⭐ عَطَبُ النَّبْض
(القصيدة رقم ٨ من ديوان المدى)
❖ في هذا النصّ ينكشفُ ما تُخفيهِ الرّوحُ حينَ يَتْعَبُ النَّبْض،
وتَفْقِدُ الأحلامُ طريقَها بينَ السَّحاب،
وهُنـا يتكلّمُ الوجعُ… ويتحوَّلُ العَطَبُ إلى مَعنى. ❖
---
لَمْ تَعُدْ أشواقُ قَلْبِي، بَعْدَ صَمْتِ اللَّيْلِ، تُجْدِي أَوْ تُجابْ،
فَالْقُلُوبُ أُصِيبَ رُوحُهَا بِعَطَبٍ… وَالنَّبْضُ فِيهِ تَهَدَّمَ السَّبَبْ.
نَبْضٌ تَلَهَّبَ كَعُودِ ثِقَابٍ… احْتَرَقَ حَتّى آخِرِهِ وَانْسَحَبْ،
لَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى رَمَادٍ… يُذْهِلُ الضَّوءَ إِذَا ما انْسَكَبْ.
وَأَنَا كَلَوْحَةِ فَنّانٍ بِلَا رَسْمٍ… تَمْلَؤُنِي الدَّهْشَةُ إِنِ انْكَشَفَ السَّبَبْ،
أَبْحَثُ عَنْ مِفْتَاحِ لَوْحَتِي… لَكِنَّ سِرَّ الصُّورَةِ عَنِّي احْتَجَبْ.
وَحِيدًا أَمَامَ اللَّوْحِ أَقِفُ… وَتَسْتَبِيحُ الحَيْرَةُ أَلْوَانِي بِلَا أَدَبْ،
أَمُدُّ يَدِي لِلْخُطُوطِ وَلَا تَأْتِي… كَأَنَّ الحُلْمَ تَرَدَّدَ ثُمَّ ذَهَبْ.
وَأَنَا الحَالِمُ فَوْقَ السَّحَابِ… أَحْمِلُ أَحْلَامِي بَيْنَ طَيّاتِ السَّرَابْ،
أُرَاقِصُهَا بِهُدُوءِ عَزْفِي… رَجَاءً أَنْ تَهْطُلَ يَوْمًا وَتَقْتَرِبْ。
أُرَقْرِقُهَا لَعَلَّهَا تُنْقِذُ نَبْضِي… لَعَلَّهَا تُوقِظُ فِي دَاخِلِي مَا تَعِبْ،
لَعَلَّهَا تُطْعِمُ أَرْضِي الْيَابِسَةَ… فَيَطِيبُ قَلْبِي وَتَخْضَرُّ الرُّتَبْ.
فَإِنْ هَطَلَتْ… عَادَ العُمْرُ نَدِيًّا، وَانْزَاحَ عَنْ صَدْرِي مَا ثَقُلَ وَاحْتَجَبْ،
وَإِنْ غَابَتْ… ظَلَّتْ أَمَانِيَّ تَقِفُ، تَطْرُقُ بَابَ الغَيْمِ إِنِ انْسَحَبْ.
وَالرُّوحُ إِنْ طَالَ جَفَافُهَا… لَا يُحْيِيهَا إِلَّا مَطَرٌ يَأْتِي بِلَا طَلَبْ،
فَهِيَ كَالْأَرْضِ تَنْتَظِرُ الهَطْلَةَ الأُولَى… لِتَقُومَ مِنَ الرَّمَادِ وَتَنْتَصِبْ.
يَا حُلْمًا يَمْشِي عَلَى مَهْلٍ… بَيْنَ نَبْضٍ يُرِيدُكَ، وَنَبْضٍ لَكَ انْقَلَبْ،
جِئْتُكَ شَمْسًا تَبْحَثُ عَنْ دِفْئِكَ… لِتَسْتَعِيدَ العُمْرَ بَعْدَ مَا اغْتَرَبْ.
وَسَيَبْقَى الأَمَلُ نَارًا هَادِئَةً… تَحْتَ رَمَادِ القَلْبِ مَهْمَا اضْطَرَبْ،
فَالْمَطَرُ إِنْ حَضَرَ… عَادَ النَّبْضُ، وَعَادَ لِلْقَلْبِ مَا ذَهَبْ.
---
✍️ الشاعر: حسين عبدالله الراشد
ولِكُلِّ عَقْلٍ طَرِيق…
وَهَذَا طَرِيقِي بَيْنَ النُّقُوشِ،
حَيْثُ تَلْتَقِي الحُرُوفُ بِالْعَاطِفَةِ،
وَيُولَدُ مِنَ الحَنِينِ رَبِيعًا.
---
#ديوان_المدى
#ديوان_المهابة
#ديوان_القصيد
#أشعار_أبو_علي
#كتابات_أبو_علي
#مقالات_أبو_علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .