احتمال جديد
جلست وحدها، تحدّق في العتمة التي تتسلل من نافذة الغرفة. كان الليل ساكنًا حدّ الاختناق، وكأن الهواء نفسه يراقب ارتجاف قلبها بصمت. هذا السكون المخيّم لم يكن يطمئنها، بل كان يوقظ فيها رهبة قديمة… رهبة اللحظات التي لا تجد فيها سوى نفسها لتواجه كل شيء.
أحيانًا يكون للألم وجهٌ أعنف من قدرتنا على احتماله، يتسلّل إلينا ببطء، ثم يستولي على أرواحنا حتى نشعر كأننا ننسلخ عن أجزاء منا كنّا نظنها ثابتة. تساءلت في سرّها:
"ترى… هل هو اختبار لقوة الصبر؟ أم مجرد درس آخر يمرّ بي كي يعيد تشكيل قلبي؟"
أغمضت عينيها، كأنها تمنح نفسها هدنة قصيرة، وسمحت لدمعة يتيمة أن تنحدر بصمت على خدّها. لم تكن دمعة ضعف، بل اعتراف صغير بما أثقل روحها.
نهضت بهدوء، تجر قدميها نحو الفراش وكأن كل خطوة تحمل ثقل يومٍ مضنٍ. تمددت وهي تستمع لدقات قلبها التي بدأت تهدأ، وفي داخلها همس خافت يقول إن الغد يحمل دائمًا احتمالًا جديدًا.
وغدًا…
قد يطرق الضوء نافذتها من جديد،
غدًا صباحٌ مشرق،
ربما يحمل لها بداية مختلفة، أو شجاعة لم تدرك أنها تملكه
فريدة توفيق الحوهري لبنان
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .