بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 ديسمبر 2025

الحب المكتوم بقلم الراقي سمير الخطيب

 الحبّ المكتوم

بقلم: سمير الخطيب


أحبّكِ بصمتٍ

يشبه انهمار المطر على أسطح البيوت في ليالي الشتاء،

يطرق الزجاج برفقٍ

ولا يوقظ أحدًا،

ولا يبحث عن شاهدٍ يبرّر نزوله.


أحبّكِ بطريقةٍ تعجز عنها اللغة،

فالكلمات—حين أستدعيها—ترتبك،

تتلعثم،

وتخذلني أمام ما يخفق في المسافة

بين الضلوع والروح.


كلّ مرةٍ أراكِ فيها

أخطّ في دفتري السرّي مئة قصيدة،

ثم أمزّقها

خشية أن يشي الحبر بما لا أجرؤ على قوله.


أنتِ لا تعلمين

كم مرّةً ناديتُ اسمكِ في العتمة

كما لو أنّ الظلام صديقٌ أمين،

ولا كم مرّ بي الفرحُ خفيفًا

لمجرّد أن طيفكِ عبرَ خاطري.


أخاف قول الحقيقة كاملة؛

فالحقيقة ثقيلةٌ كقدرٍ قديم،

مخيفةٌ كنجمةٍ سقطت قرب القلب،

وجميلةٌ حدّ الرعب

لمن يلمسها بلا استعداد.


أحبّكِ أكثر ممّا تلتقطه عيناكِ حين تنظرين إليّ،

أكثر من ارتباكي الهادئ حين تقتربين،

أكثر من تلك الإشارات الصغيرة

التي تظنّين أنّكِ قرأتِها كلّها.


أنا لا أخفي نصف الحكاية…

بل أقصّي الحكاية كلّها

وأضع في يديكِ

ظلّها فقط،

انعكاسًا خافتًا

لشمسٍ لا يمكن التحديق إليها مباشرة.


وربما يومًا ما

حين أصبح أشجع،

أو أكثر جنونًا،

أفتح لكِ باب الضوء كلّه.


لكن… ليس الآن.

ليس بعد.


الآن، دعيني أحبّكِ كما يحبّ الصمت:

بفيضٍ لا يُقال،

وبجمالٍ لا يُشرح،

وبقدرٍ أكبر ممّا يُرى…

وأكبر بكثير ممّا تتخيّلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

دهاليز الغفران بقلم الراقي طاهر عرابي

 «دهاليز الغفران»  قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي دريسدن – كُتبت في 11.05.2025 | نُقِّحت في 08.12.2025 لقد دخلتُ هذه الدهاليز. لكنني لم أك...