"حين أحببتكِ"
بقلم : سمير الخطيب
حين أحببتكِ
لم أُعِد ترتيب العالم،
تركتُه بفوضاه المألوفة
ورقصنا فوق شظاياه
نختبر خفّة لم نعرفها من قبل.
حين أحببتكِ
تخلّيتُ عن ثقل البلاغة،
وآمنتُ بما لا يحتاج تفسيراً:
فنجانٌ ينسى دفأه ببطء،
رسالةٌ تتوقّف عند حافة المعنى،
وصمتٌ يحمل ما تعجز عنه اللغة.
لم أحببكِ كمَن يبحث عن معجزة
أو يطلب خلاصاً،
بل كمَن يكتشف أن الحياة
تُحتَمل أكثر حين تُقاسَم،
وأن القلب يتّسع فجأة
حين يجد من يفهم صمته.
حين أحببتكِ
سقطت أقنعة الكمال،
لم أعد أطلب منكِ أن تكوني أكثر
من حضورك الصادق حين أتعب،
من يدك التي لا تحاول إصلاحي،
من صمتك الذي يتّسع لكل انكساراتي.
"أحببتكِ"
لأنكِ لم تلمسي جراحي بفضول الممرضات،
لم تسألي عن ماضيَّ كمحقّقة،
لم تحاولي إنقاذي كبطلة،
تركتِ لي مساحتي كاملة—
أن أحزن دون اعتذار،
أن أتعب دون تبرير،
أن أكون هشّاً دون خجل.
وحين أحببتكِ
لم أنضج فجأة،
لم أصر حكيماً،
لكنّني—للمرة الأولى—
كسرتُ عادة الهروب من المرايا،
جلستُ وجهاً لوجه مع نفسي
وأحببتُ ما رأيت.
حين أحببتكِ
صرتُ أنا،
بلا إضافات،
بلا محاولات تجميل،
مجرّد إنسان يتعلّ
م
أن الحبّ ليس وصولاً
بل إقامة دائمة في طريق الحب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .