"شراع يوقظ القلب "
هُنا… على حافّة النهر-
حيثُ يُصلِّي الماءُ بصوتٍ خافت-
وتنحني الضفّاتُ كأنّها تتلمّسُ خطاك—
يتدلّى قلبي من شرفة الانتظار
كقنديلٍ أنهكه الضوءُ ولم ينطفئ-
يا أنت…
يا ظلًّا يعبرُ الموجَ ثم يختفي،
كيفَ تعلّمَ النهرُ أن يحمل اسمكَ
ويُرددهُ كأنّه عهدٌ قديمٌ
لا يجرؤ الزمنُ على مسّه؟-
في صمت الحجر—
حيثُ تتشابكُ الأيدي كخيطٍ من أبديةٍ مشتعلة-
أسمعُ نبضكَ يوقظُ رقادَ القرون-
ويفتحُ برديةً من نورٍ مكتوبٍ فيها:
“المحبّةُ أقدمُ من الموت-
والشراعُ الذي ينتظرُ يعودُ ولو عبر جرحِ الرياح.”—
القمرُ فوقي
ليس سوى رسولٍ يُفتِّش عن وجهكَ
في انعطاف الأمواج-
والريحُ تمشطُ النهرَ
كما تمشطُ الحبيبةُ شعرَ طفلها العائد من الغياب-
كلُّ ضربةِ مجداف
تدقُّ على صدري كناقوس-
تلملمُ روحي من الفوضى—
وتعيدُ ترتيبَ شظاياها
على مقاسِ اسمكَ وحده-
يا حبيبًا
نقشَهُ الزمانُ على الحجرِ
كأنه سرٌّ لا يُروى-
تعالَ…
فالنهرُ يضيقُ من كثرةِ الشوق—
والأبديةُ تتعثرُ من ثِقلِ يديَّ الممتدّتين—
نحو غيابك-
هلا أتيت…
فالقصيدةُ صامتة—
لكنّ صراخها يمتلئُ بك-
وأنا—
ما عدتُ أعرفُ
أين
ينتهي النهر—
وأين تبدأ أنت-
"'ندي عبدالله"'
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .