#في حِجرِ "مُنتهى الوِرد"
يا صاحِ، إنَّ في ثنايا الحياةِ كَنْزًا خَفِيًّا لا تُدرِكهُ العُيُونُ المُسارِعةُ في حَلَبةِ السِّباق؛ إنها "مَعزلُ السَّكِينةِ"، أو كما تُسمَّى في دفاترِ الروحِ: "مَقامُ ما وراءَ النِّدّ".
حينَ تُقبِلُ على هذا المَقام، فإنَّكَ تُلقي عن كاهلِك غُبارَ الموازينِ الزَّائفةِ ولُعابَ المِرآةِ الخادعةِ. إنكَ تُعْلِنُ انسِحابًا سَامِيًا من سوقِ المُباهاةِ، حيثُ تتلاشى قِيمةُ الأغزرِ والأكثرِ صَخَبًا.
تَخْتالُ في دُنياكَ كَغُصنٍ فَردٍ، لا يُعنيهِ قَدْرُ ما امتلأتْ بهِ الأغصانُ المُجاوِرةُ من ثِمارٍ، ولا أيُّ لَونٍ ارْتَدتْهُ وُرودُها. تَعيشُ أصالةَ مَعدِنِكَ، بلا طِلاءٍ ولا تَنْمِيقٍ.
وعندئذٍ، تُزْهِرُ حياتُكَ كـبُحيرةٍ راكِدةٍ في صَحْوِ النَّهارِ، يَشْفُّ ماؤها حتى تَرى فيها قاعَ الرُّوحِ. تَغدُو عِشرتُكَ جَدْوَلًا رقراقًا لا تُكدِّرُه شائبةُ المُقايَسةِ، ويَستحيلُ قَلبُك إلى حَدِيقةِ غَفْرٍ، مُطرَّزةٍ بسَجَّادةِ الرِّضَا، لا يُداهِمُها لَصُّ القَلَقِ أو سُمُّ الحَسَدِ.
هُنا، تُدرِكُ أنَّ أجملَ ما تملِكُهُ ليسَ ما يَراهُ النَّاسُ، بلْ هدوءُ النَّفسِ الذي لا يُباعُ ولا يُشْتَرى.
#بقلم ناصر إ
براهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .