غُرُور
مَلامِحُكِ…
اِنفِلاتُ ضَوْءٍ مُتْرَفٍ
يَتَصاعَدُ مِن عُمْقِ قارُورَةٍ
اِمْتَلأَتْ جَواهِرَ الْجَمالِ
وَطَلاسِمَ السِّحْرِ
تَزْدَحِمُ حَتّى يَفيضَ بَريقُها
كَأَنَّ عَبَقَها
يُعْلِنُ نَشْوَتَهُ
تَمْهِيدًا لِحُضورِكِ
حَنينُ بَريقِ عَيْنَيْكِ
يُثيرُ خَفايا ذاتي
لَكِنَّ بابَكِ مُوصَدٌ
ما هَزَّهُ بَراجِمُ رَجائي
والْوَصْلُ أَضْيَقُ مِنْ خَيْطِ الضَّوْءِ في الْأَحْداقِ
يا مَنْ لَثَمَتْ شَفاهُكِ الْياسَمِينَ…
مَذاقُكِ اللَّاذِعُ
مِيلادٌ لِكُلِّ فَجْرٍ
تَغْتَزِلُ الْحُور مِنْ شَهْدِ شَفَتَيْكِ الْعَطِرِ…
والعاشِقونَ…
بانْتِظارِ مَفاتِنِ الْقُبَلِ
لَحْظَةَ انْفِجارِ اللَّهْفَةِ في الصَّدْرِ…
والْوَهْمُ ظَمْآنُ، وَضَجِرٌ
كُلُّ الصُّدورِ قَفْرٌ…
وحِينَ يَطُوفُ بِكَأْسِ خَمْرِكِ الكَرَى
تَسْتَكِينُ نَشْوَةُ الْهَوَى
في جُفونِ الدَّهْرِ،
تُسامِرُ السُّهْدَ ذِكْرَيَاتٌ مُبَعْثَرَةٌ
تَعودُ مِنْ عُمْقِ ماضٍ
ضاعَ وَانْدَثَرَ
تَسْتَنْطِقُ أَغْصانَ خَريفِكِ:
عِشْتارَ…
دوموزي…
وَبَعْل…
أَزْهارُكِ… مَصيرُها الذُّبُولُ…
تُورِقُ، يَفُوحُ أَرِيجُها…
ثُمَّ تَزُولُ
وَيَوْمَها، تَغْزو الشُّجونُ صَرْحَكِ…
تُوقِدُ نِيرانُها نارَ النَّدَمِ
عَلى عُمْرٍ لا يَؤوبُ
####
الشاعر
حسن آل مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .