بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

همس المطر بقلم الراقية عبير ال عبد الله

 همس المطر

تعال…

لننزل مع المطر، نركض بين حباته كأنها رسائل السماء،

ونسمع الموسيقى التي تصنعها الأرض حين تلتقي قطراته بالليل.


أراك في كل انعكاس على النافذة،

في كل قطرة تتساقط ببطء على الزجاج،

في كل ظل يمرّ على الحائط،

كأن العالم كله يصنعك ليبقى بين يديّ.


دعنا نحمل المطر بين أصابعنا،

نمسكه، نتلمسه،

ونتركه يغسل كل الحزن، كل الغياب، كل الكلمات التي لم تُقل بعد.

معك يصبح المطر أكثر دفئًا، أكثر لونًا، أكثر موسيقى…

تصير الريح أذنًا تسمعنا،

تصير الأشجار همسًا يردد اسمنا،

تصير السماء غرفة صغيرة

تحتضننا دون أن يرانا أحد.


دعنا نرسم قمرًا بين الغيوم،

ونزرع نجمة تنبض بالحب في قلب الليل،

وحين يأتي النهار،

وتشرق شمس العاشقين،

نرسم ألوان قوس قزح،

لتلون كل ما يأتي من الأيام،

كل لحظة، كل حلم، كل ابتسامة لم تولد بعد.


أحبك…

حتى لو كنت خيالًا،

حتى لو كنت مجرد ظل بين قطرات المطر،

فخيالك أصبح لي حقيقة،

أكثر دفئًا من الشمس، أكثر عذوبة من المطر،

أكثر وفاءً من أي وعد لم يُعطَ بعد.


تعال…

دعنا نصنع مدينة من ضوء المطر،

كل شارع فيها لحن،

كل نافذة فيها سرّ،

وكل سقف فيها وعد بأننا سنبقى،

سنظل هنا، تحت المطر،

حتى ينهار الليل من شدة جمالنا.


أراك معي حتى في الصمت،

حتى حين يغيب صوتك،

حتى حين يغيب شكلك،

أراك في كل شيء…

في صوت المطر، في خفقات قلبي، في ضوء القمر الذي يراقبنا خجولًا.


دعنا نحيا في لحظة لا يعرفها الزمن،

لحظة نختبئ فيها بين المطر والخيال،

نكتب حبنا على كل قطرة،

نزرع الحنين في كل نسمة،

نرسم الحلم في كل ظل،

حتى تصبح كل لحظة تحت المطر

عالمًا كاملًا، ملكنا نحن فقط،

حيث الحب ليس كلمة،

بل كل شيء نلمسه ونحسّه ونتنفسه معًا.


تعال…

ولا تتركني…

حتى لو كنت خيالًا…

فأنت أجمل خيال،

وأصدق حب،

وأعمق حلم

،

وأروع موسيقى لم تسمعها الأرض بعد.

بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

قارئة الفنجان بقلم الراقية ياسمين عبد السلام هرموش

 *قارئةُ الفنجان* بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش  "هل انتهيتَ من قهوتِكَ؟ أعطني فنجانَكَ…" قالتها الغجريّةُ التي بزغتْ من العدم، كأ...