حوار بين العقل والقلب خلف ظلال الحبر الأسود
قال العقل: دعه، لا تزره. فاللقاء عقيم، والوصل وهم.
وقال القلب: اذهب إليه، ففي صوته دفء، وفي عينيه وطن.
العقل يزن الأمور بميزانٍ من صخر.
يضع الحجارة في كفّة، والرياح في الأخرى،
ثم يحكم ببرودٍ لا يعرف الرجفة.
أما القلب، فيفتح نوافذه للغيم،
ويستقبل المطر كطفلٍ يمدّ كفّه تحت السقف المتصدّع.
لا يسأل: هل سيبلّله البرد؟
بل يضحك حين تلامس قطرة وجنته.
قال العقل: الرجوع ضعف، والتكرار انكسار.
فردّ القلب: بل الرجوع حنين، والتكرار شفاء.
كتب العقل على الورق: "انتهى."
ونقش القلب في الهواء: "ما زال."
هكذا يدور الحوار:
عقلٌ يطلب الأمان،
وقلبٌ يركض خلف الضوء، ولو كان وهماً.
وفي المنتصف،
يمشي الإنسان على خيطٍ من نار.
تحت قدميه هاوية، وفوقه سماء لا تنذر بشيء.
خلف ظلال الحبر الأسود،
تتوارى الحروف كأنها أنفاس الليل.
تنبض، تختبئ، ثم تهمس:
"القلب لا يشيخ، والعقل لا ينسى."
وفي العتمة المضيئة بالحبر،
حين يظنّ القارئ أن الحوار انتهى،
ينهض ظلّ ثالث من بين السطور،
ويقول: "أنا الضمير... وسأكتب الخا
تمة."
بقلم رانيا عبدالله
2025/12/15
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .