نَبْضُ لا يُشْبِهُ المارّين
القصيدة رقم (٧) من ديوان المدى
لستَ عابرًا لأقول: مرَّ ومضى،
ولا عاديًّا كي أعبرك بلا التفات،
ولستَ بلا هوية لأتجاهلك وأرحل…
بل أنت الحضور الذي لا يشبه المارّين،
والظلُّ الذي لا يتغيّر مهما تبدّلت الفصول.
أنت الأثرُ الذي لا يخفت،
والصوتُ الذي يوقظ في داخلي نبوءة الشوق،
والتفصيلُ الذي يمنح الأيام معناها،
والسرُّ الذي يمشي على مهلٍ
بين نبضٍ يريدك…
ونبضٍ لا يعرف طريقًا سواك.
وسيأتي يومٌ… ويبوح اللسان بما يخفيه القلب،
فبعض المشاعر لا تُقال في بداياتها،
ولكنها تنضج على مهلٍ
كما تنضج الحكايات التي كُتبت لتبقى.
وحين أسألك عن مكانك في عمري،
يفهم القلب قبلي الحقيقة:
إن بعض الوجوه لا تُشبه المارّين…
بل تشبه الأوطان؛
نسكن إليها… ونعود لها…
ولو أثقلتْنا الطرق وأنهكتنا الليالي.
ستبقى كما أنت:
مقامًا لا يطاله النسيان،
وصفحةً لا تُطوى،
وبدايةً لا تنتهي…
لأنك لست شخصًا مرَّ بالقلب،
بل قلبٌ مرَّ بالحياة فحَوَّلها إلى حياةٍ أخرى.
---
✍️ الشاعر حسين عبدالله الراشد
ولكل عقلٍ طريق… وهذا طريقي بين النقوش، حيث تلتقي الحروف بالعاطفة ويولد من الحنين ربيعًا.
#ديوان_المدى #ديوان_المهابة #ديوان_القصيد #أشعار_أبوعلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .