بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 5 ديسمبر 2025

صخرة الهمس الخفي بقلم الراقي ناصر صالح أبو عمر

 صَخْرَةُ الهَمْسِ الخَفِيّ


أطَلْتُ على صَخْرٍ يَغوصُ بسِرِّهِ

فلاحَ ليَ الحرفُ الظليلُ المُرَوَّعِ


نقشتُ عليهِ: مَن يُداوي عاشقًا

إذا خانَهُ صبرٌ، وعادَ لِيَجْزَعِ؟


ومِتُّ انتظارًا أن يعودَ مُخالِفٌ

يُناظِرُ ذوقي لا يُهادنُ مَطْمَعِي


فعُدتُ فإذ بالخطِّ يزهو فوقَهُ:

"هوىً لَوْ تَوارى عادَ يُبدي المَفْزَعِ"


فقلتُ: أترى في البيدِ مَنْ قارَعتُهُ؟

ومَن ذا الذي خطَّ البيانَ بمنصَعِ؟


فكتبتُ: إذا ضاقَ الفتى من دمعهِ

فليسَ لهُ إلّا التجلُّدُ، فاصدَعِ


وأقبلتُ ثانيًا، وفي القلبِ رَهْبَةٌ

كأنيَ فوقَ الرملِ أَخْطُو بأَصْكَعِ


ففوجئتُ بالردِّ الجليلِ مُضمَّخًا:

"وكيفَ اصطفاءُ الصبرِ والقلبُ يَخشَعِ؟"


فهزَّ رحيقي ذاكَ خطٌّ لَمَّاحٌ

يُجلّي جمودَ الدهرِ حينَ تَصَدَّعِ


وهمستُ: لعلَّ القومَ في البيدِ أهلُهُ

فما كلُّ من يَهوى يُجيدُ ويُسْمِعِ


فزِدتُ على الرَّدِّ اعتدادًا قائلاً:

إذا لم يكنْ للحبِّ بابٌ… فأوسِعِ!


فعُدتُ، وإذْ بالخطِّ أندى حليةً:

"وماذا إذا ضاقَ الفتى لم يُقَنِّعِ؟"


فغارَ جَبينُ الرملِ من فَخْمِ مُفْصَحٍ

يُجاري نُجومَ الليلِ حينَ تَلَمْلَعِ


وقلتُ: أفي البيداءِ شاعِرُ قَومِنا؟

أمِ الجنُّ خطَّتْ ما تَقَدَّمَ يَمْنَعِ؟


فأقبلَ صوتٌ من هدوءِ فضائِها

كأني أراهُ فوقَ وهجِ المُسمَعِ


يقولُ: تُجاذبُ بنتُ اللُّغى أنفاسَكَ الـ

رقيقةَ، لا شيخٌ أتى أو مُقَنَّعِ


فآنستُ في الصَّحراءِ روحًا هادئًا

يُنازِلُ شمسَ القولِ شِعْرًا مُخَدَّعِ


فتاةٌ من البيداءِ تَسقي حُروفَها

سُلافًا نقيًّا من وفاءِ المُتَرَعِ


تُجيدُ بُكاءَ الحُبِّ من غيرِ نَدَمٍ

وتَكتبُ ما يُخفى وما لم يُسمَعِ


فخلَّدتُ حكاياتٍ على الصَّخرِ تنبضُ

وتبقى على مرِّ الزمانِ بمَرْفَعِ


بقلم: ناصر صالح أبو عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

دهاليز الغفران بقلم الراقي طاهر عرابي

 «دهاليز الغفران»  قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي دريسدن – كُتبت في 11.05.2025 | نُقِّحت في 08.12.2025 لقد دخلتُ هذه الدهاليز. لكنني لم أك...