كأنّ التنمّر الطائفي ريحٌ عاتيةٌ تعبرُ القلوب،
تبعثرُ ما تبقّى من دفءٍ بين أبناء الأرض الواحدة،
وتزرع في الأزقة صدى خوفٍ لا يهدأ.
هو بابٌ للفتنة،
إذا فُتح مرّةً واحدة
تداعت من حوله جدرانُ الأمان،
وتحوّلت الملامحُ إلى سهام،
والكلماتُ إلى نارٍ تمسّ الروح قبل الجسد.
كم من وطنٍ خسر صوته بسبب صرخة حقد،
وكم من إنسانٍ انطفأ لأن أحدهم استخفّ باختلافه،
فصار الوطنُ المتّسعُ للجميع
ضيقًا كحكايةٍ حزينة.
التنمّر الطائفي لا يرفع أحدًا،
بل يهبط بالجميع إلى هاوية ظلمٍ عميق،
يوهمهم أن الفراق خلاص،
وأن التجريح بطولة،
وما هو إلا ضعفٌ يتزيّن بالغبار.
فلنغلق أبواب الفتنة قبل أن تستيقظ،
ونزرع مكانها كلمةً تُطمئن،
ونظرةً تُصافح،
ويدًا تبني بدل أن تهدم…
فالوطنُ لا ينهض إلا حين نختار
أن يكون اختلافنا جسرًا،
لا حجرًا آخر
في طريق الخراب.
بقلم دكتور فارس يغمور عميد المعهد العالي لح
قوق الإنسان والعلوم الدبلوماسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .