حين يثقل القلب…
فوضى هادئة تسري في داخلي،
أفكاري تتبعثر كنجومٍ بلا سماء،
وحروفي تتساقط من يدي
كأوراقٍ أنهكها الخريف،
تترك فراغًا ممتدًا في صدري.
ودموعي تقف على حافة جفني،
تنتظر الإذن بالسقوط،
وأنا أخفيها كي لا أنهار،
ولا أحد يلتفت لندائي الخافت.
ابتسامتي ظلّ يتناقص،
وضوئي يخبو ببطء،
وكل ما فيّ يميل إلى الانطفاء؛
خذلان يثقل صدري،
وقوة تتعب من التظاهر،
وصوت داخلي يختنق تحت ثقل الصبر.
أجمع ما تناثر مني،
أضمّ قلبي كما تضمّ البحر موجاته،
وأسمع الإرهاق يهمس في داخلي:
لقد طال وقوفي فوق الجرح.
ما يكسّرنا أحيانًا
ليس الألم وحده،
بل طول المقاومة،
والإصرار على التماسك رغم العجز،
حتى ننسى أن للدموع حقًا،
وأن القلب بشرٌ يتعب.
كم اشتقت لصوتي حين يصرخ،
ولدمعي حين ينهمر بلا خوف،
ولوجعي حين يعترف بحقيقته دون أقنعة،
دون أن أبحث عن مبرر،
دون أن أرتدي قناع القوة .
دعوني أقع…
أودّ أن أنهار كما ينهار المطر
على وجه الأرض المتعبة،
يسقط بلا تردّد، بلا خجل،
كما لو أن الانكسار حق طبيعي لكل قلبٍ متعب.
وأحيانًا… أودّ أن أتلاشى،
أن أغيب لحظة عن ضجيج العالم،
أن أذوب من ثقل ما أحمله،
أن أختفي في صمتٍ كامل،
وأستمع لصوت قلبي وحده،
ولنظراتي الخاصة،
ولوجعي الصامت الذي لم يره أحد من قبل.
فلست صخرة تعاند الريح،
أنا قلبٌ يتعب،
وروح تتصدّع،
وليس عيبًا أن أنهار،
ولا خطيئة أن أرتاح،
ولا ضعفًا أن أستسلم للحظةٍ من الصمت.
فالضعف ليس نهاية،
بل صوت القلب حين يهمس:
لقد حملتُ
الكثير…
ولست مضطرةً لحمله وحدي.
بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .