بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 ديسمبر 2021

قصة مختلفة كل ليلة بقلم الشاعرةمحبة محمود المصري (( زهرة الارجوان))

 قصة مختلفة كل ليلة .... 

أبي الحبيب .. أمي الحبيبة 
ها أنا أكتب إليكم بالأمس قال 
الطبيب شيئا عن حالتي الصحية 
اتذكرون الصداع الذي لازمني طويلا ذلك الصداع اللعين ؟ عموما لا شيئ يستحق الذكر .. مجرد وعكه صحيه أتعلمين شيئا يا أمي .. 
ها هو الربيع قد وافى. . والخضرة بهية فوق التلال .. وغدا بمقدور البتلات الأرجونية الصغيرة أن تتفتح فوق الأغصان العاريه .. ولم تكذب الفراشات الملونة خبرا .. ولا 
حتى النحلات الدؤوبة فقد طافت فوقها بغنج ودلال ومصت رحيقها 
وفوق كل ذلك حمل النسيم العليل شذى الأزهار الي في غرفتي التي أكتب إليكم منها .. 
ويمكنني أن أخبركم أن الطقس رائع 
فليلة الأمس لم أرى النجوم بشكل واضح فقد تسيد القمر المكتمل بدرا 
أشرق فجأة وانا جالسة في الشرفة كان قرصا أصفرا كبيرا للغاية ..
ثم في حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحا غاب خلف الروابي 
انزلق في كبد السماء باتزان قبل أن تتلاشى آخر قضمة منه بسلاسة خلف حدبة الجبل .. بعد ذلك اظلمت السماء بشكل أكبر من ذي قبل .. ثم تسلل الضياء بخفة إلى أن أشرقت الشمس .. ويا لروعتة من شروق  ...  الغيوم التي كانت في الأفق اصطبغت باللون الأحمر القرمزي الرائع .  تخيلوا ..  ¡¡ 
حتى الشمس نفسها قرمزية .. وطار سرب حمام قرمزي أيضا إلى سبيله 
      وعلى أية حال كما قلت مجرد وعكة صحيه .. رهط من الخلايا السرطانية تصول وتجول في صدري .. تقفز من ضلع لآخر ومن حويصلة هوائية إلى أخرى .. 
لا عليك منها يا أمي .. مجرد خلايا حقيرة .. وقليلا من السعال المزعج 
سعلات صغيرة لكنها متتالية . 
ملحه باستمرار .. 
لا تبكي يا أمي .. نفس ضيق فحسب .. ماذا ستفعلين الآن ؟
ما رأيك في هذا : 
إذهبي واسقي أصص القرنفل 
ضعي ماء على يديك ورشي الورقات الخضراء اليافعة .. ثم انكشي التراب حول شجيرة القرنفل 
واسكبي الماء في حوضها .. كم ستنتعش النبتة فكرة جيدة .. أليس كذلك ؟ أو ما رأيك أن تحملي قفص الكناري وتضعينه في الشرفة .. فالكناري يحبها . أليس جميلا مبدأ الشرفة .. 
على جميع الأحوال ... وعكة صحية .. ولا تبكي يا حنونة .. 
اتفقنا .. ثم إني أصبحت اعتني بشعري البني المائل إلى الشقار 
بشكل جيد .. فأجعله ينسدل بخفة فوق كتفي ليعود ويتطاير بينما أركض خلف الفرشات .. وأنا بتلك الشفتين الصغيرتين أقبل يديك 
.. وجبينك .. وعكة صحية 
ماذا يقول ابي ؟ ؟ ها ؟ هل سيبكي مثل النساء ؟ لنفرض أنه سيفعل ¡¡ 
ما الفائدة ¡¡ هل سترجع الأمور إلى ما كانت عليه ؟ بالطبع لا 
اليوم سأذهب في نزهة مع نفسي 
فأنا أحب اللعب فوق العشب الآخضر .. وأحب اللعب في حديقة الألعاب وفي مدرستي واحب ان احكي كل يوم حكاية قبل النوم .. 
انا الأن بحاجة إلى أن أركض في الهواء الطلق. . فاستنشاق الهواء النقي مفيد جدا .. أستطيع أن أدرك ذلك عندما أنفخ صدري بكمية منه كل صباح .. 
هكذا أقف في الشرفة أرفع أنفي للأعلى فيسارع الهواء العليل ليهرول عبر أنفي ثم ينتفخ صدري الهزيل يا أمي .. فلربما الليله سأراقب القمر مرة أخرى .. 
بالمناسبة قال الطبيب .. 
قال بأنني تأخرت كثيرا في المجيئ فها هي خلية سراطاتية رشيقة القوام  تترك أسرتها المتواضعه في الرئتين لتهاجر إلى الدماغ. . متمردة مثلي بطبيعة الحال .. فتكون هناك أسرة محترمة تليق بسرطان قدير يستقر بالرأس. . ارايتي يا أمي ؟ استفحل المرض. . لكن الله وحده قادر على كل شيئ. . 
ولي طلب آخر صغير يا أمي .. هلا وضعتي على يديك ماءا ونثرته فوق أوراقي الذابلة .. كم سأنتعش يا أمي ..  أفعلي ذلك يا أمي أرجوك 
ليس من أحلي فحسب .. 
بل ربما من أجل حكاية مختلفة كل ليله .. 
محبة محمود المصري (( زهرة الارجوان))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الحنين الى الوطن بقلم الراقي عبد الرحمن القاسم الصطوف

 /(( الحنين الى الوطن))/ كم عيل صبري والمنى أهواء وتغيرت في بُعدك الأشياء يجري هواك بمهجتي وجوارحي في لوحة الأقدار كنت قضاء  أسقي من الشريان...