ظِلُّ امْرَأَةٍ يَتَعَلَّمُ النُّهُوض
يا أَنْتَ…
كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اسْمَكَ
إِذَا نَقَشْتُهُ عَلَى راحَةِ يَدِي
سَيُعَلِّمُ القَدَرَ
أَلَّا يَسْرِقَكَ مِنِّي.
وَلٰكِنَّكَ غِبْتَ،
وَغِبْتُ أَنَا
عَنْ أَحْلَامِ العُشَّاقِ،
أَصُومُ عَنْ كُلِّ قَلْبٍ
لِأُحافِظَ لَكَ مَوْطِنًا فِي صَدْرِي…
فَخُنْتَهُ.
يَا لَثِقَلِ الخَيْبَةِ…
كَيْفَ يَشِيخُ الحُبُّ
وَهُوَ لَمْ يَكْبُرْ؟
وَكَيْفَ تَذْبُلُ خُطانا
وَالْمَطَرُ يَمْشِي مَعَنَا،
ظَانًّا أَنَّ لِلْغَدِ بَيْتًا
يَحْمِلُ أَساسَ الدِّفْءِ؟
تَعالَ…
لِنَدْفِنَ مَا ماتَ بَيْنَنَا،
أَوْ دَعْنِي أَدْفِنْهُ وَحْدِي؛
فَاللَّوْمُ ظِلٌّ مُتْعَبٌ
يَجُرُّ خُطاكَ خَلْفِي.
يَا صاحِبَ العُمْرِ المُهْدَرِ،
طَرِيقُكَ فِي رُوحِي
لَمْ يَزْدَهِرْ،
وَكُلُّ مَا سَقَيْتُهُ مِنْ صَمْتِي
تَحَوَّلَ إِلَى نُدوبٍ
تُشْبِهُ حِجارَةً
تَعَلَّمَتِ البُكاءَ.
سِنِينَ ضَاعَت،
وَعُمْرٌ تَسَلَّلَ مِنْ يَدَيَّ
كَالْمَاءِ المُنْسَكِبِ،
وَمَا زِلْتُ أَقُولُ:
سَأَصْبِرُ.
وَلٰكِنَّ الكَسْرَ
إِذَا عادَ مَرَّتَيْنِ
لَا يُجْبَرُ،
وَالدُّنْيَا — يَا هٰذِهِ الدُّنْيَا —
لَمْ تَعُدْ تَمْلِكُ مَمَرًّا آمِنًا
يَعْبُرُهُ صَبْرِي.
فَامْضِ…
وَاتْرُكْ لِيَ لَيْلِي،
أُرَمِّمُ مَا تَبَقَّى مِنِّي،
وَأُلَمْلِمُ ظِلِّي
الَّذِي لَمْ تَعْرِفْ يَوْمًا
كَيْفَ تُنْقِذُهُ.
أَتَدْرِي…
لَوْ أَنَّ الحُزْنَ لَهُ جَنَاحانِ،
لَطارَ مِنْ صَدْرِي
قَبْلَ أَنْ يَشِيخَ قَلْبِي
بِثِقَلِ غِيابِكَ.
وَلَوْ أَنَّ الدَّمْعَ يَعْرِفُ الطَّرِيقَ،
لَأَرْسَلْتُهُ رَسُولًا إِلَيْكَ،
فَلَعَلَّهُ يَقُولُ عَنِّي
مَا لَمْ أَقُلْهُ
وَأَنَا أُقاوِمُ انْكَسارِي.
مَا عادَ فِي الرُّوحِ
مُتَّسَعٌ لِحِكاياتٍ نِصْفِيَّةٍ،
وَلَا لِمَنْ يَمُرُّ بِقَلْبِي
مُرُورَ الغَيْمِ
فَوْقَ أَرْضٍ
جَفَّ فِيهَا النَّبْضُ.
فَاذْهَبْ…
وَاتْرُكْ لِيَ الغَدَ
أَبْنِيهِ مِنْ رُكامِي،
فَلَعَلِّي
أَجِدُ نَفْسِي
بَعْدَما ضَيَّعْتُها
فِيكَ.
بقلم الشاعر
مؤيد نجم حنون طاهر
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .