ هذا الدُّجى ألقًا 

رهيفٌ والهوى إن زارَ يوما لا يريدُ لنا بأن نحيا 
في انتمائاتٍ
 يريدُ يمزقُ النجوى 
لنعزفَ أجملَ الناياتِ
 دونَ الخوفِ من ماضٍ ومن أحداقِ ذكرانا

نسيمُ الصبحِ يهوانا
 ويُسكرنا
 بلا تمرٍ ولا عنبٍ
ولكن وحدةُ الدنيا تُريكَ الصمتَ ألوانا

وحيدٌ أنت يا قلبي
 تُحاكي زهرةَ العمرِ
 وتحكي للحصى ألمي 
        وتمشي حافيَ الحُلُمِ
بوادٍ غيرِ ذي أملِ

تجرُّ الآهَ يا قلبي،
 خطى معصوبةِ الحدقِ
، على أعتابِ قافيتي 
ويمشي خلفها جيشٌ من العبراتِ لم تعبأ بها طرقي
سأحكي للدجى سهوا ترانيمي

 وألحاني
 وأحزاني 
سأقتلُ كلَّ أسراري 
 فقد أتعبتُ كتماني

تمزقَ ثوبُ أمنيتي، 
 وباتَ الشوقُ يأكُلُني 
ولستُ الآنَ أملُكُني
، ولستُ الآنَ أعرفُنِي
  تَخلى القومُ عن وصلي
 وما عندي سوى قلمي 
شربتُ الهمَّ أصنافًا
 وأصحابًا 
وأحبابًا 
وجيرانا 
وماتت كلُّ أحلامي
 وعاشت كلُّ أسقامي 
وما بقيت لأعوامي  
سوى أيامُ ذكرانا 
إلامَ يقودني همي

 إلى صحراءِ إحساسي
 وأمشي مشيةَ السّكرى 
ولم أمسس بهِ كاسي

أعدُّ أنينَ أنفاسي
 لعلي أقتفي أثري
 لعلي ألتقي نفسي
 وأمحو عتمةَ الأمسِ
 وميضٌ كانت الذكرى
 ففاقت كلَّ نبراسِ

كرهتُ مرارةَ النجوى 
وعفتُ عباءةَ الشكوى
 ويحكي الليلُ ما أهوى 
ولكنْ صوتُه قاسِ

فعودي الآنَ أمنيتي 
 كفانا هجرُ قافيتي 
كفانا تَركُ أوردتي بلا مجرى ولا مأوى 

تعالي ننشدُ الذكرى
 وهيفاءً كما تَهوى 
تعالي نجعلُ الأشجارَ ترشفُ شوقَهَا عطرا
وتملأ نهرهَا حبرًا  

أنا إنسانُ تعرفني
 جميعُ مشاكلِ الدنيا ولكنْ مهجتي طفلٌ 
 وتلكَ مصيبتي الكُبرى

بقلمي/ صهيب شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

شتاء غزة بقلم الراقية آمنة ناجي الموشكي

 شتاء غ زة  قلوب كلمى وأهوال بها عانى في غزة العزة من للعز قد صانا طفلٌ جنى حلمه الصافي بنو وبنو والعالم الحر كم نادى وماجانا برد الشتاء صار...