بين الحروف والدموع
حين أقف،
أقف ليس ككل من يقفون،
أقف بقلبي مفتوحًا،
وبحروفي التي دمعتها الليالي،
أخرجت كل ألمٍ، كل فرحٍ دفين،
وألقيه أمامكم،
كما يلقون النجوم في بحرٍ صامت،
كما تذوب الشموع على جدران الصمت الطويل.
هذه الكلمات التي جمعتها من دموعي ومن ضحكاتي،
من لحظات الوحشة ومن دفء الأيام،
من كل ما أحببتُ وفقدت،
من كل حبٍ مات بصمتٍ،
ومن كل حلمٍ حملتهُ الريح بعيدًا،
ها أنا أقدمه لكم الآن،
في صوتي، في نفسي، في قلبي.
قد تسمعون حروفًا،
لكن وراء كل حرف بحر من الألم،
وراء كل كلمة صرخة مكتومة،
وراء كل جملة حياةً كاملة،
مرت أمام عيني،
وأحببتها، ورعيتها، وأطلقتها للحرية.
أنتم، يا من تقفون هناك،
تسمعون فقط الصوت،
لكنني أعطيكم أكثر من صوت،
أعطيكم روحي،
أعطيكم صراخي،
أعطيكم ضحكتي الباكية،
وأعطيكم صمتي الذي يصرخ من أي كلام.
لقد صنعت من كل وجع شعاعًا،
من كل فقد أملًا،
من كل لحظة فرحٍ اختزنتها،
أطلقتها لتسافر عبر قلوبكم،
لتصنع صدىً في المكان،
صوتًا لن ينسى،
وشعورًا لن يموت.
فاستمعوا إليّ،
لا بالكلمات فقط،
بل بالنار التي في قلبي،
وبالمطر الذي في روحي،
وبالسماء التي تحتضن صمتي،
وبالأرض التي أكتب عليها ألمي وأحلامي.
هذه قصيدتي،
قصيدتي التي لم تُكتب لتقرأ،
بل لتُحس،
لتُشعل،
لتغير،
لتبقى،
حينما أرحل عن هذا المكان،
تظل هنا،
بين قل
وبكم،
في صمتكم،
في ضحكاتكم،
وفي دموعكم.
د.مقبول عزالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .