حلمُ الرضيعة
العجوز
***** *****
أبي
لمَ هجرتَني؟!
وأنا رضيعةْ
لم أكنْ أعرفُ
الحرفَ!
لا سرَّ الطبيعةْ
كلُّ ما أعرفُهُ
ثدي أمّي وحليبَها
وقبلةَ الصباحِ
وهمسَ
ديكِنا للفجرِ
كي يستفيقَ
أبي
لمَ هجرتني؟!
وتركتَني وحيدةْ؟
بلا هديةِ العيدِ
وأراجيحِ الحديقة
بلا صديقٍ
أو صديقة
أصارعُ اليتمُ
والجوعُ
بلا ابتسامتِكَ
الرقيقة
... أبي...
لمَ هجرتني؟!
وتركتَني بلا
أحلامٍ
بلا كتابٍ أو حقيبةْ
أوليسَ حقّي
أنْ أصيرَ صبيةً
وجدائلي الشّقراءَ
كشلالِ الذهبِ
ممشوقةَ القدَّ
ذاتَ حسنٍ وأدب
ويزورُني
بعضَ الرفاق
تودداً يطلبُ يدي
وأكونُ
في عرسٍ بهيٍّ
وثوبي الأبيضَ
وعلى جبيني
تزرعُ القُبلَ
وتزورني مباركاً
بولادتي
وهديةَ المولود
من زهرِ الحديقة
أبي!
لمَ هجرتَني؟!
وتركتَني
ستونَ عاماً يا أبي
وأنا أبحثُ
عن سرَّ الحقيقة
وإنَّ الرضيعةَ
العجوزُ
مازلتْ تشتاقُ
ضمَّكَ لو دقيقةْ
لكنَّي
مازلتُ أحلمُ
يا أبي
ببسمتِكِ الرقيقة
***** * * * * *
د. موفق محي الدين غزال
اللاذقية _سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .